المقصود بلمة العائلة (الأسرة) الاجتماع العائلي، اجتماع العوائل (الأسر) سواء على مدار العام أو في المناسبات كمناسبة عيدي الفطر والأضحى، يلتقي كبير العائلة بكل أفراد العائلة (الإخوة والأخوات والأبناء - ذكوراً وإناثاً - والأحفاد)، وفي حفلات الزفاف (الزواج) ومناسبات العزاء يُضاف الأرحام والأقارب والأصدقاء وزملاء الدراسة والعمل. ولا يشترط في لمة العائلة زمناً معيناً أو مكاناً محدداً، وإنما مع الوقت أصبحت تقتصر عند أغلب الأسر في مناسبات ترتبط بعضها بالدين وبعضها الآخر بالمناسبات الاجتماعية، وتعرف كل مناسبة بأوقاتها كعيد الفطر وعيد الأضحى أو باسمها الخاص كمناسبة الاحتفال بعقد القران أو مناسبة حفل الزواج. وتعد لمة العائلة في عيد الفطر المبارك في كل عام من المناسبات الموسمية لأنها تأتي بعد شهر رمضان، الشهر التاسع من السنة الهجرية في كل عام، وهي: مناسبة عزيزة على نفوس أهل بلاد الحرمين، وعلى كافة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، فالجاليات العربية، والأقليات المسلمة المقيمة إقامة دائمة في خارج بلدانها أو في كافة أنحاء بلدان العالم الإسلامي يولون هذه المناسبة السعيدة وكذلك مناسبة عيد الأضحى المبارك عناية خاصة، إذ يهيئون أماكن للاحتفال بهاتين المناسبتين، يجتمع فيها عوائل الجاليات وأسر الأقليات في مكان واحد بمجرد الانتهاء من أداء صلاتي عيد الفطر وعيد الأضحى في كل عام. في العيد الأول (الفطر) توزع زكاة (الفطر) قبل صلاة العيد، وكذلك الحال في العيد الثاني (الأضحى) توزع الأضاحي على الفقراء والمساكين، أغلبهم من أسر الجاليات والأقليات أو ممن دخلوا إلى الدين الإسلامي طواعية، -ذكوراً وإناثاً- الشيوخ والكهول والشباب، وفي كلتا المناسبتين تُقام موائد إفطار (فطور) خاصة يجتمع فيها أفراد الأسر (العوائل) من منسوب أعضاء السلك الدبلوماسي والقنصلي الذين يقيمون أيضاً موائد طعام مسائية في داخل مقرات السلك، أي بين أعضائها في كل دولة يقيمون فيها، وكنت شخصياً أحتفل بهاتين المناسبتين في دار سكن السفير إبان عملي في خارج الوطن، وأحرص كل الحرص أيضاً إقامة حفل إفطار رمضان في شهر رمضان المبارك في كل عام ويتبادل السفراء ورؤساء الممثليات العربية والإسلامية الإفطار رؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية ومديرو المراكز الإسلامية طوال شهر رمضان. وفي الوطن الغالي، وفي بلداتنا العربية والإسلامية يتولى كبير العائلة دعوة أفراد العائلة لتناول طعام الإفطار أو العشاء أو السحور، فهناك من يقيم مأدبة إفطار أو وجبة عشاء يتناولون فيها ما طاب ولذّ من طعام خاصة في شهر رمضان على الإفطار أو في السحور أو في مناسبتي عيدي الفطر والأضحى. ويتميز فطور أو عشاء الاحتفال بمناسبة عيد الفطر المبارك الذي يحل مع حلول شهر شوال، الشهر العاشر من السنة الهجرية في كل عام عند كبير العائلة (الأسرة) بميزة خاصة، إذ يوزع فيها كبير العائلة العايدات (المعايدات) النقدية أو العينية التي تتضمن عادة إكسسوارات متنوعة بعضها ساعات يد رجالي أو نسائي أو خواتم أو تعاليق أو أساور نسائية أو عطور أو عودة. وفي أسرتي (آل عطار)، وهم أبناء الجد (عبدالغفور): حسن وحسين وأحمد وجميل ومحمد نور (والدي) دأبت منذ بضع سنوات على إقامة (جمعة العائلة) أو (لمة العائلة) الخاصة بآل عبدالغفور أمسية على شرف كبير العائلة (عميد الأسرة) أسرة آل عطار يتخللها كلمات العميد والمشرف على الأمسية، ثم توزع فيها (ميداليات) على المتفوِّقين وخريجي الجامعات أو الكليات أو المعاهد أو من أكمل المرحلة الثانوية العامة (التوجيهية) بنجاح تام مع توزيع ما يجود به البعض من: سبح وسجاجيد صلاة أو كتب من تأليف أبناء وبنات العائلة أو من أمهات الكتب الدينية أو العلمية المفيدة ثم يتناول جميع أفراد العائلة العشاء على شرف عميد العائلة (الأسرة). إن الحرص على اجتماع العائلة (لمة الأسرة) على مدار العام في مختلف المناسبات أو في مناسبة عيد الفطر المبارك تحقق مآثر حميدة لا يمكن حصرها، ويأتي في مقدمتها الاجتماع العائلي يتعارف فيه الأبناء والبنات والأحفاد -ذكوراً وإناثاً- تبادل التهاني -وجهاً لوجه- يترك أثراً طيباً مريحاً للنفس يتجدّد مع كل لقاء أو التقاء أو مقابلة، وهي تحقق «الصلة» التي حثنا عليها رسول الله عليه الصلاة والسلام. فهل نحرص على الاجتماع العائلي (الأسري) على شرف عميدها في كل عام خاصة في عيد الفطر الذي يتخلّله التهنئة بالعيد لتصفو النفوس، وتزيل عنها العداوة والبغضاء، فيتردد في هذه المناسبة مناسبة عيد الفطر المبارك عبارات التهاني، مثل: عيد مبارك، عساك من عواده، كل عام وأنتم بخير.