تقول هبة محمد السيد في روايتها «البحث عن دفء»: خلف نافذة مفتوحة وحيدة وقفت تُخرج الملابس المبللة من غسالة نصف مستهلكة، وتلقي بها في سلة حمراء كبيرة. صوت المذياع ينبعث من الردهة مشوشاً وكئيباً .. لا تعرف لِمَ تأنس بالمذياع أكثر من التلفاز. ربما لأنه يُشعرها بأن الزمن قد توقف عند تلك الأيام الحالمة البعيدة.. هل كانت الحياة بالفعل أجمل وقتها أم أنها الذكريات التي تضفي مذاقاً مميزاً على كل ما يمتزج بها؟ حملت السلة الثقيلة ومرت عبر الردهة إلى الشرفة.. في تلك اللحظة كان ما يشبه أغنية ثنائية بصوت طفل وامرأة تتسلل عبر السماعات.