تحت إشراف جامعة سلمان بن عبدالعزيز في الخرج، قدّم الشيخ عبدالعزيز بن عبدالرحمن الداعج تبرعاً سخياً لتمويل إنشاء كرسي باسمه، يُعنى بتنمية المجتمع، كونه أهم خيارات التنمية المستدامة المتوازنة أحد الخيارات الإستراتيجية للمملكة العربية السعودية. ومن هنا تأتي أهمية الكرسي الذي يُركز على المنطقة الجغرافية للمجتمعات الحاضنة للجامعة والدور المهم الذي يمكن أن تؤديه عملية تنمية المجتمع في الوقت الراهن من خلال معالجة إشكالاته وقضاياه المتنوعة، استناداً إلى خبرات وتجارب محلية وإقليمية في المجال ذاته تتضمن تطوير وتأهيل المناطق المعنية على صعيد البنية الأساسية والنواحي الثقافية والاجتماعية والاقتصادية. ويسعى كرسي الشيخ عبدالعزيز الداعج إلى تحقيق أهدافه من خلال القيام بإعداد الدراسات والبحوث النظرية والتطبيقية ودعم المعرفة العلمية المتخصصة من خلال معالجة القضايا والمشكلات المجتمعية، كذلك إعداد وتنفيذ عدد من البرامج والدورات التدريبية المتخصصة، وتنظيم الفعاليات والبرامج العلمية مثل: المؤتمرات، المنتديات، الندوات، ورش العمل والحلقات النقاشية المرتبطة، إلى جانب تقديم الخدمات الاستشارية كدراسات الجدوى وتقييم المشروعات الاقتصادية وغيرها من الخدمات الأخرى بما يدعم خلق فرص عمل حقيقية لأفراد المجتمع واستقطاب عدد من طلاب الدراسات العليا من داخل المملكة وخارجها. فيما يستهدف الكرسي دعم الدراسات الموجهة نحو إيجاد فرص عمل مبتكرة مع التركيز على عمل المرأة عن بعد، وتعزيز ثقافة العمل وزيادة الإنتاجية، كذلك المساهمة في تعزيز دور المرأة وإبراز دور الأفراد والمؤسسات في تنمية المجتمع المحلي. ويحوي كرسي الشيخ الداعج فعاليات عدة أبرزها المشاركة في ملتقى «سفينة النجاة» عام 1433ه ولقيت إشادة الزوار والحضور، كما تبنى الكرسي فكرة برنامج إعادة تأهيل الخريجين وتوظيفهم ودعمها حيث كوّن فريق عمل يقوم بدراسة التعاون مع القطاع الخاص لتوظيفهم حسب الاحتياج. الجدير ذكره أن خطة عمل الكرسي تتمثل في خمس نقاط أولها: الإعداد والتنظيم لمحاضرة يستضيف فيها الدكتور عبدالله بن إبراهيم العسكر عضو مجلس الشورى السابق بعنوان تاريخ اليمامة (أُنجز العمل). والثانية إطلاق برنامج «السلسلة التثقيفية» بإشراف الدكتور مشرف بن أحمد الزهراني عميد شؤون أعضاء هيئة التدريس والموظفين (جاري العمل بها)، فيما جاءت الثالثة مشروع بحثي بعنوان «استخدام النانو المصنع حيوياً وتطبيقاته في المجالات الطبية» مقدم من الدكتورة عواطف بن أحمد هندي (قيد الدراسة والتوقيع). والرابعة دراسة دعم وتمويل الرحلات العلمية والبحوث والدراسات لعضو مجلس الشورى الدكتورة منى الدوسري. وآخرها دراسة مشروع عقد تمويل الدكتورة عزيزة الرويس لتقديم برامج تأهيل وتدريب. من جانبه ذكر ممول الكرسي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالرحمن الداعج أن المجتمع السعودي يشهد في الفترة الحالية قفزات تنموية متميزة استطاع من خلالها تحقيق العديد من الإنجازات بفضل من الله أولاً ثم جهود حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، الداعمة لكل عمل يرفع من شأن هذا الوطن المعطاء، وكان من هذه الإنجازات المباركة التوسع في إنشاء الجامعات والمعاهد العلمية المتخصصة من بينها جامعة سلمان بن عبدالعزيز، تلك الجامعة التي ولدت كبيرة في معناها ومبناها. وبيّن الداعج أنه من هذا المنطلق سعيت للتعاون مع الجامعة لإنشاء كرسي يعنى بتنمية المجتمع المحلي من خلال الأبحاث العلمية وورش العمل والندوات وغيرها من الأنشطة التي تهدف في مجملها المساعدة في معرفة دراسة البيئة المحلية وما فيها من ثروات وإمكانيات، وإمكانية الاستفادة منها وتنمية لخدمة أبناء هذا المجتمع، إلى جانب دراسة واقع المرأة وإمكانية تفعيل دورها في الحياة الاقتصادية بما لا يتعارض مع شريعتنا الإسلامية الحميدة وتقاليد مجتمعنا المحافظ، واختتم الداعج حديثه بحمد المولى عزَّ وجلَّ على توفيقه، كذلك أشكر جامعة سلمان بن عبدالعزيز على رأسها مديرها الدكتور عبدالرحمن العاصمي تجاه ما بذلوه من جهود مشكورة كي يرى هذا الكرسي النور ويحقق ما نتمناه جميعاً منه بخدمة وإثراء المجتمع. بدوره أوضح المشرف على الكرسي الدكتور ناصر بن حماد الجعيدي - المشرف العام على معهد الأمير عبدالرحمن بن ناصر للبحوث والخدمات الاستشارية- أن برنامج كرسي البحث العلمي هو أحد وسائل الجامعة لتنمية المجتمع من خلال شراكتها المجتمعية لاسيّما أن الشيخ عبدالعزيز الداعج مستشار لوزير الداخلية وأحد نخب المجتمع التي آمنت برسالتها الوطنية بأن المجتمع وتنميته هما الثروة الحقيقية للأمة، فاختار جامعة سلمان بن عبدالعزيز شريكاً له مانحها الثقة من بين الجامعات لما تمتلكه من إمكانات قادرة على دعم التنمية المحلية مقدماً الدعم المالي لهذا المشروع بسخاء، فجزاه الله خير الجزاء.