يُتهم المشجعون لكرة القدم وخصوصاً مرتادي الملاعب بعدم الانضباط والتسيّب والهمجية في بعض الأحيان. وكأن هؤلاء مخلوقات عجيبة هبطت علينا من كوكب آخر يختلف عنّا سلوكاً وطبعاً. بقدر ما أفرحنا (على سبيل المثال) افتتاح (الجوهرة)، ذلك الملعب الموغل في الجمال والإبهار، إلا أن ما حدث قبل الافتتاح وخلال يوم اللقاء كان مؤلماً جداً. التنظيم لم ولن يكون مسؤولية المشجع في يومٍ من الأيام. أول الأخطاء التنظيمية في اللقاءات الجماهيرية أو المناسبات الخاصة الملعب للجماهير بالمجان، وعلى الرغم من كثرة التجارب إلا أن المسؤولين لم يقتنعوا بعد بأن القيمة (وإن كانت رمزية) فهي تُحمّل المشجع بطريقة غير مباشرة مسؤولية الحرص على ما قام بدفع قيمته. ما زلنا مؤمنين بأن التنظيم يتلخص في نشر عناصر من الأمن في مناطق مختلفة داخل وخارج الملعب يحملون صفة الترهيب أكثر من صفة الترحيب. لذلك المشجع الذي يجب أن يعامل كضيف ينتظر المنظمون قدومه على أحر من الجمر، ويتم توفير سبل الراحة والاستمتاع في فترة زيارته القصيرة تلك أملاً في تكرارها في المرات القادمة. ولكننا للأسف نرى عكس ذلك تماماً، فالمشجع يقابَل بنظرات التشكيك والضيق والتضجر، وكأنه متهم حتى تثبت براءته. فالتفتيش يتكرر في أكثر من نقطة، وجميعها تتم بطريقة فجة ومنفرة. وشراء التذاكر دوماً يكون تجربة مقلقة تحتمل كل ضروب المفاجآت من زحام أو عدم وجود التذاكر المطلوبة أو حتى بعدم وجود (صرف) إذا قمت باستخدام نقوداً من فئة 100 ريال أو أكثر. ثقافة المشجع هي انعكاس لما يقدِّمه المسؤولون عن الملاعب من تنظيم واستعدادات واستيعاب لما يحتاجه الحضور من بديهيات تضمن لهم دخولاً سهلاً لمقاعد الملعب، واستمتاع بلقاء كروي لمدة لا تزيد عن الساعتين، ومن ثم خروج ميسر بلا اختناق عند البوابات أو ازدحام مروري داخل وحول المواقف (القليلة جداً) والذي قد يستهلك مدة لقاء آخر بأكمله. لا تحرمونا (نحن عشاق الحضور في الملعب) بممارسة عشقنا بحريّة واستمتاع، دون وصمنا بعبارة ترونها استنقاصاً لنا، ونراها مزية نفاخر بها في كل فرصة. فالخجل يجب أن لا يلتصق بعبارة (ثقافة مشجع)، بل الخجل كله يجب أن يكون في منظم أو مسؤول لا يعي دوره في (خدمة مشجع). (منارة المجتمع) سعد الوسط الرياضي بمبادرة الأمير عبدالرحمن بن مساعد رئيس نادي الهلال بضم عوائل شهداء الواجب لقائمة مكافآت الفوز والبطولات للفريق الأول، تقديراً لمن قدّموا أرواحهم فداءً للوطن. تلك المبادرات تزيدنا فخراً وتعلقاً بالرياضة التي تستطيع أكثر من غيرها أن تغرس في دواخلنا جميعاً خصال الفروسية والإنسانية والتلاحم بين أفراد المجتمع. نادي الهلال تفرّد في مساهماته الإنسانية والمجتمعية خلال السنوات الماضية بشكل لافت للنظر في عهد إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد وبوجود الأستاذ سعود السبيعي، ولكن للأسف لم يتم إلقاء الضوء بشكل منصف لما تم ويتم إنجازه من خلال إدارة المسؤولية الاجتماعية. لي عودة تفصيلية لهذا الموضوع بكافة برامجه وأنشطته، فهو يستحق إفراد الصفحات له شكراً وعرفاناً. ولكني هنا أردت التنويه وشكر الهلال ورجاله على هذه البادرة الطيّبة. جعلها الله في موازين حسناتهم. بقايا... - ألمانيا والبرازيل من جهة، وهولندا والأرجنتين من جهة أخرى. أي نصف نهائي أجمل من هذا لكأس العالم؟ - جايمس رودريقز هو هدية كولومبيا الجميلة لكرة القدم من خلال كأس العالم. - بين ميسي والعودة للإبهار وتقديم سحره الكروي تحقيق كأس العالم. هاجس عدم تحقيقه ومقارنته الدائمة بالأسطورة مارادونا يحمله ليونيل على كتفيه في كل لقاء مع المنتخب أو مع فريقه. - جميل جداً تأهل بعض المنتخبات الصغيرة لأدوار متقدمة في البطولة، ولكن كثرة المفاجآت عن حدها في كأس العالم تفسده ولا تزيده متعة. خاتمة... يُقِرُّ لَهُ بالفَضلِ مَن لا يَوَدُّهُ وَيَقضِي لَهُ بالسّعدِ مَن لا يُنَجِّمُ (المتنبي)