شهد التعليم العالي خلال السنوات الماضية قفزات كبيرة وتطورا هائلا شمل جميع جوانب العملية التعليمية، وغطى جميع مناطق المملكة ومحافظاتها المختلفة، لتحظى كل منطقة بجامعة مستقلة وبعضها الآخر بأكثر من ذلك حسب الكثافة السكانية ليرتفع عدد الجامعات من (8) إلى (26) جامعة حكومية بما في ذلك الجامعات المتخصصة كجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في ثول، وجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن والجامعة السعودية الإلكترونية التي بدأت استقبال الطلاب بدأ من العام الدراسي الحالي كما تم التوسع كذلك في عدد الكليات والجامعات الأهلية. وعندما رأت وزارة التعليم العالي أن الحاجة ومتطلبات التنمية تستدعي إنشاء مجمعات للكليات الجامعية في المحافظات لتعزيز التنمية فيها والحد من الهجرة إلى المدن الرئيسة، بالإضافة إلى توفير أكبر عدد ممكن من فرص القبول للتعليم الجامعي توسعت في إنشاء تلك المجمعات في المحافظات المختلفة لمدن المملكة مما ترتب عليه زيادة المحافظات المشمولة بمؤسسات التعليم العالي إلى (73). التعليم الأهلي الجامعي يبلغ عدد مؤسسات التعليم العالي الأهلي (7) جامعات و(20) كلية أهلية موزعة على مناطق المملكة المختلفة، وتقوم وزارة التعليم العالي بدفع رسوم المنح الدراسية لطلاب وطالبات التعليم العالي الأهلي وفق ضوابط وآليات لتوزيعها بنسبة وتناسب، وبما يضمن توزيع المنح الدراسية بين الجامعات والكليات الأهلية بما يحقق الفرص العادلة، على ألا يزيد عدد المنح الدراسية عن (30 %) من إجمالي عدد الطلاب الجامعة أو الكلية في نهاية العام الدراسي. وفي مطلع هذا العام صدر قرار مجلس الوزراء الموقر بأن يتم تقديم منح دراسية لخمسين في المائة من طلاب وطالبات التعليم العالي الأهلي في المملكة. التوسع في الملحقيات الثقافية ارتبطت الملحقيات الثقافية بالابتعاث ارتباطا وثيقا، حيث تتولى الملحقية الثقافية عادة الإشراف على الطلاب المبتعثين ومتابعتهم دراسيا وماليا، وهي حلقة وصل بين الطالب المبتعث والوزارة. ونظرا لزيادة عدد المبتعثين، وتعدد الدول التي يبتعثون إليها فقد توسعت الوزارة بشكل ملحوظ في افتتاح الملحقيات، وارتفع عدد الملحقيات الثقافية في الخارج ليصل إلى (33) ملحقية ثقافية. كما سعت الوزارة أيضا إلى الاستغناء عن المباني المستأجرة للملحقيات، وإقامة مبان حكومية أو شراءها في عدد من دول العالم. وعملت في الوقت نفسه على ربط الملحقيات الثقافية بالوزارة عبر البوابة الإلكترونية لتوظيف التقنية في سرعة إنجاز أعمال الملحقيات وتحقيق التواصل المستمر مع المبتعثين. التعلم الإلكتروني يهدف المركز إلى دعم نشر تطبيقات التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد في مؤسسات التعليم الجامعي بما يتوافق مع معايير الجودة والإسهام في توسيع الطاقة الاستيعابية بمؤسسات التعليم الجامعي من خلال تطبيقات التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد وكذلك نشر الوعي التقني وتعميم ثقافة التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد والإسهام في بناء مجتمع معلوماتي بالإضافة إلى دعم المشروعات المتميزة في مجالات التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد في مؤسسات التعليم الجامعي ووضع معايير الجودة النوعية لتصميم وإنتاج ونشر المواد التعليمية وأيضا تقديم الاستشارات للجهات ذات