حاوره - عبد الله الحنيان / تصوير - عبدالمحسن المحيسن: أبدي مدافع الفريق الكروي الأول بنادي الهلال المحترف البرازيلي رودريقو سيلفا «ديقاو» ارتياحه الكبير في صفوف ناديه، مقدمًا اعتذاره للجماهير الهلالية على خروجهم من الموسم بلا بطولات محليَّة، متمنيًّا في الوقت نفسه أن يوفقوا في الموسم المقبل بإكمال مسيرتهم الآسيوية الناجحة. «ديقاو» تحدث في حواره ل(الجزيرة) بكلِّ شفافية عن مشكلات الدفاع الهلالية، وأسرار تحسنه، وسرد قصة قدومه للهلال، بالإضافة إلى ذلك كشف المدافع الهلالي المتألق عن إعجابه بشخصيَّة مدرِّبه سامي الجابر والعمل الكبير الذي قدمه مع الهلال. لا نطيل عليكم، وإلى الحوار: * في البداية.. حدثنا عن قصة قدومك للهلال؟! - لم تستغرق كثيرًا، إِذْ هاتفني زميلي «تياقو نيفيز» الذي تربطني به علاقة متميزة فترة تمثيلنا فريق فلوميننيسي البرازيلي وأبلغني بوجود برغبة نادي الهلال بالتعاقد معي، ونصحني بالقدوم للهلال وقدم لي معلومات ثرية عن مكانة الفريق وجماهيريته، بدوري وعدته بالتفكير في الأمر والتشاور مع أسرتي والأصدقاء المقربين بالإضافة إلى جمع أكبر قدر من المعلومات عن المنطقة بشكل عام والنادي بشكل خاص، وتطابق بحثي مع ما قاله صديقي «تياقو»، ولم أتردد في قبول العرض لاسيما وأنه ملائم بالنسبة لي من الناحية الماليَّة فضلاً عن قبول عائلتي للقدوم معي للسعودية. * كيف وجدت الأجواء عند قدومك؟ - أجواء مناسبة جدًا للاعب المحترف، استقبلتني إدارة الفريق بحفاوة ومن ثمَّ مدرِّب الفريق سامي الجابر وأبدي لي ثقته الكبيرة بإمكاناتي وأكَّد أن اختياري جاء متطابقًا مع احتياجاته الفنيَّة، وساهم ذلك بشكل مباشر في شعوري بالإرتياح وخصوصًا أن هذا الكلام جاء من المسؤول الأول في الجهاز الفني. * شاهدناك تتأقلم سريعًا مع الفريق، وقدمت مستوى مميزًا من أول مباراة، ما السر خلف ذلك؟ - شكرًا لإطرائك أولاً، وأعتقد أن قرب الجهازين الفني والإداري من اللاعبين، أسهم في تذليل صعوبات البداية، وكذا تعاون اللاعبين فيما بينهم، ولا أنسى الدور الكبير الذي قدمه تياقو الذي ساعدني على التعايش مع الجميع هنا. * ما تقييمك لتجربتك مع الهلال بعد نهاية موسمك الأول معه ؟ - أراها جيّدة جدًا، كأول أشهر لي في المنطقة، لكني لم أكن أودُّ بألا أتوَّج بها ببطولة، وسأعمل بكلِّ تأكيد مع زملائي على التعويض في الموسم القادم من خلال إكمال مشوار بطولة دوري أبطال آسيا بنجاح، وكذلك التتويج بأكثر من بطولة محليَّة، وعلى الصعيد الشخصي أتمنَّى أن أساهم بشكل مباشر في تحقيق المنجزات المحليَّة والقارية طوال فترة عقدي المستمر مع الهلال حتَّى مطلع 2017 م. * والفريق بشكل عام، كيف تقيّم موسمه؟ - مقبول بعض الشيء بحكم تأهلنا الأخير لدور الثمانية بدوري أبطال آسيا، البطولة التي نوليها اهتمامًا كبيرًا، إلا أننا بكلِّ تأكيد غير راضين عن عدم تتويجنا ببطولات في الفريق الأول، فما ندركه هو أن خروج الهلال من دون بطولات هو أمر غير اعتيادي، ويتطلب بذل المزيد من العمل لعدم تكراره، ونحن عازمون كما ذكرت على التعويض في الموسم المقبل. * ما أسباب هذا الاخفاق المحلي، من وجهة نظرك؟ - لا أودُّ اختلاق الأعذار، لكن لا يخفى على أحد بأننا واجهنا بعض الظروف ساهمت بعض الشيء في ذلك، منها غيابات الإصابات والإيقافات، بالإضافة إلى عدم التوفيق في بعض مباريات الحسم، وهذا الأمر وارد جدًا في كرة القدم؛ فلا يكفي لأن تكون الأفضل والأكثر فرصًا كي تفوز بنتيجة بنتيجة اللقاء. * شاهدنا الهلال ضعيفًا دفاعيًّا في النصف الأول من الموسم، لكنه عاد أقوى في النصف الآخر لاسيما الربع الأخير منه، ما الذي تغيّر ليحدث هذا التطور؟ - لم يحدث شيء سوى أننا لعبنا بتركيز أكثر وتلافينا الأخطاء التي كنا نقع بها، بالإضافة إلى توجيهات الجهاز الفني والعمل الكبير على الدفاع بجميع اللاعبين من خلال الضغط المستمر على لاعبي المنافس الذي يقوم به المهاجمون ولاعبو خط الوسط، قبل وصول الكرة للمناطق الدفاعية، وأعتقد بأننا وفقنا بعد الحفاظ على نظافة شباكنا في الخمس مباريات الأخيرة، فيما تلقينا هدفًا وحيدًا في عشر مباريات. * ألا توافقني بأن عودة المدافع الكوري «كواك تاي هي» من الإصابة ساهمت في ذلك؟ - بالتأكيد مشاركة كواك شكّلت قوة إضافية لخط الدفاع بحكم الإمكانات الكبيرة التي يمتلكها وقياديته، وبالنسبة لي أشعر بأني تأقلمت معه بشكل أسرع من زميلي الآخر سلطان الدعيع، وربما يعود ذلك لكونه أجنبيًا. * برأيك .. هل كان لتواضع مستويات بعض حراس الفريق دور في ولوج الأهداف بسهولة؟ لا ، على العكس تماماً ، الأخطاء أو استقبال الأهداف يتحملها الجميع ، فكما ذكرت بأن الجميع مساهم في حال النجاح ، مؤكدا بأن الإخفاق يتحمله جميع اللاعبين بدءًا من الهجوم وانتهاءً بحارس المرمى ، وبالمناسبة أود أن أشيد بالمستويات الكبيرة التي يقدمها زميلنا عبدالله السديري ، إذ كانت له بصمة إيجابية في مباريات فريقنا الأخيرة. * بعض المحللين تحدثوا عن ضعف تغطية لاعبي خط المحور وتسبب ذلك في مواجهة مهاجمي الخصوم لكم كخط دفاعي، ألا تتفق معهم؟ لا ، أبدًا ، جميعنا مكملون لبعضنا في الفريق كما ذكرت ، و زملائي «كاستيلو ، كريري ، الغنام» يقومون بأدوار دفاعية جيدة أمامنا ومتى شارك أحدهم يكون متميزاً بالتغطية ، ولا أنسى سلمان الفرج الذي أراه متألقاً وله أدوار مزدوجة في المباريات. * بعد رحيل المدرب سامي الجابر مارأيك وأنت أحد ابرز الاعبين وكيف تقيم عمله كمدرب ؟ أنا لا أقيم عمل مدرب يشرف على جهاز فريقي الفني، كوني أعرف أن ذلك ليس من واجباتي، لكن ذلك لايمنع بأن أبدي إعجابي وارتياحي الكبيرين بشخص وعمل سامي معنا في الفترة الماضية، وهذا غير مستغرب كونه يمتلك طموحا كبيرا يسعى لتحقيقه. * نشاهدك تتجه لجماهير الفريق بعد الانتصارات الكبيرة وتحتفل معهم ، ماسر حماسك للقيام بذلك؟ صحيح أن تجربتي قصيرة مقارنة بغيري من اللاعبين ، لكني شعرت بقرب الجماهير مني ومن الفريق ككل ولا استطيع أن أصف شعوري عندما أرى عشرات الآلاف يهتفون باسمي ، فبمجرد أن استشعر دور الجماهير وحضورهم من أجلنا تجدني حريصاً على تحيتهم مع زملائي اللاعبين الذين يحملون نفس المشاعر. * نهاية الحوار، ماذا تقول؟ أشكركم على حرصكم على استضافتي ، وأتمنى للجميع التوفيق ، وأود أن أوصل رسالة لجماهير الهلال بأننا حريصون على إسعادهم وسنسخر كل مانملك من إمكانات من أجل تحقيق أمانيهم في المستقبل ، وإجازة سعيدة للجميع . * من اللقاء * تمت محاورة ديجاو في مقر معسكر الأمير هذلول بن عبدالعزيز بنادي الهلال بعد استلامه جواز سفره من جهاز ناديه الإداري استعداداً للسفر لقضاء إجازته الموسمية. * قام بدور الترجمة مشكوراً مترجم النادي «عمرو». * تقوم إدارة الكرة وعضو المركز الإعلامي عبدالعزيز العتيق بأدوار كبيرة لتسهيل مهمة الإعلاميين لإجراء اللقاءات مع اللاعبين.