كانت حكومة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- ولا تزال تزخر بالعطاء والخير في جميع مناحي الحياة في هذه البلاد الكريمة، بلاد الحرمين، المملكة العربيَّة السعوديَّة. ولا شكَّ أن التنمية لا تحقق أهدافها وغاياتها إلا بتضافر الجهود من جميع القطاعات، القطاع العام والقطاع الخاص والقطاع الثالث المتمثّل في مؤسسات المجتمع المدني، وفق السياسات العامَّة والخطط الخمسية لهذه البلاد الكريمة. ومنطقة جازان نموذج حي لهذه التنمية في جميع مجالاتها، التعليميَّة والصحيَّة والاقتصاديَّة والبشرية، والبيئية والسياحيَّة، وغير ذلك، بقيادة أمير التنمية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز، أمير منطقة جازان -حفظه الله-، وحرصًا من سموه على تحفيز الطاقات، وتكريم الإبداعات، والاحتفاء بالمبادرات، فإنَّ جائزة سموه - جائزة الأمير محمد بن ناصر للتفوق والإبداع- تتألق عامًا بعد عام؛ في جوانبها المتنوعة: الشخصيات الثقافية، والأداء المميز لكل من (المنشأة الحكوميَّة، أداء الموظف الحكومي، الممارس الصحي، رجل الأمن، الموظف التربوي، الأكاديمي، القطاع الخاص، المجتمع المدني). وفي دورتها التاسعة للعام 1435ه كان للندوة العالميَّة للشباب الإسلامي بمنطقة جازان نصيب من هذه الجائزة، حيث تَمّ اختيارها للفوز بهذه الجائزة، فرع الأداء المميز - المجتمع المدني-. وبهذه المناسبة أصالة عن نفسي ونيابة عن الزملاء في مكتب الندوة العالميَّة للشباب الإسلامي بمنطقة جازان نتقدم بالشكر الجزيل لأمير منطقة جازان -حفظه الله-، على هذه الثقة الغالية، وتشريفه للندوة بحصولها على جائزة سموه. إن الجائزة دافعة لمسيرة الندوة، ومحفزة لها على مواصلة رسالتها من خلال المشاركة الفاعلة مع مختلف القطاعات في شتَّى المجالات، وفي مجالها الأهم ألا وهو رعاية الشباب، وفق الرؤية الشاملة للقيادة الرشيدة لهذه البلاد أيدها الله. إن مكتب الندوة العالميَّة للشباب الإسلامي بمنطقة جازان قد أخذ على عاتقه الكثير من المسؤوليات في كثير من المجالات، فالندوة أنشأت مركزًا تعليميًّا وترفيهيًّا لرعاية الأيتام، ومركزًا لتأهيل وتدريب الأسر المنتجة، إضافة إلى برامج كفالة الأسر الفقيرة، والبرامج الاجتماعيَّة الموسمية، كمشروع توزيع لحوم الأضاحي وإفطار الصائمين، وزكاة الفطر، واستقبال الحجاج القادمين عن طريق منفذ الطوال ليتم تقديم الوجبات الساخنة والجافة وهدية الحاج.كما أن لمكتب الندوة بالمنطقة بحمد الله حضور ومشاركة فاعلة في جميع المناسبات الوطنيَّة التي ينظمها مجلس التنمية السياحيَّة بالمنطقة: اليوم الوطني، والمهرجان الشتوي - جازان الفل مشتَّى الكل-، ومهرجان الحريد، إضافة إلى الرعايات لمختلف المناسبات الإقليميَّة والدوليَّة عبر مؤسساتها الرسمية في المنطقة، كاليوم العالمي للدفاع المدني، وأسبوع المرور الخليجي، وغيرها من الفعاليات. وعلى مستوى البرامج الجماهيرية وانطلاقًا من رؤية الندوة - منظمة رائدة لشباب مميز- واستنادًا إلى إحدى إستراتيجياتها - التَّميز في البرامج الشبابية- فقد أولت البرامج المقدمة للمجتمع عناية خاصة من حيث اختيار الشخصيات - مقدمي البرامج- وجماهيريتهم، مع مراعاة التخصصات والخبرات؛ فعلى مدار السنوات الماضية استضافت الندوة نخبة من الشخصيات، مثل: د. عبد الرحمن السميط -رحمه الله- ود. علي حمزة العمري، ود. فهد السنيدي، ود. جاسم المطوع، وغيرهم من الشخصيات البارزة، إضافة إلى إقامة الملتقيات الربيعية لشباب مناطق المملكة، وإقامة الملتقى الثالث عشر لشباب دول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى المهرجات الإنشادية لمبدعي الإنشاد في الوطن العربي، وأخيرًا إقامة أول ماراثون شبابي في المنطقة ضمن فعاليات مهرجان جازان الشتوي لهذا العام 1435ه بشاطئ الشباب. وختامًا فإنّ حصول الندوة على هذه الجائزة تكريم وتشريف، وفي نفس الوقت مسؤولية والتزام بمواصلة النجاح والعطاء، كرسالة شريفة وواجب وطني، كما يسرُّني أن أهنئ جميع الفائزين بهذه الجائزة من قطاعات عامة وخاصة وأفراد. وإنه ليسرُّني في هذه المناسبة أن أتوجه بالشكر الجزيل لمقام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين في دعمهم لمسيرة العمل الخيري والشبابي في هذه البلاد الغالية، وإلى مقام أمير منطقة جازان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز -حفظه الله- على رعايته الدائمة لجميع برامج الندوة وعلى دعمه وتوجيهه الدائم، كما نتقدم بالشكر لمعالي الأمين العام للندوة العالميَّة للشباب الإسلامي د. صالح بن سليمان الوهيبي، وإلى سعادة المشرف العام على مكتب المنطقة الجنوبية. والشكر موصول إلى شركاء النجاح في القطاعات العامَّة والخاصَّة، وإلى الداعمين من رجال الأعمال والمحسنين، وإلى إخواني الزملاء العاملين في الندوة فهم سر النجاح والتميز، والسَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.