يأتي العيد ويمضي، وحال الأمة العربية ينتابه الذل والهوان، وما يحدث في غزة وحلب وصنعاء والموصل وغيرها يندى له الجبين. كل له مصالحه، وكل له حساباته، والمستفيد أعداؤنا والموتى إخواننا، ولكن هناك ملك قلبه على شعبه وعلى شعوب الأمة العربية، تكلم فصدق، ونادى ونصح. ياشوق إن الهوى أدمى مدامعنا فكم أثير لشهد الحب ضمآن الذكريات وكم من صورة رُسمت تلك المنازل للعشاق شطئان فكم محبٍ ضناه الوجد أزمنةً وهل يلام ودار الحب أفنان العيد جاء وكم في العيد من مهجٍ وللمحبين في الأعياد أَيمان وَرْدٌ شذيّ وريحُ العيدِ تَحْملُهُ لكلّ مَنْ لَهُمُ بالقْلبِ تحْنانُ أُهنيء الصّحْبَ والأحبابَ عيدَهمُ وليت أعيادكم عتقٌ وغفرانُ ياعيد أنت سرورٌ فرحةٌ نسِجَت حباً نديّاً ومنك الوَصْلُ تيجانُ ياربّ صُمنا وصلينا وما بَخِلت نَفسٌ تتوق إلى رُؤياك أَشجانُ لم يَبْقْ إلا قَبولٌ منك خَالقُنا فإنْ قَبِلتَ فَكُلٌّ مِنهُ جذلانُ العيدُ يَمْضي وذِكْرى العيدِ باقيةٌ العيدُ عيدُ إذا الأقوام خلانُ رباه أشكو فحال العرب مزريةٌ هل ضاع دينٌ ومنهاج وقرآن كل تسلح بالإسلام منطقه وهم براءٌ وللإسلام خذلان ماذا دهى العرب هل تاهت أخوتهم فغزة اليوم في الأعياد نيران يستشهد الطفل لا شجبٌ ولا نعيٌ قنابل الحرب أطنان كبركان تبجّح النتنُ فيما قاله كذباً كما تبجّح في الأوتاد هامان فإن هدمت عمارات لهم بنيت غداً يشيّد ذاك الشبل بنيان تئن غزة بل صنعاء بل حلبٌ وتونسٌ وبن غازٍ وبغدان فهل أضعنا خلاقاً كان قيمتنا أم أنه الشر للمنكوب قيعان وهل بُلينا بداء لا يفارقنا في كل يوم دماء الطفل غُدران وكان فينا رجال لا يماثلهم هم للمروءة أسياد وفرسان نحيل يوم الوغى كالنار تحرقهم ونحن في سلمنا كالأهل أخدان ياعيد مرت سنين كلها نكدٌ عدونا اليوم أغراب وجيران فإن مددنا أيادي الحب نبسطها مدوا إلينا أيادي الشر ما لانوا وإن كففنا وقلنا ما لنا ولهم سِيمت من الغدر أشكال وألوان يارب إن بلاد العرب قد وهنت وأنهكتها حروب الغدر عصيان إن مات علجٌ أقيم الحد في مئة ودمر البيت والأحياء والخان فيجرف البيت والأطفال تقتلهم رصاصة الغدر والجلاد صنوان بكى الشيوخ دموعا لا يراق دمٌ إن البصير بدار الشر عميان أما النساء فثكلى في محاجرها دمعٌ تحجّر والأفراح أحزان يا أمة العرب هبّوا من منامكمُ وأسمعوا الغرب أن الحر غضبان ليعلم الفرس والرومان غضبتكم ومن بصفِّ يهود الغدر أقران ياسيد العرب عبدالله نجدتكم أصداء فعلك للحكام نيشان ناديت تدعو وقول الحق تبلغه شتان بينك بين العرب شتان المُلْك فيك تجلت فيه أوردةٌ فأنت للعرب نهرٌ أنت شريان فكم سقيت شعوباً أعدمت أملا والبؤس من كفك الميمون إحسان وكم أعدت إلى الأيتام ضحكتهم أنت المليك ومن عاداك خسران ولي عهدك شهمٌ صاغ حنكته رب العباد وتاج النبل سلمان يا أمة العرب لمّوا الشمل موعدنا صهيون أصل البلا سمٌ وعدوان فإن جمعنا سيوف العرب قاطبة لن يبق في الأرض من صهيون إنسان وإن أخذنا بقول الله واعتصموا ما خاب قوم لهم بالحق إيمان يارب إنا ضعفنا قوّنا عددا فأنت يارب منان ورحمن وانصر عبادك بعد الفطر أسعدهم كما رفعت بقول الحق لقمان ياخير أمة للإسلام أعمدة فلا مقامُ إذا لم تُبن َ أركان ياشوق صلِّ على المختار سيدنا فإن أصحابه صلّوا وما خانوا