بداية لنتفق أن النقد الصحيح هو ذلك النقد الذي نبحث من خلاله عن الإصلاح وقول الحقيقة مهما كان نوعها. وفي نظري المتواضع أنه لا بد أن يكون حوارنا بعيداً عن التسرع والتشنج وبروح رياضية تسودها لغة التفاهم. ومن هذا المنطلق أقولها بحرقة وألم قد يشاركني في ذلك كل أبناء الليث الأبيض الأوفياء البعيدين عن الهرولة خلف سراب المجاملات و (سم طال عمرك) و(الشور شورك يا طويل العمر..) نعم، هذه الحقيقة التي لا بد من قولها، نعم إن أوضاع الليث الأبيض وبالتحديد بعد نهاية المباراة الختامية أقول إن هذه الأوضاع أثارت حالات من القلق والتوتر الشديد لدى الشبابيين؛ حيث إنهم يشعرون أن ليثهم يعيش داخل مساحة من الضياع وعدم الاستقرار. نعم، الشبابيون قلقون لقاء ما يدور داخل ناديهم من أحداث صارت حديث الوسط الرياضي. بحرقة وألم يقول الشبابيون كل الشبابيين، يقولون ماذا فعلت يا برودوم بالشباب: الشبابيون لم يكونوا يتمنون أن تكون نهاية نجوم فريقهم بهذه الطريقة التي تحمل في طياتها نوعا من المكابرة والعناد والعنجهية والانتقام. نحن نعرف تمام المعرفة أننا في عصر الاحتراف، ولكن الشيء الذي يحز في النفس أن انتقال نجوم الليث تم بطريقة غريبة هي أقرب للعناد!! نعم، يا برودوم من خلال تصرفاتك قدمت ليثنا على طبق من ذهب للخصم وجعلت منه فريسة سهلة، قدمت نجوم فريقنا للفرق الأخرى. حقاً.. شيء لا يصدقه العقل ولا المنطق، كبير الهدافين لثلاثة مواسم متتالية ينتقل لفريق سبق أن طلبت منهم الإدارة الشبابية ونحب أن تذكرك والإدارة أنه في 13-8-2011ه تحدث رئيس نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد قائلاً لن نقوي الشباب بإعطائهم اللاعب المحياني وفي 15-8-2011 أيضاً قال سامي الجابر عندما كان مديرا لفريق الهلال: لن نقوي الشباب بويلهامسون، نحن كشبابيين لا نعترض على انتقال الشمراني أو غيره من اللاعبين نحن في عصر الاحتراف. والأهم من ذلك أن مسيرة نادي الشباب بحول الله عز وجل لن تتوقف بمجرد انتقال أو تمرد هذا اللاعب أو ذاك ولن يغلق أبوابه، بل سوف يظل عملاقاً بتاريخه ورجاله وأبنائه الأوفياء، ولكن يحز في أنفسهم وهم يشاهدون نجوم فريقهم يتساقطون كأوراق الشجر.. نتيجة صراعات الخسران فيها نادي الشباب. هناك يا سادة مقولة شهيرة لمدرب منتخب إنجلترا السابق ردوني ريفي يقول فيها: إن المدرب الجيد يصنع فريقاً جيداً. كم كنا نتمنى لو أن هذا المدرب طبق هذه المقولة وخصوصاً أن نادي الشباب مقبل على خوض غمار البطولة الآسيوية خلال الاشهر القليلة المقبلة، ولكن مع الأسف الشديد حدث العكس من هذا المدرب المكابر والعنيد، وأحب أن أذكر المسؤولين عن الأندية لدينا أن المدرب مصيره الرحيل عاجلاً أم آجلاً بعد أن تمتلئ جيوبه بمئات الدولارات. أين المؤثرون من الشباب قد تختلف الأخطاء باختلاف أصحابها فربما تعظم بعظم صاحبها. وكما يقال «غلطة الشاطر بعشرة». مع الإيمان التام أن الخطأ وارد في كل شيء (كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون). إذا في اعتقادي أن قضية اللاعب ناصر الشمراني مع مدرب الفريق قد وصلت إلى الحد الذي قد يوصف بالقطيعة أو اللاعودة بين الطرفين، وما حدث لا يرضي الشبابيين الواعين ولكنهم في نفس الوقت لا يرضون أن تهضم حقوق ناديهم من قبل أي لاعب مهما كانت نجوميته وتأثيره.. ومن هذا المنطلق دعوني أقول: إن ما حدث بين اللاعب ومدرب الفريق وناديه كانت صدمة عنيفة للجماهير الشبابية؛ لأنها لم تكن تتوقع هذه النهاية لواحد من نجوم فريقها وهدافه اللاعب ناصر الشمراني، أو على الأقل السيناريو الذي أوصل القضية إلى ما هي عليه الآن من توتر شديد، خلاصة ترسبات كثيرة بين الطرفين أي المدرب برودوم واللاعب الشمراني وقد تبادر إلى ذهني كواحد من أبناء الليث الأبيض هذا السؤال: أليس في النادي من لديه قوة التأثير على ما يحدث من تناحر بين الأطراف ويغير من سيناريو هذه النهاية التي تطفو على السطح. وكم كنا نحن الشبابيين لو كان ما حدث بين المدرب واللاعب وناديه سحابة صيف وانفعالات مغلوطة يعود بعدها اللاعب إلى ناديه، وكم كنا نتمنى لو عاد الود والوفاق بين الطرفين؛ المدرب واللاعب، بدلا من أن يخسر نادي الشباب أحد نجومه علماً أن مسيرة الليث الأبيض بحول الله عز وجل لن تتوقف بمجرد انتقال أو تمرد هذا اللاعب أو ذاك. ومن باب الإنصاف يظل اللاعب ناصر الشمراني لاعباً له وزنه، صفقنا له كثيراً عندما ينثر إبداعاته عبر المستطيل الأخضر هذه الحقيقة التي دائماً تفرض نفسها. ما أجمل الوفاء من الأوفياء نعم، ما أجمل الوفاء من الأوفياء لمن يستحقه، لقد كانت بادرة طيبة تنم عن عقلية رياضية واعية وسياسة رياضية حكيمة وذلك عندما قام مجلس الجمهور بنادي الشباب بتكريم اللاعب النجم أحمد عطيف لرد الجميل لهذا اللاعب الذي قدم ولا زال يقدم مستويات مميزة ومجهودا وافرا عبر المستطيل الأخضر الكل أشاد به. حقاً، لقد ضرب مجلس جمهور نادي الشباب أكبر المثل في حسن التعامل مع أبنائه من اللاعبين وخصوصاً الذين ساهموا مساهمة فعالة في إعادة الليث الأبيض إلى منصات البطولات، يأتي في مقدمة هؤلاء اللاعبين اللاعب أحمد عطيف، ومن باب الإنصاف نستطيع أن نقول إن اللاعب المميز يعد من ألمع نجوم الكرة السعودية. ولو عدنا للوراء من باب الإنصاف نجد أن الجماهير الشبابية سبق أن أقامت أكثر من حفل كرمت فيه أكثر من لاعب شبابي، وهذا أكبر رد على من يقول إن الليث لا يملك قاعدة جماهيرية، بل العكس جماهير نادي الشباب في تنامي وزيادة. والله من وراء القصد. الرياض