يرعى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية رئيس الهيئة العليا لجائزة نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة مساء يوم غد (الخميس) الحفل الختامي لمسابقة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود لحفظ الحديث النبوي في دورتها التاسعة، الذي تنظمه الأمانة العامة للجائزة بالمدينةالمنورة. وقال معالي مستشار سمو وزير الداخلية عضو الهيئة العليا للجائزة وأمينها العام الدكتور ساعد العرابي الحارثي: إن ما حققته مسابقة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود لحفظ الحديث النبوي كان بفضل الله وتوفيقه أولاً ثم بفضل دعم ومباركة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه- لهذه الجائزة التي أسسها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- على منطلقات إسلامية سامية غايتها ربط الناشئة والشباب بالسنة النبوية المطهرة والنهل من معين هذه المصدر التشريعي الثاني بعد كتاب الله الكريم.. وبيّن أن هذه المسابقة تهدف إلى ربط الناشئة والشباب بالسنّة النبوية وتشجيعهم على العناية بها وحفظها وتطبيقها والإسهام في إعداد جيل ناشئ على حب سنّة النبي صلى الله عليه وسلم وشحذ همم الناشئة والشباب وتنمية روح المنافسة الشريفة المفيدة بينهم وشغل وقت الناشئة والشباب بما يفيدهم دينياً وعلمياً وأخلاقياً. وأفاد معاليه أن للمسابقة ثلاثة مستويات؛ يضم المستوى الأول منها حفظ 100 حديث وهو مخصص للناشئة في المرحلة الابتدائية، ويضم المستوى الثاني حفظ 250 حديثاً وهو مخصص للناشئة في المرحلة المتوسطة، ويضم المستوى الثالث حفظ 500 حديث وهو مخصص للشباب في المرحلة الثانوية، بحيث يحصل الخمسة الأوائل من كل مستوى في المرحلة النهائية للطلاب والطالبات على جوائز المسابقة التي يبلغ مقدارها في المستوى الأول (116.000) ريال ويبلغ مقدارها في المستوى الثاني (200.000) ريال فيما يبلغ مقدارها في المستوى الثالث (300.000) ريال. ولفت معالي الدكتور الحارثي النظر إلى أن الاستعداد للمسابقة في دورتها التاسعة بدأ بتكليف أمانة الجائزة للجنة من المتخصصين في الحديث النبوي لاختيار أحاديث المسابقة وتم تحديدها لكل مستوى من مستويات المسابقة بما يتناسب مع خصائص كل مستوى وتوزيع منهج المسابقة والأحاديث المقررة لكل مستوى في جميع مناطق المملكة، حيث قامت الأمانة بتوزيع الكتيبات على أقراص مدمجة بلغ عددها أكثر من مئتي ألف قرص مدمج وذلك خلال الفصل الثاني من عام 1433-1434ه .. وأشار إلى أن الأمانة العامة حددت موعد إجراء التصفيات الأولية التي أجريت في الموعد المتفق عليه وأرسلت الأسماء إلى الجائزة، حيث بلغ عدد المشاركين في جميع المستويات للطلاب والطالبات في المسابقة في دورتها التاسعة (30.123) طالباً وطالبة. وكشف معاليه عن أنه سيتم بمشيئة الله تكريم الفائزين بحفل الختام حيث يتشرف الفائزون في كل مستوى بالسلام على سموه واستلام جوائزهم والشهادات التقديرية تشجيعاً لهم وتحفيزاً لغيرهم من الشباب والناشئة، متمنياً للطلاب والطالبات المشاركين في المسابقة التوفيق في حياتهم العلمية والعملية. وبهذه المناسبة تحدث عدد من أصحاب المعالي عن هذه الجائزة العظيمة وما تفتحه من أبواب عديدة في طريق الخير، داعين الله أن تكتب في موازين حسنات صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله-. فقال معالي وزير الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان بليغاً في حديثه، يراعي مقتضى الحال ويطابقه في كلامه ليسهل على السامع فهمه وكان يكلم جلساءه بما يفهمون. وقد أمرنا الله -عز وجل- باتباع نبيه وطاعته صلى الله عليه وسلم فقال سبحانه وتعالى: {وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}.. واتباع الرسول -صلى الله عليه وسلم يكون عن علم بكلامه، وحفظ لحديثه والاطلاع على سنته.. والسنة عند المحدثين ما أثر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خلقية أو خلقية أو سيرة. ولا شك أن الرجوع إلى السنة