عادت عجلة المنتخبات العالمية للدوران من جديد بعد أن أسدل الستار على نهائيات كأس العالم قبل نحو شهرين، ويركز المديرون الفنيون لأبرز المنتخبات القوية على الساحة الدولية هذه الأيام على إعادة ترتيب الأوراق وبناء صفوف منتخبات بلدانهم بعد أن بدأت دورة جديدة في عالم كرة القدم يتبعها التصفيات المؤهلة للبطولات القارية ومن ثم النهائيات الخاصة بكل قارة بالإضافة لتواصل المنافسات الدولية في التصفيات المؤهلة لكأس العالم القادمة. وجرت العادة أن يتم تقييم عمل كل مدرب من قبل الاتحادات المسؤولة وبناء عليه يتم اتخاذ القرار النهائي القاضي إما باستمرار الأجهزة الفنية والطبية والإدارية أو إجراء التغييرات اللازمة لتحسين النتائج وتطوير الأداء بصورة تنعكس إيجابياً على نتائج المنتخب في المنافسات الكروية. * العديد من المنتخبات العالمية بدأت فعلياً في إعادة ترتيب أوراقها، ومن أبرز التحركات التي تمت في ذلك الأمر يظهر لنا في المقدمة القرار الذي اتخذه الاتحاد البرازيلي بتعيين المدرب كارلوس دونجا خلفاً للمدرب السابق لويس فيليبي سكولاري بعد النتائج المحبطة في نهائيات كأس العالم والخسارة بسبعة أهداف أمام المنتخب الألماني والخروج المر من النهائيات وسط دموع الشعب البرازيلي العاشق لكرة القدم. ويسعى المدرب الجديد القديم (دونجا) الذي قاد البرازيلي 2006-2010م لانتشال الفريق فنياً بعد سقوط مريع شهده السيليساو على المستوى الدولي. وبدأ دونجا مهمته بكلمات كان الهدف منها رفع المعنويات الهابطة حينما قال: «لا فائدة من تقديم صورة وردية، بل علينا أن نعمل بجد، ولا يمكننا الانطلاق من الصفر بمجرد تلقي المنتخب لنتيجة سلبية.. فذلك لا يعني أن كل شيء كان سيئاً». في إشارة واضحة من المدرب إلى أن المنتخب البرازيلي لازال بخير ولكنه يحتاج للكثير من العمل الجاد. وأعلن دونجا قائمته الأولى، محافظاً خلالها على عشرة لاعبين يتقدمهم نيمار بالطبع، ومن الأسماء الجديدة، يبرز لاعبو خط الوسط إيفرتون ريبيرو وريكاردو جولارت، علاوة على الشابين اللذين يحترفان في أوروبا وهما الحارس رافايل كابرال ولاعب خط الوسط فيليبي كوتينيو. وسيكون أداؤهم تحت المجهر في قادم الأيام للوقوف أكثر على ملامح منتخب السامبا. * ولم يبتعد الاتحاد الأرجنتيني كثيراً عما قام به جاره البرازيلي حينما اتخذ قراراً بتعيين المدرب خيراردو مارتينو «تاتا» خلفاً للمدرب السابق أليخاندروسابيلا، إلا أن المدرب تاتا اعتمد تقريباً على نفس الأسماء السابق لإيمانه بأنها أفضل من يمثل الأرجنتين، ونجح تاتا بالفعل في أول اختبار فعلي له حينما دك حصون بطل العالم (منتخب ألمانيا) وثأر لمنتخب بلاده من خسارة النهائي العالمي بالفوز في المباراة الودية التي أقيمت يوم الأربعاء الماضي في ألمانيا بنتيجة (4-2). * المنتخب الألماني هو الآخر دخل في مرحلة إعادة ترتيب الأوراق بعد أن توج بكأس العالم الذهبية، وصرح المدرب الألماني يواكيم لوف لوسائل الإعلام بأنه يفكرجدياً في ضم أكثر من اسم لصفوف المانشافت خاصة في ظل ظروف الإصابات التي طالت أبرز النجوم (أمثال هوميلس، خضيره، دراكسلر، أوزيل، بواتينغ، والقائد الجديد شفاينشتايجر.. إضافة لاعتزال القائد السابق فيليب لازم والمهاجم القناص ميروسلاف كلوزه اللعب دولياً. ولم يجد المدرب لوف أي حلول إلا بالتركيز بصورة أكبر على لاعبين جدد يمكن ضمهم لصفوف المنتخب بهدف إكسابهم الخبرة الدولية المطلوب توفرها في حال قرر في الاعتماد عليهم خلال التصفيات المقبلة لأمم أوروبا، والتي تنطلق غداً الأحد. * تلك أمثلة بسيطة وسريعة على ما قامت به الاتحادات الكروية من بين مئات المنتخبات العالمية التي تسعى في الوقت الراهن ومن خلال أيام الفيفا لإعادة ترتيب أوراقها وبناء تشكيلة أساسية يعتمد عليها المنتخب في المنافسات الدولية، ويصعب تحقيق النجاح في تلك المرحلة متى ما كان العمل عشوائياً وغير جاد، وهو ما اتضح لنا من خلال الكلمات التي رددها كل من كارلوس دونجا، ويواكيم لوف.. فعملية إحلال الوجوه الشابة على الساحة الدولية تحتاج لتناغم وانسجام من قبل المدير الفني خاصة من حيث منح المهام للاعب داخل المستطيل الأخضر بما يتناسب مع إمكانيته من جهة.. ومع إيجاد التكتيك المناسب للفريق ككل من جهة أخرى. * أتذكر هنا.. ما قاله السيد أنتوني كونتي (مدرب اليوفنتوس السابق) ومدرب منتخب ايطاليا الحالي: «بأن المدرب الجيد مثل الخياط الجيد الذي يجيد تفصيل الثوب حسب قطع القماش المتوفرة لديه». في إشارة واضحة من المدرب الإيطالي إلى أهمية اختيار التكتيك الفني المناسب لإمكانات اللاعبين المتواجدين في التشكيلة التي يشرف أي مدرب على تدريبها.