أكد المشاركون في المؤتمر الدولي لاستدامة الشركات 2014، الذي اختتم أعماله أمس في الرياض، على أهمية التزام الشركات بالتقارير المالية مما يساعد على توصيل المعلومات الدقيقة لأصحاب المصالح من المستثمرين، منوهين إلى أن الارتقاء بأعمال وأداء الشركات يتطلب الاهتمام ببعض العناصر الأساسية مثل الالتزام بالقوانين ورفع مستوى الشفافية والتواصل مع المساهمين وشرح القيم الداخلية والتحقق من مستوى الدمج وغيرها. وبشأن الحوكمة وإمكانية تطبيقها واستفادة الشركات منها، لفت المشاركون إلى ضرورة الاهتمام بمسألة القيم والنزاهة والنظرة نحو الاستدامة والإدارة الجيدة، إضافة إلى الإرادة القوية ووضع إستراتيجية طموحة لتحقيق الأهداف الحالية وطويلة الأجل. وهنا، أكد الوليد السناني مدير إدارة حوكمة الشركات في هيئة السوق المالية أهمية الاحتياج التشريعي والتنظيمي والإجرائي داخل الشركات الخاصة حتى تتكلل جهود الاستدامة، منوهاً إلى المخاطر التي تواجهها مبادرات الاستدامة والتي تؤدي إلى عدم استمراريتها نتيجة لتغير الأشخاص في مجالس الإدارة، داعياً إلى وجود التزام مؤسساتي ودمج معايير الاستدامة في سياسات وإجراءات الشركة، إضافة إلى الشفافية ودورها في قياس الأداء. وتناولت أعمال المؤتمر في يومه الثاني أمس، والذي نظمه مجلس الغرف السعودية بالتعاون مع هيئة السوق المالية، و»تمكين» للحلول المستدامة، قضايا استدامة الشركات وممارسات الحوكمة والإفصاح، بمشاركة خبراء ومختصين محليين ودوليين في هذا المجال. حيث تركزت إحدى الجلسات التي أدارها الدكتور سليمان السكران أستاذ العلوم المالية المشارك بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ثلاثة محاور تتعلق بأفضل ممارسات الحوكمة والإفصاح، والتي تمثّلت في أفضل مبادئ الحوكمة ودور مجلس الإدارة في تحقيقها، مسألة القيم والأهداف والدور الريادي لمجلس الإدارة في تبني أفضل ممارسات الحوكمة، واعتماد منهجية شاملة للإفصاح من خلال التقارير المتكاملة والتي تتضمن الجوانب المالية وغير المالية. فيما استعرضت جلسة ثانية والتي أدارها الدكتور إحسان بوحليقة رئيس مركز جواثا الاستشاري لتطوير الأعمال، موضوع «استدامة الشركات: من منظور المستثمرين» من خلال التركيز على أربعة محاور تضمنت توضيح العلاقة بين ممارسات استدامة الشركات والعائد على الاستثمار منها، تأثير الإفصاح والشفافية على الأسس والمعايير المحاسبية، دور ممارسات استدامة الشركات وبشكل خاص الشفافية والإفصاح في خلق بيئة جاذبة للاستثمار، وأهمية تضمين الاعتبارات البيئية والاجتماعية ومبادئ الحوكمة في الصناديق الاستثمارية، حيث ركز المشاركون على أهمية استدامة الشركات والتي تتم من خلال نجاحها في خدمة المجتمع واهتمامها بالسمعة والثقة والحوكمة الجيدة، إلى جانب التركيز على التقارير والنتائج المالية السريعة.