قبل عشرين سنة وفي إجازة الصيف، لاحظت أن أبنائي وكانوا دون العاشرة وأترابهم من أبناء عمومتهم، يمضون أوقاتاً طوال أمام شاشات التلفزيون دون أدنى نشاط سوى المشاكسات وتناول الطعام دون حراك.. فبحثت لهم عن مركز رياضي ليشغلوا أوقاتهم بما ينفعهم.. فوجدت مركزاً لتعليم السباحة واتفقت مع سائق لينقلهم يومياً ذهاباً وإياباً.. واجهت حينها معارضة وتذمراً من الأطفال، ولكني أصررت على تسجيلهم ومتابعتهم حتى تأكدت أنهم أحبوا السباحة وأنهم بدأوا يستمتعون بممارستها. بعد عدة سنوات وجدت أن كل من كانوا من المعارضين الممتنعين أصبحوا ممتنين لي.. ودائماً ما يذكرون صنيعي هذا بالخير سواء أبنائي أو أبناء إخوتي وعمومتي.. ذلك أنهم أدركوا بعد أن كبروا أنني اهتممت بهم وتحملت مسؤوليتي تجاههم وبادرت بتسجيلهم وخصصت جزءاً من وقتي لمتابعتهم في المركز.. فكنت وراء تعلمهم السباحة كونها رياضة الحياة، ولكونها الرياضة الممتعة التي يمكن ممارستها في أي وقت وأي عمر. تذكرت هذه القصة بعد أن اطلعت على تصريح سمو رئيس اتحاد السباحة الأمير عبد العزيز بن فهد وهو يهيب بأولياء الأمور لتحمل مسؤولياتهم تجاه أبنائهم.. والمبادرة بتسجيلهم في برنامج «علِّموني أسبح» الذي أطلقه الاتحاد لصيف عام 2014م، كمبادرة في خدمة المجتمع لمحو أمية السباحة، بما يساهم في سلامة الأبناء من حوادث الغرق المحتملة.. ولسلامتهم من أمراض العصر الناشئة عن عدم الحركة.. ولسلامتهم من مخاطر أوقات الفراغ الذي إن لم يشغلوه بما ينفع شغلوه بما يضر. تذكّرتها وأحمد الله أنني قمت بمسؤوليتي.. ولا أخفيكم مدى سروري كلما ذكر أحد الأبناء هذه المبادرة، وكيف أنه لو لم يتعلمها وهو صغير لما كان سيتعلمها وهو كبير إلا بشق الأنفس. لذلك ولكي تتكرر قصص المحبة والتقدير بين الآباء وأبنائهم وأبناء عمومتهم وأقربائهم، أدعوهم للمبادرة بتسجيلهم في أي مركز لتعليمهم السباحة التي باتت الأداة المثلى للسلامة من حوادث الغرق وأمراض العصر ومخاطر أوقات الفراغ. وبودي أيضاً أن أدعو الاتحاد السعودي للسباحة، أن يُوجِد آليات للتعاون والتكامل مع المراكز الرياضية الأهلية والأندية الرياضية المنتشرة في أنحاء المملكة، لتأهيلها من جهة السلامة وتزويدها بالمعلمين والمنقذين الأكفاء الذين يتم تأهيلهم من خلال البرامج التي ينظمها الاتحاد.. وذلك لتمكين أطفالنا وشبابنا من تعلم السباحة بأسعار معقولة ومتناولة.. وكلي ثقة بأنه لن يدخر جهداً في تحقيق ذلك.