أكد ل«الجزيرة» الخبير الاقتصادي الدكتور محمد الصبان أن سوق النفط العالمية شهدت مؤخراً تطورات عديدة، وقال: إنه نتيجة لزيادة انتاج النفط الصخري الامريكي وزيادة انتاج النفط من خارج الاوبك، اضافة الى تراخي الطلب العالمي على النفط، وبالذات من مستهلكين كبار مثل الولاياتالمتحدة والصين، فإن هنالك فائضا في المعروض النفطي في الاسواق، أدى الى انخفاض اسعار النفط الى اقل من 99 دولارا للبرميل وآخذة في مزيد من الانخفاض. وما قامت به المملكة بتخفيض انتاجها هي محاولة لامتصاص جزء من الفائض في الاسواق، ولا أعتقد ان 400 ألف برميل يوميا كمية تخفيض تكفي لإزالة الفائض وعودة الأسعار الى مستوياتها السابقة ( اعلى من مائة دولار). وأشار الدكتور الصبان إلى أنه لا علاقة لخطوة تخفيض انتاج المملكة من النفط بمستويات الاستهلاك المحلي. وقال: في المستقبل اذا استمر تزايد استهلاكنا المحلي فإنه سيؤدي الى تآكل تدريجي لصادراتنا النفطية وهو ما نخشاه ويدفعنا الى الإسراع في ترشيد استهلاكنا المحلي من الطاقة وزيادة الاستثمار في انتاج مصادر الطاقة المختلفة مثل الغاز والطاقة الشمسية والرياح وطاقة حرارة الارض والنووية. طالما ان عملة تداول النفط هي الدولار فإن ارتفاع قيمته يؤدي الى زيادة في القيمة الفعلية لسعر النفط وإن بقي ثابتا، أما فيما يتعلق بالسوق السوداء للنفط، فليس هنالك امر كهذا في الظروف الطبيعية. حيث تستطيع ان تبيع وتشتري النفط سواء في الاسواق الفورية او المستقبلية دون الحاجة لتكون سوداوية. الا انه وفي ظل العقوبات المفروضة على ايران، فإنها تقوم باستخدام وسطاء لبيع كميات متزايدة من نفطها وتغريهم بتخفيض في الأسعار التي يدفعونها. كما ان الحركة الإرهابية ( داعش) تقوم ببيع النفط الذي تستولي عليه من سوريا والعراق الى زبائن مجهولين وبأسعار مغرية جدا (تبيع مثلا البرميل ب 40دولارا، بينما سعره العالمي حوالي مائة دولار، هذان المثالان يمكن ان يطلق عليهما سوق سوداء، أما عداهما فلا وجود للسوق السوداء.