عد مسؤول محلي في الأنبار عن أن الأجواء في الفلوجة «لا تشجع» على عودة النازحين إليها، لاسيما في ظل استمرار قصفها و»فشل» المبادرات السلمية لحل أزمتها وتوقعهم بوجود «حرب مقبلة» فيها، عاداً أن حل أزمة الفلوجة لن يتحقق إلا بعد إجراء الانتخابات النيابية المقبلة، في حين رأت نائبة عن المحافظة أن العدد القليل من العائدين للمدينة كان «مجبراً» بسبب الأوضاع السيئة التي واجهوها في المدة الماضية وقال نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار، صالح العيساوي ل(الجزيرة)، إن «أية أرقام نهائية لا تتوافر بشأن عدد النازحين العائدين إلى الفلوجة، بسبب عدم وجود شرطة محلية أو دوائر حكومة بالمدينة»، مشيراً إلى أن «عدد العوائل العائدة إلى الفلوجة قليلاً ولا يتجاوز الخمسة بالمئة من النازحين»وأضاف العيساوي، أن «الأجواء في الفلوجة لا تشجع النازحين على العودة إليها لقناعتهم بأن هناك معركة جديدة فيها»، كاشفاً عن «فشل المبادرات السلمية لحل أزمة الفلوجة، على الرغم من المرونة التي أبدتها الحكومة في بغداد أحياناً بهاذ الشأن»، مبيناً أن «الحكومة ما تزال حريصة على عدم دخول أي جندي إلى المدينة»مشيرا إلى أن «الجهات التي تسيطر على الفلوجة لا تريد أي حل لأزمتها، ولا يهمها الأوضاع الإنسانية المأساوية أو حتى لو تهدمت المدنية، لأنهم ليسوا من أهلها»، عاداً أن «حل أزمة الفلوجة لن يتحقق إلا بعد إجراء الانتخابات النيابية المقبلة في الثلاثين من نيسان المقبل»واعتبر العيساوي، أن «مشكلة الفلوجة أصبحت انتخابية، وأن الحكومة تخشى من إمكانية فقدان شعبيتها في حال فشلها في إنهاء الوجود المسلح في المدنية، مثلما يخشى خصومها انتصارها»، وتابع أن «الناخب والمرشح والمسؤول سيتحدثون بحرية بعد الانتخابات»مقرا ب«وجود تنظيم (داعش) في الفلوجة»، متوقعاً أن «تقوم الحكومة بضرب المسلحين في الفلوجة بشدة لأنها لن تخسر شيئاً» أكثر من 1300 شخصاً»، مبينا أن الجيش انسحب من الرمادي وتمركز في أحيائها الجنوبية، برغم أن المسلحين ما يزالون يعملون على تشتيت الجهد الأمني، وإرباك الأوضاع بالمحافظة، من خلال العملية الإرهابية الأخيرة في راوة، التي اسقط فيها جسر يصل طوله إلى 7740متراً»، موضحا إلى أن راوة هي المدينة الوحيدة في الأنبار القريبة من الموصل، وحاول المسلحون عزلها بقطع ذلك الجسر لإبعاد عمليات الجزيرة عن المدينة مسافة كبيرة، بينما كانت المسافة لا تعدى السبعة كيلومترات بوجوده، إلى ذلك قالت النائبة عن الأنبار، لقاء وردي (الجزيرة )، إن «الاشتباكات ما تزال متواصلة في بعض أحياء الرمادي»، مبينة أن «الكثير من الدوائر الحكومية متوقفة بسبب خشية منتسبيها الذهاب لأعمالهم»وذكرت وردي، وهي رئيسة لجنة الهجرة والمهجرين النيابية، أن «الإحصائيات غير متوافرة بشان عدد النازحين العائدين إلى الفلوجة»، مؤكدة أن «النازحين العائدين يضطرون إلى السير لمسافات طويلة قبل الوصول لمنازلهم، بسبب قطع القوات الأمنية للطرق، ومنع السيارات من المرور ويذكر أن بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أبدت الخميس الماضي، «قلقها البالغ» من الأوضاع الإنسانية لآلاف النازحين والمهجرين المدنيين «قسراً» في العراق بعامة والأنبار بخاصة، وفي حين دعت الجميع لبذل جهود الإغاثة العاجلة، والحوار «المفتوح والصريح» مع أطراف القتال كافة ضماناً لحماية المدنيين، وتحسين الامتثال للقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان، بنحو «يمهد الطريق» لتحقيق المصالحة الوطنية .