في معرض الكتاب بالإمارات 2014م، وفي الصالون الثقافي الذي تنظمه وزارة التعليم العالي - ملحقية المملكة بالإمارات - دار الحديث عن أوجه النشاط الثقافي في السعودية، تركز الحديث عن: التعليم، الجامعات، المسرح والكتاب. لكن موضوع مثل بناء المدن الجامعية استحوذ على النقاش، فالمدن الجامعية هي السمة البارزة في الحياة الإنتاجية بالسعودية، كون «التعليم» هي الجهة التي استفادت من الطفرة الاقتصادية والتنموية التي بدأت مع الملك عبد الله - يحفظه الله - عام 1426 - 2005 من حيث: بناء المدن الجامعية، وفتح المزيد من الجامعات ، وابتعاث أكثر من 200 ألف طالب وطالبة لأفضل جامعات العالم، وتقديم منح دراسية لطلاب الداخل في الجامعات الأهلية السعودية. كانت الحوارات في الصالون الثقافي وخارجه تتمحور حول المشروع الثقافي الذي نفذه الملك عبد الله - حفظه الله - خلال توليه الحكم عام 1426ه، فكان أضخم مشروع ثقافي ينفذ حتى الآن نشر التعليم الجامعي على أوسع نطاق جغرافي، وفي أكبر شريحة سكانية أعطيت لها خيارات تعليمية إما في الجامعات السعودية الحكومية أو الأهلية أو الابتعاث. الملحق الثقافي بالإمارات الدكتور صالح السحيباني ومساعد الملحق الدكتور صالح الدوسري والزملاء في الملحقية الثقافية بالإمارات بذلوا جهودا للتعريف بالثقافة السعودية والتعليم العالي كمشروعات ثقافية أكاديمية، لكن هذا يحتاج إلى جهود أخرى إضافية، فالمشروع الأكاديمي للجامعات أصبح في داخل المملكة أشبه بالنظام التنموي السكاني العمراني الشامل، بعد أن تحولت الجامعات إلى مدن نطاقها الاستيعابي قد يصل إلى 70 ألف نسمة ما بين عضو هيئة تدريس وعائلاتهم والطلاب والهيئة الإدارية، بحيث تتحول الكليات الأكاديمية إلى مدينة نابضة بالحياة والحيوية تحتوي على جميع احتياجات المجتمع التعليمي من: سوق مركزي مستشفى، فندق، مدارس، مراكز ترفيهية، ويمكن مشاهدة هذه الجامعات شاخصة في معظم مناطق المملكة والمدن الكبيرة والمحافظات البعيدة عن مقار عواصم المناطق، هذا النوع من المشروعات الضخمة يجب إبرازه في المهرجانات الثقافية بصفتها حاضنة للثقافة والكتاب، ولكون المملكة تشكلت على الجامعات بعد أن تحولت وزارة الثقافة والإعلام إلى هيئات، وتعدد الإنتاج البحثي والكتابي في الجامعات السعودية التي وصلت إلى 38 جامعة و36 كلية أهلية، وانتشر الكتاب العلمي والحياة العلمية في المجتمع السعودي. لذا من المناسب أن تطور لقاءات الملحقيات الثقافية في مدن العالم التي تصل إلى 34 ملحقية، وتتوسع في دورها الأكاديمي المنحصر في خدمة الطالب إلى التعريف بالمنتج الأكاديمي السعودي ونشره على نطاق واسع، والتهيئة إلى تصدير المعرفة بعد أن تكونت لنا حاضنات تعليمية وتعدد مصادر المعرفة. في معرض الكتاب بالإمارات - أبو ظبي - لفت الصالون الثقافي للمملكة الأنظار لموقعه والتفاعلية من الجمهور وكثافة الطلاب السعوديين في الجناح، فهذه اللقاءات تعزز روح التواصل بين الطلاب المبتعثين والجهة المقدمة للخدمة التي تتابع سير تحصيلهم الدراسي.