هاتفني الخلوق جدًا «تركي آل إبراهيم» رئيس نادي الرياض- سابقًا-, وعضو شرفه الحالي الأسبوع الماضي في اتصال إنساني نبيل يأتي تفاعلًا وتجاوبًا مع مانشرته (الجزيرة) عن الأحوال المعيشية المتردية التي يمر بها نجم المدرسة الدولي السابق ناصر الدوسري الشهير بلقب «سدوس» بعد ظهوره من جديد عبر البرنامج الوثائقي (سيرة) بالقناة الرياضية السعودية, كاشفًا ساق ظروفه المادية المحزنة, وأحواله المرهقة.. كونه يعول أسرتين وثمانية أبناء, ويقبع في بيت مستأجر.. والمصيبة الأعظم أنه (عاطل) بلا عمل يسد به رمقه ورمق أسرته.. وأمام هذه الحالة الإنسانية الرياضية نقلت معاناة النجم المعتزل الشهير إلى رئيس النادي السابق, عبر هذه الزاوية, متمنيًا أن يحظى بتكريمه وإقامة مهرجان اعتزال داخلي مع أحد أندية العاصمة الجماهيرية-على سبيل المثال- يستفيد من ريعها في تصحيح أوضاعه الحالكة باعتبار أنه أي - آل إبراهيم - من أبرز الشخصيات الرياضية الداعمة للمدرسة, بعد تلقي -المهاجم الكبير- وعودًا شرفية بتكريمه, غير أن هذه الوعود مع الأسف ذهبت إلى دولاب النسيان وسكنت في صف الجحود والنكران..!! دون أن تكون هناك مبادرة وفائية, ولمسة حانية من رجالات النادي العاصمي العريق تجاه نجمهم الاستثنائي الكبير ناصر الدوسري, الذي وجد نفسه محاصرًا بأوضاع متردية وأحوال يرثى لها.. وينتظر من يعيد له توازنه المعيشي واستقراره النفسي وهدوءه الاجتماعي,. فكان اتصال وتفاعل ومبادرة (آل إبراهيم) بحسه الإنساني العميق وأصالته الوقائية وقيمه النبيلة مع حالة النجم المعتزل الشهير, وإعلانه وبعد مهاتفته العرفانية لكاتب السطور عن إنشاء صندوق خيري بنادي الرياض بدعم شخصي منه لمساعدة كل لاعبي المدرسة وبمختلف الألعاب ممن يعانون من ظروف حالكة (ماديًا وصحيًا ومعيشيًا ونفسيًا) وتحت إشرافه ومتابعته.. مؤكدًا أن الصندوق الخيري سيحظى بدعم وتمويل من رجالات النادي العاصمي الفاعلين والداعمين, بما يضمن انتعاش خزائنه وتقديم المساعدات المالية والصرف على الحالات الإنسانية لأبناء النادي المعسرين.. ومنهم النجم (ناصر سدوس) إلى جانب مساعدة أسر اللاعبين المتوفين. *مبادرة (آل إبراهيم)..الرياضية الإنسانية وتجاوبه الكريم بتفعيل ودعم الصندوق الخيري بمدرسة الوسطى تؤكد أن الرياضة جزء من الهموم الاجتماعية ولايمكن فصلها عن القضايا الأخرى.. فهو مشروع خيري ربما يكون الأول على مستوى الأندية المحلية من ناحية المبادرة والتفاعل النبيل مع حالات رياضية عاجزة -وفي اعتقادي- أنها جديرة بالتعميم خاصة في الأندية الشهيرة التي تشهد دهاليزها استثمارات كبيرة ومداخيل مالية هائلة, ولا أتصور لو قام -مثالا - نادي الهلال أوالأهلي أوالنصر أوالشباب بإنشاء صندوق خيري كمشروع إنساني رياضي حضاري.. لمساعدة أبناءهم من اللاعبين السابقين المعسرين الذين وقعوا ضحية لنظام رياضي جائر وحائر لم يشفع لهم في إيجاد أو ضمان حياة عفيفة ومستورة الحال, خصوصًا أن هناك نماذج رياضية إنسانية.. قذفت بهم ظروفهم المعيشية وأحوالهم الصحية في أحضان المعاناة وقسوة الحياة, وينتظرون من يأخذ بأيديهم, ويمسح أحزانهم, ويخفف آهاتهم بلفتة كريمة ولمسة حانية من أصحاب القيم الوفائية, والشيم العرفانية، والقلوب الكبيرة.. فمثل هذه المبادرات الخيرية من الأندية الشهيرة تحديدًا كفيلة بتفصيل وتأصيل روح التوازن بين الرياضة والعمل الإنساني, مثلما حصل مع مبادرة (آل إبراهيم) الإنسانية, فالرياضة رسالة سامية وممارسة نبيلة. وقيم أخلاقية. قبل أن تكون ميدان فوز وخسارة..!