أكثر ما كان يقول به كبار المصلحين عبر التاريخ ممن كان لهم جمهور وأتباع ودعوات شهيرة، أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية (ت 728 ه)، أو الشيخ محمد بن عبدالوهاب (ت 1206ه) أكثر ما كان يقوله هؤلاء في عصرهم لمن اختلف معهم جملة مهمة، ومفادها حين تصدرون حكما علي أو تنتقدون بعض أفكاري وآرائي، تأكدوا أني قائل هذا الكلام المردود عليه، وذلك بأن تجزموا أنه موجود في كتبي، وليس من رواية خصومي، أو من حديثي لكنه محذوف جزء منه أو مختصر. باختصار هذه القضية هي أكبر إشكالية واجهها الشيخ المصلح محمد بن عبدالوهاب في حياته، وحتى يومنا هذا، أن كثيرا ممن انتقده بنى النقد على وسائط من أشخاص أو كتب، ولم يرجع لفكر الشيخ مباشرة. كتب الشيخ متداولة في المكتبات الخاصة والعامة والتجارية والخيرية وعلى شبكة النت، وليست سراً أو لا تباع إلا للخاصة. والحديث هنا وإن كان عن الشيخ محمد بن عبدالوهاب إلا أنه يعم جميع الشخصيات العامة ممن كثر الكلام حولها بأن الواجب ألا ننقل عنها من خلال الوسطاء، بل النقل يكون عن كتبهم مباشرة وما طرحوه من فكر عبر المصادر المعتمدة لديهم هم، وليس من يختلف معه.