يُروى عن الرسول - صلَّى الله عليه وسلم - قوله: ((الْمُؤْمِنُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُم أَفْضَلُ مِن الْمُؤْمِن الَّذِي لا يُخَالِطُ النَّاسَ وَلا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُم)). (سنن البيهقي). العمل عبادة وبناء وإعمار للأرض وإنفاذ لسنّة كونية في الحياة امتثالاً لخالقها سبحانه. لذا من سمات قوة إيمان المرء هو قوله للحق وسعيه للإصلاح وتحمُّل ما قد يواجهه من أذى في ذلك. انتقدت عبر حسابي في تويتر إعلاناً نشرته ما تسمّى بقناة المجتمع السعودي مع أنّ المجتمع منها براء. وذلك أنها نشرت إعلاناً تدعو فيه الشيعة للدخول إلى الإسلام، وقد تساءلت بصدق ألا تُعَد هذه التغريدة التكفيرية مسيئة ومفتتة للوحدة الوطنية؟. ولقد انهالت عليّ عبارات الأذى والتسفيه والتقليل والاحتقار، وإنني لأسأل الله سبحانه أن يجعل ذلك إذهاباً لسيئاتي وزيادة في حسناتي، مع إبلاغ كل هؤلاء بأنّ صليل ألسنتهم الهمجي وبذاءة لفظهم وقولهم لهو وسام وطني أخّاذ أشكرهم عليه. وتبقى نقطة مهمة أنّ أذى الناس والصبر عليه لهو من أبواب الخير في حياة المرء فالله سبحانه إذا أحبّ عبداً ابتلاه. لكن ما يريح البال هو أنّ هؤلاء فرقة منشقة عن المجموع المعتدل الذي يمثل المجتمع السعودي، وصدق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في قوله: ((عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ وَإيَّاكُم وَالْفرقة)). (فتح الباري بشرح صحيح البخاري.