** مع اقتراب انطلاقة المونديال العالمي المقرر إقامته في البرازيل بعد أيام تستعد جميع المنتخبات المتأهلة للنهائيات (32 منتخبا) لإعداد لاعبيها وتجهيزهم ليكونوا في أفضل حالاتهم للدخول في معترك كأس العالم 2014، وتحوم الضغوطات حول اللاعبين والمدربين ومسؤولي تلك المنتخبات وسط إلزام الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» بتقديم قائمة مكونة من 23 لاعباً قبل الثاني من شهر يونيو المقبل (بعد يومين فقط) خاصة في ظل قيام كل مدرب بضم أكثر من 30 لاعباً لمعسكر الإعداد الذي تخوضه المنتخبات العالمية استعداداً للعرس الكروي الكبير. ** فقط البرازيل (البلد المضيف)، وانجلترا (البلد الذي يمتلك أفضل بطولة دوري في العالم حالياً) قاموا بتسمية ال23 لاعباً قبل الموعد المحدد ونشرها عبر الإعلام تفادياً للتأثيرات والضغوطات التي قد تنتج عند استبعاد أحد الأسماء مما يؤثر سلباً على بقية زملائه، وقامت كل من البرازيل وإنجلترا بتحديد أسماء احتياطية سيتم تسيجلها في حال تعرض أحد اللاعبين المدرجة أسمائهم في قائمة ال23 لأي إصابة أو مشلكة تمنعه من المشاركة في كأس العالم، وهو قرار حكيم من قبل إدارة المنتخبان العريقان في عالم المستديرة. ** احترافية إدارة المنتخبات والاتحادات الكروية والفكر العالي الذي تمتع به إدارة كل من منتخبي البرازيل وانجلترا يعكس لنا مدى التطور الكبير الذي وصلوا إليه في عالم كرة القدم، ليس على مستوى الاحتراف فحسب، بل إنه امتد ليصل إلى خلق النظام واحترام النجوم، حيث وصل ذلك النظام لمنع القلق والبلبلة التي قد ترافقه عبر الإعلام وغيره من الأمور الأخرى التي قد تؤثر سلباً على تفكير اللاعبين وتشتت أذهانهم قبل أداء واجبهم وتشريف بلدانهم. **ومن الشواهد التي تثبت ذلك هو ما صرح به مدافع المنتخب البرازيلي ديفيد لويز المحترف في صفوف تشيلسي الإنجليزي والمنتقل حديثاً إلى صفوف باريس سان جيرمان الفرنسي، حينما أوضح لوسائل الإعلام البرازيلية بأنه يشعر بالقلق لدرجة الأرق الذي أبعد النوم عن عينيه، فعقليته (مثل بقية النجوم) لا تتوقف عن التفكير في كأس العالم وبالأجواء المحيطة به من إستعدادات وقوائم نهائية (مثل قائمة ال23 لاعباً)، ومن ثم اللعب في التشكيلة الأساسية أم البقاء حبيساً لمقاعد البدلاء. وهنا يأتي الدور الاحترافي لإدارة المنتخبات لأن تخفف من وتيرة ذلك القلق وتصدر بعض القرارات الإدارية التي من شأنها إراحة اللاعب ذهنياً، ويأتي دور المدرب أساسياً في تحقيق ذلك متى ما وجد التناغم مع إدارة المنتخب، وتفهم أن اللاعب يحتاج لمثل تلك القرارات التي من شأنها أن تساعده أن يكون أفضل ويقدم كل مالديه قبل وخلال المونديال. ** قائمة ال23 لاعباً للمنتخب البرازيلي المضيف ضمت في حراسة المرمى كلاً من: خوليو سيزار، جيفرسون، فيكتور.. وفي خط الدفاع: مارسيلو، دانيل ألفيس، مايكون، ماكسويل، تياغو سيلفا، ديفيد لويز، دانتي، هينريكي.. وفي الوسط: باولينهو، راميرس، ويليان، اوسكار، هيرنانيز، لويس غوستافو، فيرناندينهو.. وفي خط الهجوم: نيمار، فريد، بيرنارد، جو، هولك. ** وتشير التقارير الإخبارية بأن المدرب لويز فيليبي سكولاري قد وضع قائمة احتياطية تحتوي على عدد من اللاعبين كان قد نسق معهم بضمهم في حال حاجته لهم قبل المونديال مما أسهم في زرع الاستقرار بطريقة احترافية بين جنبات التشكيلة البرازيلية. **فيما يتعلق بالترشيحات المنصبة في مصلحة المنتخب البرازيلي (خاصة وأنه سيخوض المونديال على أرضه وبدعم جماهيره) اعتقد بأن البرازيل لن تعاني أبداً من مثل تلك الضغوطات، خاصة وأنهم سبق وأن خاضوا بروفة مصغرة في بطولة كأس القارات 2013 في البرازيل، وسجلوا خلالها تفوقاً مذهلاً بالفوز في نهائية البطولة على منتخب أسبانيا (حامل لقب كأس العالم) بثلاثية نظيفة، فالبرازيل هي بالفعل المرشح الأول لنيل اللقب العالمي للمرة السادسة في تاريخها الطويل والعريق.