كثيرون استغربوا وانتقدوا القائمين على المنتخب الأول بعد إعلانهم عن برنامج معسكر المنتخب ولقاء أستراليا وديًّا في لندن، فلا مكان المعسكر ملائم ولا اللقاء هو الخيار المناسب لتحضير المنتخب لمواجهات خليجية تختلف تمامًا عن أسلوب وقوة وتكوين وطريقة أداء وصلابة المنتخب الأسترالي.. الآن وبعد أن تأهل الهلال وأصبح ممثل الوطن الوحيد في الدور نصف النهائي لأبطال آسيا، زادت حدة الانتقادات تجاه المدرِّب وإدارة المنتخب واتحاد الكرة بوجه عام بسبب إصرارهم على مشاركة نجوم الهلال في معسكر إعدادي لا قيمة فنيَّة له وغير مرتبط مباشرة ببطولة أو مباريات أو تصفيات رسمية قريبة، يحدث هذا في وقت ينتظر فيه سفير الوطن في هذه المرحلة المصيرية الحاسمة دعمه والوقوف معه فنيًّا ومعنويًّا، بدلاً من إرباكه وإزعاجه وعرقلته كما حدث له في بطولات آسيوية وعربيَّة وخليجيَّة سابقة تعرض فيها لمنع نجومه من المشاركة، خسرها واضطر للانسحاب منها رغم وصوله لأدوار متقدِّمة ومباريات نهائية، غير هذا كلّّه فبالمنطق والعقل وبكل الحسابات، أيهما أكثر فائدة وأهمية للوطن وللكرة السعوديَّة، سحب لاعبين من فريقهم للانضمام لمعسكر إعدادي للمنتخب من أجل مباراة ودية في لندن أم السماح لهم بمشاركة فريقهم ممثل الوطن والانسجام معه قبل أيام من مباراته في نصف نهائي القارة؟ الهلال إلى أين؟ بعيدًا عمَّا تقدم وعن إمكانية إعفاء لاعبي الهلال عن معسكر المنتخب من عدمه، هنالك متطلبات وواجبات نأمل أن يأخذها مسيرو الهلال بعين الاعتبار، خصوصًا أن وصولهم إلى هذا الدور سيفرض عليهم العمل بجدٍّ وإلمام وبتصرَّفات فنيَّة وإدارية وأيْضًا إعلاميَّة احترافية تتوافق مع أهمية مباراتي العين، ومع قيمة البطولة التي بذلت فيها إداراة الأمير عبدالرحمن بن مساعد جهدًا واضحًا ومؤثرًا، إضافة إلى أن المدرِّب ريجي قدم نفسه بصورة أثارت ارتياح غالبية الهلاليين.. الهلال بأمس الحاجة في هذه المرحلة لتهيئة الفريق بطريقة تبعده عن استفزاز وضغوط وضجيج الإعلام والجماهير، والتعامل مع مباراة الذهاب في الرياض أولاً من الآن بترتيبات تعزل الفريق ونجومه ومدرِّبه عن أجواء ومؤثرات وعواطف وانفعالات ونتائج الدوري، الأهم من ذلك ألا تستسلم وتقتنع بما يردده البعض من عبارات وأطروحات تخديرية عن أن طريق الهلال بات سالكًا لتجاوز العين وإحراز البطولة، وشخصيًّا أرى أن هنالك دورًا كبيرًا ومطلوبًا من نجوم الفريق أصحاب الخبرة مثل ياسر وكريري وناصر والشلهوب إلى جانب النجوم غير السعوديين، للقيام بمهام قياديّة وتحفيزيّة وتنظيميّة وانضباطيّة مع أنفسهم وزملائهم اللاعبين، وكذلك مساعدة المدرِّب والإدارة على النجاح والعمل بروح الفريق الواحد المتماسك.. العنزي ضحية فوضى الاتحاد! عادت قضية حارس النصر عبد الله العنزي مجدَّدًا كما في المرات السابقة إلى ساحة الجدل والأخذ والرد والتأويل والتفسير كل حسب اجتهاده وقناعاته، وهنا لا