اختيار الأمير مقرن بن عبدالعزيز (ولياً لولي العهد)، ومبايعته على ذلك بتأييد وموافقة (هيئة البيعة) بأغلبية كبيرة تجاوزت (ثلاثة أرباع) عدد الأعضاء، والشفافية التي احتواها الأمر الملكي لكيفية الاختيار، أمر يحمل معاني كبيرة وسامية شعر بها المواطن السعودي قبل غيره، لتعزيز الثقة في المستقبل السعودي لسنوات قادمة. المواطن السعودي اليوم يعلق بكثير من التأييد والارتياح والفخر على هذا الأمر، فالشفافية التي أظهرها الأمر الملكي تؤكد مدى احترام وقرب خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده لشعبهما لتوضيح الصورة كاملة أمام الجميع، فهذا الاختيار أخرص تلك الألسن التي تلوك (حول مستقبل الحكم في السعودية) بأسئلة تحاول إثارة الفتن ورسم الضبابية في عيون المتلقين بحقد دفين على هذه البلاد وأهلها. هي خطوة تحسب وتسطر (بماء من ذهب) لحقبة خادم الحرمين الشريفين - الاستثنائية - التي تم فيها تشكيل هيئة البيعة، ثم أعقبها هذا الاختيار والخطوة التاريخية، التي ستذكرها الأجيال القادمة بكل فخر، كونها أسست ورسمت لمستقبل زاهر ومستقر مع تلاطم كل هذه الأمواج من حولنا، فهي خطوة ثاقبة وبعيدة المدى، ولها تأثير سياسي واجتماعي عميق جداً لترتيب (بيت الحكم السعودي) الذي لا يهم السعوديين وحدهم، بل هو علامة استقرار للعالمين العربي والإسلامي للمكانة الكبيرة والعالية التي تحظى بها هذه البلاد عالمياً. الظروف التي يمر بها العالم اليوم تعطينا دروساً (بأهمية الركون للاستقرار والبحث عنه) والذي هو مطلب لكل الشعوب من أجل تحقيق أحلامهم وطموحاتهم في حياة آمنة هنيئة وسعيدة لهم ولأبنائهم، وأعتقد أن هذا الاختيار له مدلولات ومضامين راسخة لمنح هذه الثقة والاستقرار في مستقبل الحكم السعودي. إذا كان كل الساسة في العالم ينظرون إلى الشارع وردة فعله على كل القرارات السياسية والمصيرية التي يتم اتخاذها خصوصاً تلك التي تتعلق بقمة الهرم، فأعتقد أن ردة فعل السعوديين المرحبة والمؤيدة والمباركة على تعيين سمو الأمير مقرن بن عبدالعزيز (ولياً لولي العهد) واضحة وجلية، وهي تدل على مدى اللحمة والتأييد والمباركة التي تجمع الحاكم بالمحكوم في هذه البلاد. وعلى دروب الخير نلتقي.