صدور الأمر الملكي الكريم بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء والمستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين وليا لولي العهد، وجد أصداء إيجابية واسعة على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي، كونه يعبر عن حكمة، وعمق رؤية ، ويجسد المصلحة العليا للوطن، ويعزز ويؤمن مستقبله. وحقق القرار إجماعا على أنه اختيار بعيد النظر لقائد حكيم ، دائما يوفق في الاختيار الدقيق ، وفي التوقيت المناسب ، وفي كل ما يحقق مصلحة البلاد ، لاسيما أن القرار حصل على تأييد هيئة البيعة، وحقق ارتياحا كبيرا لدى المواطنين ، وجاء معبرا عن الثقة التي وافقت أهلها ، لأن الجميع يرى في القرار دعما لكيان الدولة، وتعزيزا للحمتها الوطنية. حكمة الملك عبد الله ليست شيئا جديدا ، بل هي أمر معهود في مجمل سياسته ، وتجلى ذلك بوضوح من خلال وقفات كثيرة ، ومبادرات عديدة، وكان أمر إنشاء هيئة البيعة جانبا من دلالات تلك الحكمة ، وكذلك الأساس الذي تقوم عليه في اختيار الأكفأ والأجدر للمناصب القيادية. ويجيء الاختيار الموفق بتعيين الأمير مقرن وليا لولي العهد انسجاما مع تلك القاعدة ، ولما تميز به سمو الأمير مقرن من سجل حافل بالإنجازات، وتتويجا لعطاءات سموه الكثيرة، ومسيرته الزاخرة في خدمة الدين والملك والوطن،وهذا جعله جديرا بهذه الثقة الملكية الغالية، كما أن الاختيار يعكس عمق الرؤية الإستراتيجية للقيادة الرشيدة ،وحرصها على تأمين الوطن. ولا شك أن هذه الخطوة المدروسة من القيادة الحكيمة، تأتي في إطار وضع القواعد الثابتة، والأسس المتينة التي يستضيء بها الجيل الثالث من أبناء الأسرة الكريمة ، بهدف تعزيز استمرار التنمية والمحافظة على أمن الوطن واستقراره، ووحدة الصف والكلمة، وهي السمات التي تميزت بها المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز آل سعود طيب الله ثراه وسار على نهجه أبناؤه البررة من بعده ، وها هو خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يكرس هذا المبدأ من خلال قراراته الحكيمة واختياراته الموفقة التي تصب في مصلحة الوطن ورفاهية المواطن.