نلوم أيّ إعلامي أو متابع حين يتعامل مع الموقف بحسب ما يدور هنا وهناك بشكل يجسِّد ويؤكد أن ما يتردد أمر طبيعي في ظلِّ تنامي الغموض وغياب الشفافية في كشف الحقيقة أو ربَّما عدم الاهتمام في حسم الموضوع نهائيًّا.. المؤسف أن القضية أخذت في الأيام الأخيرة منحى خطيرًا بسبب تضارب الأقوال بين المدرِّب لوبيز ومدير المنتخب زكي الصالح، وزاد الطين بلة تصريحات المدير السابق سلمان القريني الذي نفى وهاجم المدرِّب لوبيز على تصريحاته ضد العنزي، مما جعل الأمور تتجه إلى تصعيد الأزمة وبالتالي انعكاسها وتأثيرها السلبي على اللاعبين والجماهير وعلى أجواء واستعدادات المنتخب والثقة بالمدرِّب في توقيت مهم وحساس يحتاج فيه الأخضر للهدوء والاستقرار وضبط تدابيره الفنيَّة والإدارية والتنظيمية وليس العكس.. الأكيد.. أن اتحاد الكرة يتحمل مسؤولية ما يجري، وأثبت من جديد ضعفه وعجزه وعدم تقديره لخطورة مثل هذه القضايا، لذلك هو اليوم مطالب أكثر من أيّ وقت مضى بالتدخل في موضوع عبد الله العنزي وإجراء تحقيق عاجل مع كل الأطراف لمعرفة ملابساته والأسباب التي أدت إلى تطوره ووصوله إلى هذه المرحلة المعقدة، ومن ثمَّ إعلان النتائج وكشف الحقيقة كاملة كيلا تتكرر هذه الزوبعة مستقبلاً، وحتى لا نظلم ونخسر الحارس النجم العنزي لأسباب قد تكون تافهة ومقدور على حلها وتجاوزها.. من الآخر . في الوقت الذي حظي فيه الشيخ عبدالرحمن بن سعيد -رحمه الله- بتكريم وتقدير من خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله- ومن الاتحاد الآسيوي ومن أندية الهلال والأهلي والشباب تقديرًا لسيرته العطرة وتاريخه الحافل وخدماته الجليلة لرياضة وشباب الوطن، نجد من بعض الإعلاميين الصغار المتشنجين من يتطاول عليه ويحاول تشويه صورته وتاريخه وإسهاماته.. . سيتعب كثيرًا ويتأزم أكثر المشككون دائمًا في أرقام واحصاءات عالميَّة وموثوق بها لمجرد أنها تنصف الهلال وتحفظ حقوقه وترصد منجزاته.. . فعلوها في كلِّ بطولة يحقِّقها، ثمَّ في حصوله على النادي الأكثر شعبية، وكذلك لقب نادي القرن في آسيا، أخيرًا بعد تثبيت الفيفا للبطولات الرسمية للأندية السعوديَّة، واعتماد 53 بطولة للهلال و29 للاتحاد و19 للنصر.. . ما الفائدة التي سيجنيها المنتخب من معسكر في لندن وفي شهر سبتمبر استعدادًا لبطولة ستقام في منتصف نوفمبر؟! . رغم جهود ونجاحات إدارة الأمير فيصل بن تركي في التعاقد مع محترفين أجانب مميزين إلا النصر سيعاني هذا الموسم من إشكالية الحرب الإعلاميَّة المتصاعدة ضد المدرِّب كانيدا.. . من يوم قرأت في رمضان خبر تمرد وإضراب لاعبي الطائي عن التدريب بحجة تأخر صرف رواتبهم وأنا على يقين بأن هذا الفريق العريق المعروف بكفاحه وقوة انتماء ووفاء أبنائه سيذهب ضحية هذه العينة من المتلاعبين الذين لا نصادر عليهم مطالبتهم بحقوقهم ولكن بعيدًا عن أسلوب الضغط والابتزاز والإضرار بمصلحة واستقرار الفريق..