أوضح رئيس مركز التفكير الإبداعي الدكتور علي الحمادي أنه إذا أراد الجميع الاستفادة من تجمعات الناس بالأماكن غير الدينية فعليهم معرفة أن الدعوة إلى الله تعالى ليست مؤقتة بوقت، ولا محددة بزمان ولا مكان، وإنما هي وظيفة المسلم على وجه الأرض بعد عبادة الله تعالى وتوحيده. مبينا أن الدعوة في المتنزهات والأسواق والمصايف من الأماكن المفتقرة إلى الدعوة؛ إذ يكثر فيها العصاة ويقل فيها الدعاة ولكن لو أردنا أن نكسب الناس فنحن بحاجة إلى حنكة وحسن تصرف، ضاربا بذلك مثال أحد الدعاة بقوله: دخلت السوق ومعي زوجتي وطفلاي، ومعي كيس مليء بالأشرطة، فوجهتُ طفلاي ليقوما بتوزيع الأشرطة على النساء المتبرجات خاصة، فكانت النتائج والحمد لله تسرُّ الناظر! ونوه الحمادي أن الدعوة في السجن تكون بالقدوة والملاطفة وفهم نفسيات المساجين، ولننظر إلى نبي الله يوسف عليه السلام الذي استطاع أن يُحوِّل السجن إلى مدرسة للدعوة؛ يقول تعالى: «يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ». مطالبا الدعاة بأن يراعوا التدرج في الخطوات وترتيب الأولويات، والالتزام بالقول الحسن دون تعنيف وذلك لقوله تعالى: «وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا»، ويقول الإمام أحمد: «كان أصحاب ابن مسعود إذا مروا بقوم يرون منهم ما يكرهون يقولون: مهلاً رحمكم الله». محذرا في الوقت ذاته الداعية من العبوس في وجه من يدعوه، بل يُقبل عليه بالابتسامة الصافية والنظرة الحانية؛ لأنهما من المفاتيح العجيبة للقلوب. وعن صحة ما يقال بأن الدعوة بالأماكن غير النقية أفضل من الأماكن الخيرية بين الحمادي أن الدعوة بالأماكن النقية أمر طبيعي ويمارسه الكثير من الدعاة، أما الأماكن غير النقية فهي التي تحتاج فعلاً إلى جهود دعوية مركزة وهادفة؛ لأن هؤلاء إن تركناهم مع الأيام سيزدادون ويشكلون خطرًا على المجتمع كله، وكما قال عليه الصلاة والسلام: «المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خيرٌ من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم». واختتم رئيس مركز التفكير الإبداعي بقوله: الثواب في الإسلام على قدر المشقة، وكلما زادت معاناة الداعية مع المدعوين كلما زاد أجره إن شاء الله تعالى، والإنسان الذي يدعو شخصًا لا يصلي ويقضي وقته لاهيًا عابثًا على الشواطئ أو في الحفلات الماجنة، لهو أعظم أجرًا ممن يدعو شخصًا يصلي في المسجد إلا أنه يرتكب بعض المحرمات.