النبوية المطهرة أمر في غاية الأهمية في بنية الإسلام وبذلك نكون قد وردنا النبع الصافي لمعرفة الإسلام الحنيف لبناء مجتمع صالح وجيل واع مثالي قوامه العدل والإحسان والوسطية والاعتدال. فمن اطلع على أصول ديننا من الكتاب العزيز، وسنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وفهمهما فهماً صحيحاً بمنظار فقه السلف الصالح يكون قد أخذ الشريعة من ينابيعها الصافية، ومصادرها الأصيلة، ووقف على حقيقة الإسلام الذي أمرنا الله -تعالى- به. والذين حملوا لنا الحديث الشريف، والسنة النبوية هم أوثق جيل عرفته الإنسانية في القديم والحديث، وهم الرعيل الأول، الذين صاحبوا خاتم الأنبياء -صلوات الله وسلامه عليه- وقد صح عنه أنه قال: «خير القرون قرني الذين بعثت فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذي يلونهم».. وقد أعز الله بهم الإسلام، وانتشر على أيديهم فرفعوا لواء التوحيد وأقاموا العدل في شرق البلاد وغربها. لقد أدرك السلف الصالح أهمية السنة وأدركوا عظيم قدرها فكانوا يبذلون في تحصيلها النفس والنفيس ويهون عليهم المشاق ويستعذبون المتاعب والأسفار في سبيل تحصيل الحديث النبوي.. فقد رحل جابر بن عبدالله رضي الله عنه إلى عبدالله بن أنيس رضي الله عنه من المدينة إلى الشام في طلب حديث واحد؛ وخرج أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه إلى عقبة بن عامر رضي الله عنه من المدينة إلى مصر ليتأكد منه عن حديث سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم. وروي عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: لما قبض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإنا شباب كنت لآتي الرجل في الحديث يبلغني أنه سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجده قائلاً من القيلولة فأتوسد ردائي على بابه تسفي الريح التراب على وجهه حتى يخرج فإذا خرج قال: يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك فأقول: بلغني حديث عنك أنك تحدثه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأحببت أن اسمعه منك قال فيقول فهلا بعثت إليّ حتى آتيك؟ فأقول أنا أحق أن آتيك. وروي عن سعيد بن المسيب رحمه الله قال كنت أسير ثلاثة في الحديث الواحد والأمثلة والشواهد على الرحلة في طلب الحديث كثيرة. وهذه الأسفار في تحصيل الحديث والسنة، وجمعها، والتأكد من صحتها كانت قبل تدوين الحديث التدوين العلمي. والآن أصبحت السنة وكتب الحديث النبوي ميسرة في متناول أيدي الناس، بطبعات حسنة، مضبوطة بالشكل وأهل العلم وحملة الحديث متوفرون في كل مكان وما على الراغب في السنة إلا الإقبال عليها بنهم، وهمة عالية في طلب العلم، ومعرفتها رواية ودراية. وهذه المسابقة باعتبارها متصلة بالسنة تفرح قلوب المتعلقين بالسنة، وتقودهم إلى الإتقان، وتكلل معاملاتهم بالأخلاق الحسنة، وتصبغ شخصيتهم بأدب الإسلام وسماحته وعدله، وتجعلهم مشاعل خير وهداية وسلام للأجيال. وإن هذه المملكة المباركة لها قصب السبق، وذروة المجد في العناية بالقرآن الكريم، والسنة النبوية شجعت الفتيان والفتيات على حفظه وترتيله وعقدت المسابقات والجوائز ترغيباً في التنافس في العلم والخير كما اعتنت بالسنة النبوية عناية فائقة، لذلك كان لمسابقة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله ورفعه درجته- للسنة النبوية والدراسات الإسلامية الأثر العظيم في تعليم السنة وحفظ الأحاديث والإقبال عليها.. وهذا يغرس في نفوس الشباب والشابات حبها، والرغبة في تطبيق مضمونها، والسير على هداها. وهذه المسابقات يعود خيرها ونفعها على المجتمع والبلاد في التربية الصحيحة مما يضفي على المجتمع الاعتصام بحبل الله، والعقيدة الصحيحة، والتآلف والتحاب والاستقامة والأخلاق الحسنة، ونتائج ذلك الأمن والأمان في ربوع البلاد.. كما أن هذه المسابقات تربط المجتمع بأصول الدين الإسلامي الحنيف على أساس من الوسطية والاعتدال، والله نسأل أن يبارك في جهود أصحاب السمو الملكي القائمين على هذه المسابقة ومن عاونهم وشاركهم في إنجاحها.. وأن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وحكومتنا الرشيدة، ويوفقهم إلى المزيد من أعمال الخير، والاعتصام بالكتاب والسنة.. