أنهت تداولات العقود النفطية الإلكترونية لشهر «مايو» المقبل بارتفاع طفيف لأسعار WTI للنفط الأمريكي على مؤشر نايمكس، حيث أقفل تداولات الأسبوع عند 101.67 دولار للبرميل، وبلغت أحجام التداولات المستقبلية 26% أقل من معدل 100 الماضية، الأسعار أقفلت الجمعة على ارتفاع 2.2% أسبوعي وارتفاع 3.3% على مستوى الربع الأول لعام 2014 . فيما أنهت العقود المستقبلية لشهر «مايو» لمزيج «برنت» الأوروبي بارتفاع طفيف وأقفلت عند 108.07 للبرميل الواحد، ومع أن سعر البرميل ارتفع على المستوى الأسبوعي ب 1.1% إلا أنه أغلق على انخفاض بقدر 2.5% للربع الأول من السنة، وتبقى قيمة النفط الأوروبي مرتفعة بحوالي 6.4 دولار للبرميل عن النفط الأمريكي WTI فيما كان الفرق بينهما 14 دولاراً للبرميل في تداولات شهر يناير لهذه السنة. يُعزى ارتفاع أسعار النفط الأمريكي لضعف نتائج المخزون الأمريكي Cushing والذي زاد فقط ب6.62 مليون برميل ووصل مجموع المخزون إلى 382.5 مليون برميل حسب تقرير وكالة معلومات الطاقة EIA الأسبوعي، وهناك توقعات سلبية على نتائج المخزون للأسبوع القادم وهذا ما سيرفع قيمة التداولات الأسبوع القادم. فيما تبقى أزمة أوكرانيا عامل مهم في زيادة المخاوف من نقص الإمدادات النفطية خصوصاً مع النوايا الأمريكية الأوروبية من رفع العقوبات على روسيا بما فيها عقوبات على الصادرات النفطية ومشتقاتها حسب تصريح للرئيس الأمريكي براك أوباما، حيث لمّح الرئيس أوباما أن الولاياتالمتحدة تعتزم على رفع إنتاجها من الغاز الصخري لتعزيز موقف الدول الأوروبية من عدم الاعتماد على المصادر الروسية وتحويل الوجهة إلى دول أخرى منها أمريكا ومزيد من الاعتماد على المصادر الأوروبية. وعلى نطاق آخر في القارة الأوروبية، أعلنت شركة «شل» النفطية عن حالة «ظروف قاهرة» وخارجة عن السيطرة الأسبوع الماضي لإعفائها من الالتزامات في العقود لهذا الأسبوع وما يليه من مدى التأثير لقيام جماعات وعصابات نيجيرية بالاستيلاء على أحد أنابيب النفط في نيجيريا، كما هو معتاد فتح الأنابيب والاستيلاء على النفط الذي بداخلها وبيعه في السوق السوداء. ومن جهة أخرى، مزيد من نقص الإمدادات النفطية الليبية، حيث تم اغلاق خطوط أنابيب نفطية، وتوقف أيضاً حقول نفطية، أما حقل الشرارة الذي يبلغ إنتاجه 340 ألف برميل يومياً فلا يزال مغلقا منذ أسابيع. وتكاد الاحتجاجات الوصول إلى جميع الحقول الليليبة وتوقفها عن الإنتاج، وهذا زاد من الحدة والشح في الإمدادات النفطية الليبية التي يصل إنتاجها حاليا إلى قرابة 155 ألف برميل يوميا. الجدير بالذكر أن إنتاج النفط الليبي وصل إلى 10% من إنتاجها قبل بدء الاحتجاجات التي اجتاحت الموانئ والمنشآت النفطية، والذي كانت 1.4 مليون برميل يومياً، وبالتأكيد هذا يزيد من المخاوف في نقص الإمدادات النفطية الأوروبية. ولمزيد من البعد الإستراتيجي النفطي، يراقب المحلّلون وكبار المضاربين في الأسواق النفطية الأوروبية والأمريكية، التصريحات بعد زيارة الرئيس الأمريكية براك أوباما للمملكة العربية السعودية والتي كانت في نهاية الأسبوع الماضي، حيث زار الرئيس أوباما العاهل السعودي محملاً أجندات تحتوي على توطيد وتأكيد العلاقة الأمريكية السعودية والتي شابها توترا بسبب الأزمة السورية والركود الذي انتاب التقدم في برنامج إيران النووي. وبنفس الشأن، توقع محلّلون للأسواق النفطية الأمريكية أن التفاؤل بزيادة الإنتاج من النفط الصخري أعطى مزيداً من المساحة لسياسة البيت الأبيض في التأني بشأن الأوضاع في الشرق الأوسط، هذا وقد أتت زيارة الرئيس أوباما للمملكة بعد أن قضى أسبوعاً في أوروبا للمباحثات بالشأن الروسي الأوكراني، ويذكر أن زيارة الرئيس أوباما لتبقي خطوط وجسور الرجعة للعلاقات النفطية الأمريكية السعودية خصوصاً بعد الزيارات الأخيرة لشرق آسيا التي قام بها ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز والتي تحمل مزيداً من التنويع في الإستراتيجيات في بناء علاقات مع دول مثل الصين واليابان والهند وباكستان، علاقات تجارية وسياسية وعسكرية.