العلاقة في مجالات التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد وبناء البرمجيات التعليمية وتعميمها لخدمة العملية التعليمية على القطاعين العام والخاص. رعاية الطلاب المتميزين المشروع مبادرة تحفيزية للطلاب المتميزين في الجامعات السعودية عبر (برنامج وزارة التعليم العالي الصيفي لرعاية الطلاب المتميزين في الجامعات السعودية) والذي يهدف إلى مد جسور التواصل العلمي والثقافي بين شريحة متميزة من طلاب الجامعات السعودية والبيئات الأكاديمية في الخارج بما ينمي الرغبة في الانتماء الأكاديمي لمؤسسات التعليم العالي ويهيئ الفرصة للطلاب المتميزين في الجامعات السعودية لتطوير قدراتهم وتنمية مهاراتهم بما يعود بالنفع على المواقع التي سيتولون قيادتها مستقبلا. ويركز البرنامج على محورين أساسيين هما: 1. تعزيز الجانب المهاري في اللغة الإنجليزية استماعا وتحدثا وقراءة وكتابة. 2. تنمية المهارات الشخصية وصقل الخبرات، ويشمل ذلك المهارات القيادية ومهارات التواصل وتعزيز الإبداع والابتكار والتفكير الإبداعي النقدي، حيث سيتم إثراء البرنامج بأنشطة غير صفية هادفة ومختلفة كتنفيذ زيارات لمؤسسات جامعية ومراكز أبحاث عالمية وشركات مميزة. ويمتد البرنامج على مدى ثمانية أسابيع ويقام خلال الإجازة الصيفية الحالية في عدد من الدول المتقدمة علميا ومنها: بريطانيا، وإيرلندا، وكندا، ونيوزلندا. ويشارك في البرنامج أكثر من (100) طالب من المتميزين الحاصلين على معدل أكاديمي (3.75) من (5) أو (3) من (4) أو ما يعادلها والذين تم ترشيحهم من قبل الجامعات. الجمعيات العلمية بدأت وزارة التعليم العالي خلال العامين الماضيين بمشروع إنشاء (مقار) الجمعيات العلمية في جامعات المملكة، حيث يتم عمل تقييم لكل جامعة من حيث عدد الجمعيات العلمية، وهو مشروع ضخم يهدف إلى القضاء على الصعوبات المالية التي تواجه الجمعيات لتقوم بدورها العلمي والبحثي على أكمل وجه، وقد خصصت الوزارة (40) مليون ريال لبناء مقر للجمعيات العلمية في جامعتي الملك سعود وجامعة الملك عبدالعزيز بعد أن حصلتا على أفضل تقييم، وفي العام التالي سيتم إضافة جامعة أخرى .. وهكذا. ويبلغ عدد الجمعيات العلمية السعودية بجامعات المملكة (94) جمعية في مختلف التخصصات. صندوق التعليم العالي يهدف الصندوق إلى تطوير التعليم العالي في الجامعات لأداء دورها الذي يتناسب مع متطلبات التنمية وتنويع مصادر التمويل وتطوير آلياته وزيادة الموارد الذاتية وترشيد المكافآت وتنظيمها ودعم وتمويل البرامج العلمية والأكاديمية في الجامعات. القبول في الجامعات سعت وزارة التعليم العالي والجامعات إلى توسيع قاعدة القبول في الجامعات لاستيعاب خريجي الثانوية العامة من خلال التوسع في افتتاح الجامعات والكليات، حيث شهد التعليم العالي توسعا ملحوظا في افتتاح العديد من الكليات في مناطق المملكة، وقد بلغ عدد المقاعد المتاحة لخريجي الثانوية العامة للعام الدراسي 1433/1434ه (348009) طالب وطالبة وبلغ عدد المقبولين في التعليم الجامعي (298826) طالب وطالبة أي بنسبة 85 % من عدد المتخرجين من الثانوية العام وهي النسبة الأكبر في العالم، حيث إن أعلى نسبة قبول في التعليم الجامعي في العالم لا تتجاوز ال 50 % من عدد المتخرجين من الثانوية العامة هذا بالإضافة إلى من تم قبولهم في برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي في مرحلته الرابعة.