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وفي تصريح لمعالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، أشاد ب(جائزة نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة).. وقال معاليه: إن من أكبر نعم الله على بلادنا أن هيأ لها قيادة تتبنى قيم الإسلام وترعى شعائره وتربي الأجيال عليها، ولقد كانت العناية بالسنة النبوية سمة بارزة تعاقب على الحفاظ عليها ولاة أمرنا منذ عهد الملك المؤسس باني هذه الدولة الحديثة عبدالعزيز بن عبدالرحمن -تغمده الله بواسع رحمته- وحتى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك الصالح والإمام العادل عبدالله بن عبدالعزيز مقتدين في ذلك بسلفنا الصالح من أهل الحديث والأثر في رعاية سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم والعمل بها. وأضاف معاليه: وتأتي مسابقة الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- لحفظ الحديث النبوي في دورتها التاسعة، والتي يرعى حفلها صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز -حفظه الله- امتداداً لهذه الجهود الخيِّرة وتأكيداً لقيام ولاة أمرنا -حفظهم الله- بتطبيق الشريعة الإسلامية، وخدمتهم للكتاب والسنة، وإن توجيه أبنائنا من شباب وفتيات لهذه الميادين المباركة وحفظهم في هذه المرافئ الآمنة أمر يحمد لهذه القيادة الرشيدة. وأكَّد معاليه على أن هذه الجائزة تربط الناشئة بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي دلنا فيها على كل خير، وحذرنا من كل شر، كما أن فيها حماية لأبنائنا وبناتنا من الوقوع في مصائد الفتن، والاغترار بدعاة الضلال الذين يلبسون على الناس أمر دينهم، إذ إن من يحفظ سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويتفقه فيها تكون له نوراً وهدى وعصمة من الضلال والانحراف. ودعا معاليه الله عز وجل أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك الصالح والإمام العادل عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي ولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز. وأن يتغمد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بواسع رحمته، وأن يجعل ما يبذل من جهود، وما يحفظ من أحاديث في هذه الجائزة في موازين حسناته. وأن يوفق صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف رئيس الهيئة العليا للجائزة ويجزيه خير الجزاء على ما يقدم في هذه الجائزة، التي تخلد اسم الأمير نايف -رحمه الله-. وفي كلمة لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد المستشار في الديوان الملكي - إمام وخطيب المسجد الحرام جاء فيها: من عظيم فضل الله تعالى على عباده أن يستعملهم في نشر الشرع ونفع الخلق، ومن ذلك العناية بمصدري التشريع كتاب الله الكريم، والسنة النبوية المطهرة، وثمة فضائل في حفظة السنة والعناية بها من ذلك: ما روي عن زيد بن ثابت مرفوعاً «نضر الله امرأ سمع منا حديثاً فحفظه حتى يبلغه غيره، فإنه ربَّ حامل فقه ليس بفقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه»رواه الإمام أحمد والترمذي وقال: حديث حسن. كما جاء في فضل علوم القرآن والسنة وما يتعلق بهما ما رواه أبو داود وابن ماجة عن عبدالله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «العلم ثلاثة، وما سوى ذلك فهو فضل: آية محكمة، أو سنة قائمة، أو فريضة عادلة»، وغير ذلك من النصوص النبوية التي تحث على فضل العلم ومكانة العلماء الذين يعنون بالكتاب والسنة حفظاً وفقهاً، ولكن المقام لا يتسع لذكرها.. وإن المجتمع الذي يهتم بحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لمجتمع يرجى له اللطف من الله والدفاع منه سبحانه عنه؛ لأن ذلك من دلائل الإيمان، والله يدافع عن الذين آمنوا. وإن انتشار معرفة السنة وشيوع العلم بها مما يرفع قدر الأمة، ومعرفة السنة بحق والتمسك بها ضمان عن الانحرافات الأخلاقية والاعتقادية، فإذا نشأت الناشئة على آداب السنة وكثرت علاقة الشباب بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم اتضحت لهم الأمور وتجلى لهم أمرها عندما يلتبس كثير منها على من لا علاقة لهم بتراث رسول الله عليه السلام. وإن مسابقة وجائزة نايف بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة تعد من المنافسات والجوائز الكبرى في مجالها العلمي وقد لقيت أصداء بعيدة في العالم العربي والإسلامي فلله الحمد والمنة. والجائزة تهدف إلى تقدم مجال البحث العلمي في السنة والدراسات الإسلامية ورقيه, وقد حققت بحمد الله ما تصبو إليه إذ شحذت همم الشباب والناشئة نحو حفظ السنة والعناية بها، وأثرت السنة النبوية ببحوث قيمة شاملة في مجالات متعددة ودعمت المكتبة الإسلامية في مجال الدراسات الإسلامية المعاصرة والبحث العلمي والدراسة العميقة وإبراز النتائج العامة لتلك الدراسات المنهجية المؤصلة.. كما أسهمت جائزة نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة من خلال انتقاء الموضوعات المطروحة بإيجاد فكر إسلامي متزن وخلق رؤى تقوم على أسس علمية رصينة تسعى إلى تكوين ثقافة علمية عالمية تعكس الصورة المشرقة للدين الإسلامي الحنيف، وتبرز من خلال تلك البحوث والدراسات شمولية الفكر الإسلامي واعتداله، ونبذه لكل صور التطرف والشطط. وقد أذكت ومازالت تذكي روح التنافس العلمي بين طلبة العلم والباحثين، وهذا بحد ذاته يجعل من تلك البحوث والدراسات أكثر عمقاً وتأصيلاً وتفصيلاً, كما يؤدي إلى رقي الطرح العلمي النابغ وبذل الجهد والتوسع بتقدير الحلول المناسبة لما يستجد من مشكلات وحوادث، وهذا بلا ريب يعود على المسلمين حاضراً ومستقبلاً بالنفع العميم والتقدم والرقي الحضاري، سائلا الله تعالى أن يرحم الأمير نايف بن عبدالعزيز، وأن يجعل ثمار هذه الجائزة في ميزان حسناته، كما أسأل الله أن يجزي الأجر والمثوبة لأبنائه أصحاب السمو الملكي الأمراء على سعيهم وجهدهم في أن تبقى هذه الجائزة منارة علم وميداناً مباركاً يعنى بالسنة النبوية وحفظها، وأن يبارك فيهم، ويجعل ما ينفقون في ميزان حسناتهم إنه سميع مجيب. وأشاد معالي الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي وعضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية بجائزة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة. وقال معاليه بمناسبة قرب موعد حفل مسابقة الأمير نايف لحفظ الحديث النبوي في دورتها التاسعة الذي يرعاه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود رئيس الهيئة العليا للجائزة: إن هذه المسابقة حققت هدفاً إسلامياً عظيماً بربطها الناشئة والشباب بالسنة النبوية وتشجيعهم على العناية بها بحفظها وتطبيقها، وقد أسهمت في تحقيق الهدف الذي أراده الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله في إعداد جيل ناشئ على حب سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- وشحذ همم الشباب وتنمية روح المنافسة الشريفة المفيدة بينهم. وأضاف معاليه: بعد رحيل سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه وأكرم مثواه- تستمر الجائزة بجميع فروعها العلمية برعاية أبنائه وأحفاده الكرام البررة أثراً من آثاره الطيبة وذكراً له في الآخرين وذخراً له في يوم الدين وعملاً لاكتشاف الكفايات البحثية الإسلامية والتعرف على العلماء المتخصصين في السنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة والتواصل معهم وتشجيعهم على الإبداع في خدمة السنة النبوية. وبيّن إن هذا بعض مما تحمله هذه الجائزة من دلالات الفخر والاعتزاز للمملكة وقادتها الكرام الدائبين على التنافس في الأعمال المبرورة والمسارعة بأيادٍ بيضاء في خدمة الإسلام وأمته، ولم يكن ذلك إلا ترجمة لعميق حبهم لدينهم واعتزازهم به ورغبة في خدمته. وأكد معاليه أن الصبغة العالمية للجائزة والتكريم الجزيل