تأمل في حالة شخص ينتظره غدا امتحانا صعبا أو لقاء ثقيلا أو عملية جراحية خطيرة؛ كيف سيكون صباحه؟ وكيف هي نفسيته؟... سيستيقظ ثقيل الروح مقطب الجبين ضيق النفس...وتخيل حال آخر على موعد مع حفل تكريم أو رحلة سياحة أو لقاء صديق عزيز ستجده مشرق الوجه طلق الروح مبتسم الثغر! وهذان مشهدان يوضحان لنا أهمية (الأفكار) في تأسيس الحوافز وتنشيط الروح أو تثبيطها وكيف أن الحافز هو من ينشط جسدنا وتفكيرنا! ماذا تحتاج لتنجح؟ لست نابغة وربما ما حصلت على معدلات عالية ولم تكن ضمن قائمة الموهوبين؛ لا تقلق فالنجاح والسعادة تحتاج لأمور أخرى، تحتاج لمهارات متقدمة في النضج الانفعالي وكفاءات عالية في حسن إدارة الذات، يقول الشاعر الايطالي دانتي: المجد لا ينال في الفراش ولا تحت الأغطية... إن قوة الروح تظفر في كل معركة ومن مهارات النجاح المهمة مهارة تحفيز الذات خصوصا في لحظات الانكسار وأوقات الشدائد، فقد تفتر الهمم وتخبو العزائم فنحتاج حينها لمحرك يدفعنا ومحفز يشجعنا... لن تخلو حياة من علاقة مهشمة وكبوة مذلة وأعداء متربصين وأمنيات لم نملكها وغايات لم نعانقها وما من أحد فوق رأسه مظلة تقيه من الهم والحزن والمشاكل فهي من لوازم الحياة الدهر لا يبقي على حالة لابد أن يقبل أو يدبر! وما أحوجنا ذلك الوقت لمن يشحن أرواحنا بالطاقة وقلوبنا بالأمل فربما ينشغل من حولنا عنا فلم يمدوا لنا يد العون، فهل نبقى جلوسا ننوح ونتأوه؟! العاقل من يوجه حياته بفكره ومن يستغني بالله ثم بنفسه يسعد ويُسعد، والقاعدة تقول: ستعيش سعيدا عندما تخفف توقعاتك عن الآخرين! فلا تذهب أيامك حسرات وأنت تنتظر من يصفق لك ولا تزهق روحك هما وأنت تتحرى يدا تمتد لك! ولا تكسر فرحتك إذا قصر من حولك عن تهنئتك ومشاركتك الفرح! درس من دلفين: ويحكى في هذا الشأن أن مدربا للدلافين كان يعلم دلفينا القفز وكان مع كل قفزة يصفر له فيقفز أعلى ومع القفزة الرابعة لم يصفر له المدرب .. فهل توقف الدلفين أو ترك المكان أو ناح وبكى ...لا؛ بل صفّر هو لنفسه ثم قفز أعلى وأعلى! تعلم كيف تحفز نفسك وكي تشد من أزرها، تعلم كيف تبني مفاعلا داخليا يشحذ همتك ويقوي عزيمتك، ولتسقط من حولك من حساباتك فلا يعنيك صفقوا لك أو غمزوا! تعلم مهارات احتضان النفس ومهارات تحفيز الذات وعندها ستكون سيدا لنفسك مسيطرا على حياتك! وتذكر أن التحفيز لا يكون لمرة واحدة فهو عملية مستمرة كما يؤكد المحفز الكبير( زيج زيجلار) عندما قيل له: إن التحفيز لا يدوم يازيج.. فرد قائلا: ومثله الاستحمام ل ايدوم لهذا ينصح به دائما! لذا فأنت لتكون رقما فاعلا وعنصرا مؤثرا تحتاج لأن تجعل من تعزيز توجهك اليومي وردا يوميا ومعها سيبارك الله في عمرك رغم صغر الحياة وهو ذلك العمر الذي وصفه ابن عطاء السكندري بقوله: (رب عمر قصرت آماده واتسعت أبعاده) وتحفيز النفس إيجابية وذكاء الإيجابية نبع عظيم لتحفيز الذات دائما تحرك واعمل وبادر وافعل شيئا وسيهبك الله القوة. وسأهديك الأسبوع القادم مهارات جميلة في التحفيز الذاتي فكن معي. ومضة قلم: فقط من يتحدى؛ هو من يعيش