* دائماً ما يتبادر إلى الأذهان تلك المعلومة التي ترددها وسائل الإعلام حول الأهمية البالغة التي تتمتع بها بطولة كأس العالم عن غيرها من الأحداث الرياضية المختلفة، وتدور التساؤلات حول السبب الحقيقي الذي يدفع الجميع للاهتمام الكبير ببطولة كأس العالم عن غيرها من البطولات الأخرى سواء في كرة القدم أو غيرها من الرياضات المتنوعة، فما الذي يدفع اللاعبين للتسابق على التواجد في المحفل العالمي؟ وكيف للدموع أن تنهمر من عيني كل لاعب تفوته فرصة الظهور في المونديال؟ وكيف للاتحادات الرياضية ومسؤوليها ومدربي المنتخبات أن يعملوا بجد طوال العام حتى يتحقق حلمهم بوصول منتخباتهم للنهائيات العالمية؟ للإجابة عن تلك التساؤلات لنطلع على بعض المعلومات البسيطة التي من شأنها أن تضع النقاط على الحروف: * بلغة الأرقام.. تعد مسابقة كأس العالم البطولة الأكثر مشاهدةً على مستوى الأحداث الرياضية، وسجلت البطولة التي أقيمت في ألمانيا عام 2006 تقديرات بعدد المشاهدين وصل لأكثر من 715 مليون شخص، ولم تتوقف الأرقام عند هذا الحد بل إنها ارتفعت عندما شهد مونديال 2010 الذي أقيم في جنوب أفريقيا متابعة عبر شاشات التلفاز أكثر من 3.2 بلايين نسمة في مختلف أرجاء المعمورة، وهو ما يمثل 46.4% من عدد سكان العالم، وذلك بناء على الإحصائيات التي أخذت في الحسبان كل متفرج شاهد على الأقل دقيقة واحدة من الحدث. ويمثل هذا أيضا زيادة قدرها 8% عن عدد المشاهدين الذين تابعوا كأس العالم ألمانيا 2006، وبحساب عدد الذين شاهدوا 20 دقيقة متتالية على الأقل، يكون ثلث سكان العالم قد تابعوا بطولة 2010 (2.2 بليون مشاهد)، وهو ما يعني زيادة قدرها 3% عما كان عليه الحال في 2006م، وذلك طبقاً للبيانات التي جمعتها Kantar.Sport نيابة عن FIFA. وكان العدد المتوسط لمشاهدي البطولة عبر التلفاز 188.4 مليون مشاهد في كل مباراة، بزيادة قدرها 6% عن 2006. * في نهائي كأس العالم 2010 (الذي جمع بين هولندا وإسبانيا) بلغ قياس متوسط المشاهدة أعلى قيمة له في مباراة نهائية على مر التاريخ بواقع (530.9 مليون)، بزيادة 5% عن 2006م. وكان من المنطقي أن يكون النهائي العالمي أكثر مباراة حظيت بالمتابعة، حيث بلغ عدد المشاهدين 619.7 مليون بناء على عدد من شاهدوا 20 دقيقة متتالية على الأقل. لكن هذا الرقم يرتفع إلى 909.6 عند حساب من تابعوا أكثر من دقيقة واحدة، مع احتمال أن يتجاوز البليون مشاهد عند أخذ المشاهدين خارج المنازل في الحسبان. فكل هذه الأرقام لا تشمل أولئك الذين تابعوا البطولة خارج منازلهم في مهرجانات FIFA للمشجعين وغيرها من أماكن المشاهدة العامة، وكذلك في الحانات والمطاعم والنوادي والفنادق وحتى عبر الإنترنت والهاتف المحمول. * الأمين العام للاتحاد الدولي لكرة القدم السيد جيروم فالكي قال: «إذا وضعنا في الاعتبار البيئة الإعلامية المتنامية باستمرار، التي يجد الناس أنفسهم فيها أمام أكثر من اختيار من حيث طريقة المشاهدة ومكانها وتوقيتها، فإن هذه النتائج تظهر أن كأس العالم تبقى عرضاً مبهراً يصعب على المشاهدين مقاومته في مختلف أنحاء العالم، لقد تم بث كأس العالم إلى كل بلد وإقليم على وجه الأرض، بمستوى نقل تليفزيوني غير مسبوق يصلح لشاشات العرض من مختلف الأشكال والأحجام، كما أنها كانت أول حدث رياضي كبير يتم توزيعه عبر العالم عن طريق كل الوسائل، أي عن طريق التلفاز والراديو والهاتف المحمول والإنترنت والصور ثلاثية الأبعاد». * في المونديال الأخير اجتذبت ثاني مباريات جنوب أفريقيا (البلد المضيف) ضد أوروجواي في كأس العالم الماضية جمهوراً منزلياً بلغ متوسطه 10.15 مليون مشاهد، وهو رقم حطم كل الأرقام القياسية السابقة بما فيها ذلك الذي تحقق في نهائي كأس العالم للرجبي عام 1995م. بينما سجلت مباراة الدور قبل النهائي بين ألمانيا وإسبانيا ما متوسطه 31 مليون مشاهد «منزلي» في ألمانيا، وهي أول مرة يسجل فيها التليفزيون الألماني في تاريخه عدد مشاهدين يفوق 30 مليونا خلال بث حدث واحد. ومن هنا تأتي أهمية الحدث العالمي من بين كل الأحداث الرياضية، وتتضح لنا مدى أهمية بطولة كأس العالم لدى الدول وحكوماتها ومسؤوليها السياسيين قبل الرياضيين، فهي مسرح عالمي يمكن من خلاله الوصول لكافة أقطاب الكرة الأرضية من خلال اهتمامها بمشاهدة فعاليات الحدث الكبير الذي تقام فعالياته كل أربع سنوات.