المعبر عن قيمتها قد استنهضا همم الباحثين على البحث وأداء ما يقتضيه من العمق والجدة ودقة المنهج مما يعطي دفعاً حثيثاً لخدمة السنة النبوية وعرضها في موضوعات شتى تحتاج إليها الأمة اليوم في تعاملها مع ذاتها ومع غيرها ويفتح المجال أمام المتخصصين لإثراء المكتبة الإسلامية بدراسات موضوعية تمس الواقع المعاصر وقضاياه. وقال: إن الجائزة تسهم في إبراز محاسن الإسلام وشموليته لمعالجة قضايا الحياة وتفند ما يثار ضده من شبهات وأباطيل مؤكداً على أن ما تقوم به أمانة الجائزة من إخضاع البحوث المقدمة إليها لسلسة من الإجراءات التحكيمية الدقيقة يمنحها مكانة مرموقة بين المنشورات العربية والإسلامية ويسهم في إحداث نوع من الريادة للأعمال المتميزة المحصنة للعقل المسلم من الانحرافات الفكرية التي ينشأ بعضها من أعمال ضحلة وبعضها الأخر من كتابات تفتقر إلى الموضوعية والمنهج العلمي. واختتم د. التركي تصريحه بالثناء الجميل والدعاء بواسع الرحمة وجزيل المثوبة لمنشئ وراعي هذه الجائزة وهذا العمل الحضاري العظيم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود الذي أمضى حياته دائباً في تشجيع العلماء وخدمة الباحثين والشكر الجزيل لأبنائه وأحفاده البررة من بعده على الاستمرار على نهجه في رعاية الجائزة والاعتناء برسالتها بإخلاص ووفاء. أما معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجه فقد قال في كلمة له: إن من أعظم نعم المولى سبحانه وتعالى على هذه البلاد، أن جعلها مهبطاً للوحي، وقبلة للمسلمين، وخصّها ببيته العتيق وبمسجد نبيه -صلى الله عليه وسلم-، ومن فضله وكرمه أن هيأ لها رجالاً أمناء وأوفياء، مخلصين للدين الحنيف، يبذلون الغالي والنفيس من مالهم وجاههم من أجل إحياء سنة المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، باعتبارها المصدر الثاني من أصول التشريع الرباني الذي قامت على أساسه هذه البلاد، رجالاً نبلاء، حافظوا -ولا زالوا- على سنة المصطفى، من التشويه والتحريف، منهجهم في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضّوا عليها بالنواجذ). بلادنا (المملكة العربية السعودية) ولله الحمد والمنة منذ تأسيسها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- تهتم بالسنّة النبوية، وتلتزم بهذا المنهج وتعززه من خلال الدعم المادي والمعنوي للعلماء والباحثين داخل المملكة وخارجها. وأبناء هذه البلاد الطيبة وكل من له اهتمام بالسنّة النبوية الشريفة، مدينون لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله-، نظير اهتمامه المباشر، ولا غرو أن أطلق عليه لقب (خادم السنّة) هذا الرمز الكبير الذي نذر نفسه لهذا الجانب المهم، فأنشأ جائزة علمية رفيعة، تُعنى بالسنّة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة، تؤتي ثمارها في كل عام، بما سخر لها من الدعم والدفاع عنها، من خلال تشجيع الناشئة والشباب وربطهم بالسنّة النبوية وتشجيعهم على العناية بها وحفظها وتطبيقها، والإسهام في إعداد جيل ناشئ على حب سنّة النبي صلى الله عليه وسلم، وشحذ همم الناشئة والشباب وتنمية روح المنافسة الشريفة المفيدة بينهم. لا شك أن هذه الجائزة ومثيلاتها، تشكل باباً من أبواب الخير بما تحققه من تلبية حاجات الأمة الإسلامية للاستزادة من هدى المصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم. والمملكة العربية السعودية وهي تحتفي بهذه المناسبة الطيبة في دورتها التاسعة في العام 1435ه، إنما تقدم للأمة أجمع صورة واضحة عن سماحة ووسطية الإسلام، كدين عالمي يدعو إلى المثل الطيبة. أدعو الله بمنه وكرمه أن يجزل الأجر والمثوبة لصاحب الجائزة، وأن يغفر له ويسكنه فسيح جناته نظير ما قدم من أعمال جليلة، يقطف الوطن ثمارها في كل حين، كما أسأل الله جل في علاه أن يجعل جميع أعماله الخيرية في ميزان حسناته، وأن يحفظ لهذه البلاد أمنها واستقرارها، ويديم عزها ومجدها، ويحفظ لها قادتها الميامين.. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.