سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الموقر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقد توقفت كثيراً عند مقالة الأخ سلمان العُمري المعنونة ب(معانقة وتمطيخ) والمنشورة في صحيفتكم العدد (15205) وتاريخ 17-7-1435ه ولفت نظري العنوان الجذاب في شقه الثاني (التمطيخ) وأعتقد أنه لا يعرف هذه العبارة الشعبية الجميلة سوى أهل نجد، وقد أحسن الكاتب اختياره ومزجه في المقالة لجذب الانتباه لمشكلة تغافل عنها، أو لم يلقوا لها بالاً .. وفي تصوري أن ما تحدث عنه الكاتب يعد سلوكا بشريا قبل أن تكون وقاية من مرض ما، ولست بصدد تناول (كورونا) التي أشبعتنا وزارة الصحة أخباراً وتقارير متواصلة، والمشكلة في تزايد نسأل الله العفو والعافية، ولكن حديثي عن مسألة مهمة لم يتطرق لها في مقالته الموفقة التي غطت جوانب كثيرة، ومسألتي هذه هي: «حكم مصافحة الناس يومياً في المجالس» .. وهنا أنقل كلاما لسماحة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين - رحمه الله حيث يقول ما ملخصه: «ليس من هدي النبي - عليه الصلاة والسلام - مصافحة الجلوس في المجلس باليد بل لم يرد عنه أنه صافح أحداً من الصحابة أو غيرهم في المجلس، والسنة أن يسلم عند الدخول ثم يجلس حين ينتهي به المجلس ومن قال بغير ذلك فليأتنا بالدليل وهذه العادة التي أتى بها بعض الإخوة المتدينين (المصافحة لمن في المجلس) ليست من هدي الرسول - عليه الصلاة والسلام - إذ المصافحة لا تشرع إلا لمن يلتقيان في الطريق ونحوه وليست للجالسين، كما أن البدء بالسلام لمن يلتقيان في الطريق ونحوه وليست للجالسين، كما أن البدء بالسلام لمن يلتقي بالآخرين أو لمن يقدم لهم الطيب أو الأكل والشراب ونحوه يكون للكبير وليس باليمين، ثم يبدأ بعد ذلك بمن على يمينه، هكذا ورد على النبي عليه الصلاة والسلام، (فلنبدأ بتطبيق هذا الهدي النبوي في مجالسنا، اتباعاً للسنة، وبعدا عن التكلف، ومنعا لإلحاق المشقة بالآخرين خصوصاً كبار السن)، وهذه الإضاءات المفيدة النافعة هي التي ينبغي الأخذ بها، والبعد عن العادات غير المرغوبة، ومن كان كبيراً ومن له حق علينا فلابد من تقبيل رأسه، أما بقية السلامات والتحايا فأرى ليس لها داع.. وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه.