البشاشة والبشر خلق فاضل، يستجلب المودات، ويئد العداوات، ولقد تواطأت الشرائع، وأقوال الحكماء والأدباء على ذلك الخلق العظيم. وفيما يلي نبذة مما جاء في ذلك. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق». وقال - عليه الصلاة والسلام -: «تبسمك في وجه أخيك صدقة» أخرجه الترمذي وقال: «حديث حسن غريب». وقال جرير بن عبدالله البجلي - رضي الله عنه -: «ما حجبني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منذ أسلمت ولا رآني إلا تبسم في وجهي» رواه مسلم. قيل للعتابي: «إنك تلقى الناسَ كلَّهم بالبشر!. قال: دفع ضغينة بأيسر مؤونة، واكتساب إخوان بأيسر مبذول». وقال محمد بن حازم: وما اكتسب المحامدَ حامدوها بمثل البشر والوجه الطليق وقال أعرابي: «البشرُ سحرٌ، والهدية سحر، والمساعدة سحر». وقال آخر: ولاقِ ببشرٍ من لقيت تَكُنْ له صديقاً وإن أمسى مُغِبَّاً على حقد وكان عمر بن عبدالعزيز - رحمه الله - يتمثل بهذه الأبيات: القَ بالبشر مَنْ لقيت من الناس جميعاً ولاقهم بالطلاقهْ تَجْنِ منهم به جناءَ ثمارٍ طيباً طعمُه لذيذَ المذاقهْ ودعِ التيهَ والعبوسَ عن الناس فإن العبوسَ رأسُ الحماقهْ كلما شئت أن تعاديَ عاديت صديقاً وقد تعز الصداقهْ وقال أبو جعفر المنصور - رضي الله عنه -: «إن أحببت أن يكثر الثناء عليك من الناس بغير نائل - فالقهم ببشر حسن». وقال ابن عقيل - رحمه الله -: «البشر مؤنِّسٌ للعقول، ومن دواعي القبول، والعبوس ضده». وقيل للعباداني: «مَنِ الصديق؟ قال: من شهد طرفه لك عن ضميره بالوفاء والود، فإن العين أنطق من اللسان، وأوقد من النيران». - جامعة القصيم -كلية الشريعة والدراسات الإسلامية - قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة