بادرة حضارية , ولمسة عرفانية.. سجلها الاتحاد السعودي لكرة القدم .. ممثلاً بمسئوليته الاجتماعية التي يترأسها الخبير الرياضي الدكتور (عبد الرزاق أبو داوود).. بتكريم 100 من اللاعبين السابقين من قدامى أندية الاتحاد والأهلي والوحدة الذين خدموا الكرة السعودية ,ودعموا حركتها البنائية قبل عقود من الزمن.. واتساع دائرة هذه اللفتة النبيلة.. لتشمل أيضا قدامى أندية المنطقة الوسطى الهلال والنصر والشباب والرياض، بالإضافة للاعبين القدماء في أندية المنطقة الشرقية الاتفاق والقادسية والنهضة , (قريباً )..كما أعلن ذلك ( أبو داوود) رئيس لجنة المسئولية الاجتماعية والبيئة. «جميل جداً أن تقدَّر تضحيات (نجوم الأمس الرياضي) .. وتثمّن عطاءاتهم الخالدة , وإسهاماتهم التاريخية , بهذه المبادرة الوفائية في قالبها الحضاري.. وهم من خدموا الحركة الرياضية بالمملكة في مراحل مختلفة, ما بين مرحلة البناء والتأسيس في إطارها التنظيمي المؤسسي . وتحديداً في حقبة الثمانينيات الهجرية.. وبين مرحلة دخول الكرة السعودية.. عالم المكتسبات الذهبية , وتحقيق المنجزات الوطنية التي شهدتها فترة الثمانينيات الميلادية.. والأجمل بالطبع لو تبنّى الاتحاد السعودي لكرة القدم برئاسة الرياضي المخضرم (أحمد عيد)، فكرة إنشاء «رابطة خيرية» باسم الأمير الراحل «فيصل بن فهد» - رحمه الله - الرجل الذي بني نهضتنا الرياضية الحديثة, وصنع منجزاتها الكبيرة في فترة قياسية بفضل الله ثم بفكره الاستراتيجي, ووعيه التنظيمي , وقيمه الإدارية,وأفقه الواسع , ورؤيته الاستشرافية.. رجل كان يضع (الجانب الإنساني) من أولويات العمل الشبابي والرياضي, وظهر ذلك على حياته - يرحمه الله - من خلال تفاعله الإنساني الكبير مع حالات رياضية (جريحة) امتدت أياديه البيضاء لتلامس همومها, وتصافح قلوبها , وتمسح أحزانها, ..وهذه الرابطة تكون من أهدافها النبيلة ..رعاية نجوم الماضي ممن يعانون من قسوة المرض , وقسوة الأوضاع المعيشية.. فكم من حالة إنسانية أقعدها التعب, ولازمت سرير المعاناة, وتدثرت برداء المرض .. وباتت تحتاج إلى وقفه صادقة , ولمسة حانية تخفف عنها مرارة الحياة, ومتاعبها .. وكم من حالة تعاني من صعوبة العيش بعد أن جلست على رصيف العطالة والبطالة تبحث عن من يسد رمقها ورمق أسرتها .. وقد تكالبت عليها الأوضاع المادية وإرهاصاتها .. وباتت تعيش على بساط الفقر والفاقة..!! وربما وجود رابطة خيرية أو لجنة لرعاية أحوال اللاعبين القدماء.. ستعالج كثير من الحالات الرياضية في سياقها الإنساني, وبالتالي تحقيق الاستقرار النفسي والمادي والاجتماعي والصحي والوجداني لها, خصوصاً إن هناك حالات إنسانية فارقت الحياة .. ولم تجد من يمد يد العون لها ومساعدتها في أزمتها الصحية وهي على فراش المرض.. وانتشالها من همومها ومعاناتها.. كما حصل لنجم الرياض الدولي الراحل فهد الحمدان - رحمه الله - الذي خرج وقبل «وفاته» مناشداً ..عبر ( الجزيرة ) بزراعة كلية له بعد تأزم حالته المرضية واعتلالها .. ولم يجد - مع الأسف - إلاّ الجحود والنكران في مجتمنا الكروي..!! وحتى لا تظهر حالات مماثلة تكشف عمق أزمتنا الوفائية في نسقنا الرياضي , .. نتمنى إنشاء هذه الرابطة الخيرية في اتحاد كرة القدم ودعم صندوقها وتعزيز مواردها من الحسميات والخصومات التي تطال بعض الأندية ولاعبيها, بالإضافة إلى اقتطاع - على سبيل المثال - 2% من عقود اللاعبين المحترفين لصالح خزينتها ودعم منطلقاتها السامية وأهدافها الخيرية.. بما يخدم العمل الاجتماعي الرياضي في قالبه الإنساني, ويمكن الاستفادة من الكفاءات الإدارية المتخصصة من اللاعبين القدامى في صياغة آلية وضوابط ومنهجية هذه الرابطة الخيرية إذا رأت النور..! كالدكتور عبد الرزاق أبو داوود والدكتور صالح العميل والدكتور عبد الرحمن القحطاني والدكتور عبد العزيز المصطفى .. ومادام الشيء بالشيء يُذكر.. يحضرني هنا بادرة رئيس نادي برشلونة الإسباني المخضرم (روسيل ساندرو) الذي أسس , وبحسّه الإنساني ووعيه المجتمعي.. رابطة أو منظمة خيرية باسم النادي الكتلوني المئوي.. من أهدافها الإنسانية, ورؤيتها السامية .. رعاية أحوال اللاعبين السابقين الذين أطلق عليهم لقب ( محاربي برشلونة القدامى) وتصحيح أحوالهم المعيشية والصحية ,ودعمهم وأسرهم بما يضمن لهم حياة كريمة .. مسجلاً بتلك الخطوة الحضارية.. أروع الأهداف النبيلة في شباك القيم الوفائية.