هذه الأيام المباركة نحتفل مع الوطن بالذكرى العطرة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وفي عهده -يحفظه الله- تحققت الكثير من الطموحات والانجازات. وهذا الحيز لا يتيح استعراض ولو القليل من هذه الانجازات مكتفياً ببعض جوانب التنمية التي تشكل نبض الحياة، ففي هذا العهد المزدهر تم اقرار الخطة المتضمنة رفع مستوى المعيشة وتنمية الموارد البشرية عن طريق تطوير التعليم والتدريب واكتساب المهارات والتوسع في العلوم التطبيقية والتقنية وقد تم انشاء عشرين جامعة متعددة التوجهات والتخصصات اكاديمياً وتقنياً بجانب الكثير من المعاهد الصحية والكليات التربوية بنين وبنات. هذا بجانب زيادة مساهمة القطاع الخاص في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتفعيل مشاركة المرأة السعودية في الأنشطة الاقتصادية والإنمائية. ويأتي اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بالجانب الصناعي كهدف استراتيجي لتنوع موارد المملكة لذلك فقد وجه بتأسيس مدن صناعية جديدة وتوسعة القائمة حالياً لتغطي كافة الاحتياجات الاستهلاكية محلياً وخارجياً. ومن أهم الانجازات في عهد الملك عبدالله التوسعة العملاقة للحرمين الشريفين التي فاقت كل التصورات والتقديرات، حيث تعتبر من أكبر وأضخم المشاريع الإنشائية على مستوى العالم، وقد شكلت إبداعاً هندسياً في فن العمارة الإسلامية والتصاميم المعمارية حيث أذهلت من وقف عليها أو من شاهدها من خلال النقل الحي المباشر كونها اعجازاً حضارياً لم يشهده التاريخ من قبل وتأتي هذه التوسعات تحت رعاية ومتابعة شخصية من لدن الملك عبدالله من أجل خدمة ضيوف الرحمن والمعتمرين والزوار الذين تزداد أعدادهم عاما بعد عام. ومن أبرز القرارات للملك عبدالله ترسيم وزارة قائمة بذاتها للحرس الوطني بصفته أحد الركائز الأساسية والاستراتيجية في الحفاظ على مكتسبات الوطن. وعلى الجانب الدولي فلا ننسى هذا العهد الذي عزز دور المملكة في الشأن الاقليمي والعالمي سياسياً واقتصاديا حيث دخلت ضمن الدول العشرين الكبرى وقد شاركت في قمتي العشرين في واشنطن ولندن والكثير من العواصم الأوروبية. ومن أهم اهتمامات الملك عبدالله تمثلت في تأمين الأمن الغذائي حيث شجع التنمية الزراعية بزيادة الرقعة وتوفير آلياتها وفي هذا فقد منحت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو) خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله ميدالية (أغريكولا) وهي أعلى جائزة تمنحها المنظمة في دعم التنمية والانتاج الزراعي. وأخيراً نقف على اللفتة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وهديته القيمة للشباب باهدائهم مدينته الرياضية المقامة في جدة والتي تعتبر جوهرة الملاعب وهي من أكبر وأحدث المدن الرياضية على نطاق الشرق الأوسط بتصاميم فريدة حملت شعار الجوهرة المشعة وقد أنشئ ملعبها لكرة القدم بمعايير الاتحاد الدولي (الفيفا) ليستوعب ستين ألف متفرج بشاشتين عملاقتين تضيفان متعة بصرية إضافية للجمهور وسوف يرعى الملك عبدالله حفظه الله حفل نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين عند افتتاحه استاد المدينة الرياضية بجدة مع مطلع شهر رجب 1435ه. فهنيئاً للوطن وهنيئاً لنا بهذه الذكرى العطرة وبالبيعة المباركة وما تحقق من انجازات كبيرة وعظيمة شملت كل مناحي الحياة في هذا العهد الزاهر إنما يعكس وجه المملكة المشرق المضيء وهي تمضي بخطوات واثقة في ظل استقرارها وأمنها وأمانها. نسأل الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وحكومته الرشيدة وأن يظل وطننا شامخاً كعادته سابحاً فوق هامات السحب ترعاه عناية الله ثم جهود وحكمة مليكنا المفدى.