1 - على شاطئ الخليج «الساحل الماسي» -كما سماه الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية وهو يرحب بنا في زيارتنا مؤخراً للمنطقة كي نجتمع بمجلس إدارتها- أتأمل التماع الشمس تطلع من وراء البحر.. أي شعور غامض ملتبس يغمرني! أتألم كلما تباعد البحر بسبب عمليات الردم للشواطئ!! أتخيل الكائنات البحرية المظلومة تهمس لي: لماذا تغتالون البيئة البحرية الثرية ولديكم امتداد من الأرض لآلاف الكيلومترات المربعة؟ بيني وبين البحر علاقة حميمة لا أسبر كنهها. علاقة تجذرت في إحساسات الطفولة بكنه غامض نسميه الوطن! حلمي منذ الطفولة أن يكون لي بيت أخرج منه لأمشي مباشرة في رمل شاطئ ناصع البياض مبتل بملح البحر أنقش فيه بصمات قدمي.. الانغماس في رمل الشاطئ شعور جميل يعود بي للطفولة وبيت جدة صديقتي على شاطئ البحر. ملامح وجهيهما شحبت في غضون الذاكرة المكتظة بالتفاصيل والنكهات شعور يملأني بالحنين والحب. هذا الشعور الذي يعلقنا بالناس وبغير الناس!! لماذا نحب ما يمنح المتعة، المال، والممتلكات؟ كيف نحب الأرض؟ لماذا الوطن غال؟ هل يأتي ذلك فطرياً؟.. أم نتعلمه من تعاليم آبائنا ومواقفهم؟ لماذا يرى البعض وطنهم أمة كاملة؟ ويراه بعضهم متقلصاً في حي أو حارة أو حتى أسرة واحدة؟ أكتب يوم الثاني عشر من فبراير.. وستقرأون ما أكتب يوم السادس عشر.. وأعلم أن يوم الرابع عشر من فبراير هو اليوم الذي اصطلح الغربيون على تخصيصه للتعبير عن الحب.. وأتساءل هل سيختفي الورد الأحمر من الأسواق كالعادة؟ هل سيجد العشاق ورداً أحمر وبطاقات تحمل قلوباً حمراء وحلوى على شكل قلوب؟ أتذكر شجيرة الورد العجيبة وراء النافذة في منزلي بالرياض.. لم أر مثلها من قبل!! شجيرة حقيقية براعمها ملونة بألوان متعددة؛ هذه بتلات أكمامها وردية فاتحة، وأخرى برتقالية، وثالثة حمراء. كل الألوان متعايشة على فروع شجيرة واحدة! لا أعرف كيف جعلوها تتحول من فطرة الإزهار بلون واحد إلى تعددية الألوان. شخصيا لا أحب اللون الأحمر.. أحسه لون الخطر والدموية! لا أعرف لماذا يعتبرونه اللون المناسب لورود تهديها تعبيراً عن الحب؟! أفضل باقة من الورود الجورية الهادئة اللون. قررت أن أحتفل بطريقتي الخاصة وأهدي كل قرائي باقة ورد أنيقة كما أحبها.. تتعايش فيها كل ألوان الشفق. 2 - هنا في شاطئ منتزه حديث فاخر بالزلاق -حيث ستحتفل جمعية العلاقات العامة الدولية فرع الخليج بمرور 10 سنوات منذ أسسناها- تنبثق صور مختزنة منذ الطفولة تستعيد نفس الموقع بتفاصيل أخرى: رمال بيضاء ناصعة وضحكات مجموعة من الصغيرات في رحلة مدرسية، متوهجات الوجنات مثل أفق وطني في يوم شتائي عند مغرب الشمس. على شاطئ الخليج السرمدي المحبة.. كل يوم وأنتم بحب! وومشاعر وردية.. حب حقيقي يبقى يدغدغ أحاسيسكم حتى بعد ما تختفي التفاصيل إلا من الذاكرة.