هل تريد أن تنعم بحياة سعيدة وهادئة؟ - هل تريد أن تعيش حياة حافلة بالإنجازات والنجاحات؟ - هل تريد الارتقاء في سلّم المجد وتسنُّم ما تصبو إليه من المناصب؟ - هل تريد أن تحظى باحترام من حولك؟ - هل تريد أن تطوِّر مهاراتك وقدراتك؟ إن أردت كل هذا وأكثر، فالحل يتمثّل بتبنِّي قيم الإيجابية! وللأسف يكفي أن تذكر لفظة الإيجابية عند البعض فيتجهّمون أو يسخرون! لذا تجدهم لا يستنكفون عن رميك بالفلسفة أو بعدم الواقعية! فمنهم من يدرك أنّ الإيجابية تحتاج لفاتورة تُدفع وثمن يُقدّم وجهد يُبذل وعادات تُغيّر! ولا ثمة استعداد نفسي ولا فكري عندهم لكل هذا؛ لذا تجد واحدهم بليداً تعيساً قد ضربت السلبية أطنابها في وعيه والنتيجة: حياة باهتة؛ لا إنجاز ولا عطاء ولا ذكر طيب! ما هي الإيجابية يروى عن المدرب العالمي زيج زيجلار أنه كان بصحبة ابنته الصغيرة وصديقتها، وكان يدور بين الصغيرتين حديث عفوي جميل؛ حيث سألت الصديقة ابنة المدرب العالمي: ماذا يعمل والدك؟ قالت: يعلِّم الناس الإيجابية، قالت لها الصديقة: وما هي الإيجابية قالت: هي تعليم الناس كيف يكونوا جيدين عندما تكون الأمور غير جيدة! الإيجابية هي الوقود الذي يحفّز الذات للعمل واستثمار كامل القدرات، وهي تعني أن تقلق بشكل أقل وتستمتع بشكل أكبر، وتعني الإيجابية فهم طباع الأيام واستيعاب أخلاقها في كونها لا توفر أحداً من المشكلات والأزمات، فهي مكدّرة ولا تصفو لأحد؛ إنْ أضحكتْ قليلاً أبكتْ طويلاً، وإنْ أعطت يسيراً منعت كثيراً، الإيجابية تعني التعامل مع الأزمات بهدوء والبحث عن حلول، وتعني التفاؤل وبأنّ الحال السيئ سيكون أفضل، الإيجابية انتشار لا يرضى الانحسار وبذل بلا سقف وارتقاء يتجاوز كل الحواجز وفعل يحطّم كل القيود، الإيجابية فكر وفعل تدعو للتفكير السليم وتحرك للعمل المنتج وتيسر الحصول على المنجزات، الإيجابية تعني أن لا تستسلم للظروف ولا تخضع للملمّات، الإيجابية ثقة بالنفس وقوة في الفعل وسكينة في الروح، الإيجابية صفة السعداء وسمة للمقبلين على الحياة؛ ما أروعها من صفة! وما أعظمها من فضيلة! الإيجابية في الإسلام من أدبيات الإسلام الحث على الإيجابية والإثابة عليها، فهذا الدين العظيم لم يقم علي السلبية والخمول والتقاعس والكسل، وإنما قام علي الإيجابية والتحرّك فقد خاطب الله نبيّه فقال: يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنذِرْ ، وقال له: يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا . وحثّ الحق عزّ وجلّ على فضيلة الإيجابية في مواطن كثيرة ونبّه إليها بألفاظ عدّة مثل: المسارعة والمسابقة والمنافسة، وقصّ علينا القرآن جملة من قصص الإيجابيين منهم: مؤمن آل فرعون الذي وقف بشجاعة ينصر أصحابه أمام تسلّط نظام فرعون، ومثل الرجل الصالح الذي جاء من أقصى المدينة ساعياً لنصرة أنبياء الله المستضعفين، ونرى الإيجابية حتى عند الطيور، فذلك الهدهد الذي طار إلى مملكة سبأ دون تفويض وبلا تكليف أو استجابة لأوامر، وذلك ليأتي بخبر عظيم إلى القيادة العليا؛ وهو ما أدى إلى دخول أمة بأكملها في دين الله .. وكانت سيرة الحبيب اللهم صلِّ وسلّم عليه، تمثِّل قمة الإيجابية، فهو كما جاء في الحديث إذا حزبه أمر ذهب للصلاة، وفيها ثلاثة أمور تشكّل قمة الإيجابية وهي: التحرك عند الأزمات واللجوء لذي قوة وتحديد المشكلة! والناظر في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، يرى الإيجابية واضحة في كل معانيها، وهكذا ربى أصحابه على معاني الإيجابية المثمرة ، فقال لهم: بادروا بالأعمال الصالحة، وقال: اغتنم خمساً قبل خمسٍ وقال: استعن بالله ولا تعجز. مكاسب الإيجابيين الإيجابية تعطي للحياة رونقاً جميلاً ونكهة رائعة وحسناتها لا حصر لها، فهي تهب الشجاعة على مواجهة المشكلات والنهوض من الكبوات، وتمد بالقوة في اتخاذ القرارات، وهي كذلك ترفع من القدرات العقلية فتعين على الإبداع والتجديد، والإيجابية ترفع من مستوى اللياقة النفسية، وهي ما يؤهل الشخص للثبات في المواقف السلبية، والإيجابية تثير الحماس في النفوس وهي بحول الله نجاح في الدنيا وفلاح في الآخرة! والإيجابية تزيد البشر جمالاً ؛ فربما فات البعض شيء من الوسامة، ولكن روحه المتفائلة وعقليته الإيجابية تزيد من إعجاب البشر به وتجعله جميلاً! الإيجابية تحرك كوامن النفس نحو العمل وتحفّز الروح تجاه المبادرة، وتفيض معها النفس حيوية! وسأوافيك أيها القارئ العزيز الأسبوع القادم بإذن الله بخطوات تجعل منك شخصاً إيجابياً. ومضة قلم: بعد عام من الآن؛ جزماً ستتمنى لو أنك قد بدأت من اليوم! [email protected]