أكبر التحديات التي تواجهها المملكة، هو إرهاب الجماعات المتطرفة، - سواء - من شراذم القاعدة، أو غير القاعدة، وهذا ما أعلن عنه المتحدث الأمني - اللواء - منصور التركي، في مؤتمر صحافي عقد بعد إعلان وزارة الداخلية عن تفكيكها لذلك التنظيم، بأن: «عناصره كانوا على تواصل مباشر مع تنظيم داعش»، موضحاً في الوقت نفسه، أن: « 62 شخصاً تم القبض عليهم - خلال شهرين -، ومن بينهم الأمير الذي تم مبايعتهم». لا يساورني شك، بأن حكاية إرهاب داعش، أو حتى تنظيم القاعدة، كلاهما أداة؛ لتحقيق أهداف سياسية عن طريق ممارسة القهر للآخرين، وبأشكاله المادية المختلفة، - سواء - كان ممارسة للقتل، أو تفجيرات نوعية، كل ذلك؛ من أجل تحقيق بعض الأهداف. فباتت تلك المناهج المنحرفة تهدد المجتمعات الإنسانية - أينما وجدت -؛ ولتمارس الإرهاب على من حولها بدون شفقة، أو رحمة؛ وليندرج إرهابهم في زاوية التنظيم المحكم، والتخطيط المدروس، وذوأهداف محددة، وواضحة، تدعمه دول راعية للإرهاب، ودول مارقة، ودول تثير القلق باستمرار؛ حتى وإن كانت ممتدة أياديها القذرة خارج الحدود. لن نمل الحديث عن تشبع هذه الفئة بتطرف سابق - أياً كان نوعه -، إن في الاعتقاد، أو في القناعات، أو في الفكر، الأمر الذي أفرز سلوكاً إجرامياً في طرف المعادلة الأخرى، لا تتورع أبداً عن تكفير من خالفها في الاعتقاد، والعمل على هدر دمه. وهذا ما يجعلني أؤكد، بأن أحد الأسباب الرئيسة، والمغذية لإرهاب هذه الجماعات، هو التطرف عندما انتقل إلى دوائر الممارسة السلوكية العنيفة، فكان خلل الرؤية لديهم، هو اندفاعهم نحو الغلو، والانتقال منه إلى طور التطرف السلوكي، والتنوع في آليات عمله، بعد أن كرهوا واقعهم الاجتماعي الذي يعيشونه، فأصبحوا - مع الأسف - رهينة داخل كهوف هذه الجماعات الإرهابية؛ ليلعب بها الإرهاب الدولي على أرض الواقع المراد تدميره. نعم، هناك تحد كبير تخوضه بلادنا مع نوع جديد من الإرهاب، إلا أن استيعاب المتغيرات الجديدة على الساحة، والتي طرأت على ظاهرة التطرف، والعوامل الإقليمية، والدولية، التي ساهمت في نشوء هذه الجماعات الإرهابية، جعلت المملكة مثالاً يحتذى به في العالم، وذلك عن طريق الضربات الاستباقية، ومواجهتها بكل عقلانية، وحكمة؛ لتعمل على تطويق دوائر التشدد قدر الإمكان، - إضافة - إلى تزامن جهود ما سبق بيانه، مع إطلاق حملات المناصحة، والمعالجة الفكرية عن طريق الحوار؛ لاحتواء الأفكار المتطرفة، والعمل على إجهاض مشروعها العدمي.