لا أعتقد أن قارئاً سيجادلني في أن جائزة نوبل مسيسة حتى النحاع، وكان تسييسها هو السبب الرئيس لرفض بعض أصحاب المبادئ استلامها، ومن أبرزهم: الأديب، والفيلسوف الفرنسي، جون سارتر، والشاعر الروسي العظيم، وصاحب رواية دكتور زيفاغو، بوريس باسترناك، وبرنارد شو، الأديب الإنجليزي الشهير، وقد صعق كثيرون عندما فازت المفكرة اليمنية، توكل كرمان بهذه الجائزة العالمية!!، ومع أنني كتبت حينها، وحتى قبل أن تتبين حقيقة «التثوير» العربي، وقلت إن وراء فوز هذه المناضلة العظيمة ما وراءه، إلا أن الأحداث الأخيرة فضحت الجائزة، وكرمان، وكل من يقف وراءهما، وليس بالضرورة أنني أعني هنا إدارة الرئيس أوباما، والاتحاد الأوروبي!. هذه الجائزة التي كانت حلماً لأسماء عربية كبيرة، منهم من رحل، ولم يتحقق حلمه بالفوز بها، مثل الطبيب، والأديب الكبير، يوسف إدريس، ومنهم من ينتظر، كالشاعر أدونيس، تم منحها لسيدة يمنية مجهولة، لم يكن يعرفها أحدٌ، وقد ربطت حينها، بين انتماء توكل كرمان للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وهو التنظيم الذي تم تثوير بني يعرب من أجله، من قِبل الغرب الذي كان يتوق لنشر الحرية، والديمقراطية، على يد هذا التنظيم، في عالمنا البائس، وبين فوز كرمان بالجائزة، خصوصاً أن هذه المناضلة العظيمة فازت بأهم جائزة عالمية، أثناء تسويق التنظيم الدولي للإخوان لحكم العالم العربي، بديلاً لبعض الحكام العرب، إذ يبدو أن القوى العظمى تعبت من التعامل مع بعض الحكام العرب، كل على حدة، وأرادت أن تتعامل مع حاكم عربي واحد، ممثلاً بالمرشد العام للتنظيم، تماماً كما تفعل هذه القوى مع الولي الفقيه في طهران!!. توكل كرمان غاضبة هذه الأيام على خلفية سحب السفراء من دولة قطر، وهي تهدد، وتتوعد، وترغي، وتزبد رثاءً للديمقراطية المفقودة، وهي ذات الديمقراطية التي كانت سبباً لمنحها هذه الجائزة!!، وعطفاً على ذلك فإننا نتوقع أن تمنح جائزة نوبل مستقبلاً للمناضل العظيم، والبكاء، وائل غنيم، أو للدكتور سعد الدين إبراهيم، أو ربما لراشد الغنوشي، أو محمد مرسي العياط، أما على مستوى الخليج فإن من أبرز المرشحين للفوز بالجائزة هو السيد عبد الله العذبة، وربما تكون الجائزة من نصيب أحد المثقفين السعوديين الذين قد يرشحهم السيد العذبة للجنة الجائزة، ولِمَ لا، وهو قد استقطبهم، وعرفهم عن كثب، وتيقن من حرصهم على نشر الديمقراطية في الخليج!!، ولا يراودني شك بأن من ضمن أبرز المرشحين السعوديين لجائزة نوبل هم الحقوقيون، خصوصاً المتخصصين منهم في الجغرافيا، ولن أستثني أبداً بقية المناضلين، خصوصاً خلصاء الشيخ عزمي بشارة، الإسرائيلي، والعروبي في آن!!، وبما أن معظم مريدي الشيخ عزمي هم طلاب سعوديون مبتعثون على حساب بلدنا الحبيب للدراسة بالخارج!!، فإن أمر تسلمهم للجائزة، في حال الفوز بها سيكون ميسراً، والآن، عزيزي القارئ، مَنْ تُرشح للفوز بجائزة نوبل القادمة؟!!.