كان دخول الأجهزة الكهربائية وبعض الأدوات المنزلية في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات الهجرية، يمثّل أداة من أدوات التغيير الاجتماعي، الذي بدا واضحاً على الأسرة السعودية من خلال تعاطيها مع منتجات التقنية، ومخرجات الثورة الاتصالية، التي ساهمت الآن في اختصار الزمان والمكان، حتى أصبحت البدايات الأولى لكثير من هذه الأدوات والأجهزة ماهي إلاّ حديث من أحاديث الذكريات التي يجهلها الأبناء ويأنس لسماعها الأجداد والآباء. وكانت السبعينيات الهجرية قد شهدت انتشاراً واسعاً لخدمة الكهرباء، وبدت المدن الكبرى في المملكة بحلتها البهية، لا سيما حين امتدت عقود الإضاءة إلى المساجد والمنازل والمرافق الحكومية، إلاّ أن حضورها في المنازل كان واضحاً من خلال تعدد مهام ربة المنزل التي أصبحت تستقبل مع بداية الثمانينيات الميلادية أفواجا من الأجهزة الكهربائية حديثة الصنع، حيث استقبلت آنذاك الثلاجة الكهربائية التي كانت ومازالت إحدى أهم الأجهزة المنزلية، خاصة وأن نساء ذلك الزمان كن يستفدن أيضاً من أكوام الثلج المتراكم في المبرد العلوي، وإن كان هذا المبرد مختلفاً عن مبردات الجيل الحالي بحكم أن قوة "الفولت" أقل بكثير مما هي عليه الآن، وربما لا تسمح هذه القوة الكهربائية بتراكم الثلج أحياناً، مما يستدعي رب المنزل أن يضطر إلى شراء قوالب ومكعبات الثلج من سوق السمك في "حي المربع"، وتحديداً في حال انقطاع التيار الكهربائي أو مع حلول شهر رمضان المبارك. طبخ «الفرن» أوقف معاناة النساء مع «الدافور» و«الكولة» و«التنور».. وماكينة «سنجر» مصدر دخل الأسرة كان فرح ربات البيوت في دخول الثلاجة إلى منازلهن لا يوصف، وعليه فقد بدت التعاملات مع هذا الثلاجة تحمل للأجيال صوراً بريئة هي آية في الطرافة وصدق اللطافة مع هذا الضيف المحبوب، حتى لقد دوت حناجر الأمهات والجدات من شاعرات ذلك الزمان بقصائد عصماء في مدح الثلاجة والثناء على أدائها وخدميتها، لا سيما وأنها كانت قد أعطت "الزير" فرصة التقاعد المبكر، حتى قال أحدهم في أبيات له يرثي بها زيره العتيق: ثلاجة عن "منة" الزير تغنيك مكانها في البيت أصبح ضروري ثلاجةٍ عن «منة» الزير تغنيك مكانها في البيت أصبح ضروري دافور وكولة كان الوجار في مجالس الرجال والتنور في المطبخ أو فناء المنزل مكان الطبيخ وإعداد الشاي والقهوة، وكم كانت النساء قبل أكثر من (50) عاماً يعانين من متاعب إيقاد "التنور" وإشعال الحطب، خاصة حين يشب "القاز" فجأة، أو ينفجر ككورة من اللهب، مخلفاً الجروح الغائرة والدماء النازفة، بل أنه كثيراً ما تسبب في حالات حرجة أدت بعضها إلى الوفاة؛ لذا كان دخول "الكولة" يُعد تقدماً لا بأس به، حيث اختصر بعض معاناة النساء اللائي كن يتجرعن مرارات التنور والطبخ بالحطب و"القاز"، وكانت معاناة النساء في المطبخ مختزلة في معظمها مع ما يسمى آنذاك "الكولة"، وعليه كان فرح إحداهن لا يوصف حين حل "القز" و"الدافور" في منازلهن، حيث اختزلن من خلاله الجهد والوقت، وبدا الحرص فقط من تسرب الغاز أو إهمال الموقد ونسيانه، كان ذلك في التسعينيات الهجرية التي حل فيها "الفرن" الذي ساعد على رفاهية الأداء، وتعدد خيارات الطبيخ، من القلي والطبخ والشواء، حتى آن للنساء حينها أن يقدمن لأبنائهن الدجاج المشوي، وصواني "المسقعة" و"الماكرونة بالبشاميل"، بل استطعن أيضاً أن يقدمن "الكفتة" و"الكباب" و"الكبة المقلية"، ناهيك عن صواني الكعك وأنواع الحلويات. تحملوا «وشوشة المذياع» لسماع الأخبار وودعوا مع «المكيف» النوم في السطوح.. و«الغسالة» ريّحتهم رسالة مذياع كان "المذياع" أول جهاز يستقبله الأهالي في الستينيات الهجرية، وكان الرجال حينها يتجمعون في مجالسهم لا ينبس أحدهم ببنت شفة، لا سيما وهم يسمعون أخبار العالم من حولهم، وأحداث الحرب العالمية الثانية، وأثرها على غلاء المعيشة، وانعكاس ذلك على تجارتهم وانقطاع الأرز، وظهور ما يسمونه "السكر الحمر"، بل كانوا يتحملون دوي هذا المذياع الذي "يوشوش" تارة ويبدو تارة أخرى أكثر "صفاوة" بصوته وصداه الذي يقرأ المذيع من خلاله أخبار "الشيوخ"، وتحركات العرب عام "النكبة" وقبل "النكسة"، وهي الفترة التي بلغ فيها المد القومي منتهاه، وضربت الدعاية الشيوعية أطنابها في بلاد العرب، وبدأت آثار الصراعات الفكرية والسياسية مهيمنة على الخطاب الإعلامي وحتى الفن التشكيلي والمسرحي. أُستبدل «المحماس» ب «المحمصة» و«مكواة الحجر» ب «الكهربائية» و«الإبريق الصياح» ب «الغلاية الحديثة» برامج الأم مع نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات الهجرية أصبح المذياع أكثر شمولية في برامجه ورسالته الإعلامية، كما أصبح انتشاره واسعاً في المنازل بل والسيارات، مما جعله صديقاً للأسرة لاسيما ربات البيوت، اللائي كن يتلقين برامجه الصباحية التي تستهدف ربة المنزل، حيث تخصص تلك الفترة البرامجية لأدوار الأم في التربية ورعاية الأطفال وإدارة البيت، وعليه كانت نساء ذلك الجيل يتذكرن جيداً برامج "البيت السعيد" و"حكاية الأطفال" و"أرضنا الطيبة"، وللأمانة فقد ساهم المذياع -في تلك الفترة- في خدمة الأم ونمو ثقافتها التربوية، وساهم في تأهيلها وتدريبها على وسائل التقنية الحديثة، كما ساهم في تعليمها بعض أمور دينها ودنياها، من خلال البرامج الدينية والاجتماعية التي تستهدف ربة المنزل في فترة الصباح والظهيرة، والتي تبدو الأم خلالها وحيدة قي منزلها إلاّ من أطفالها الصغار الذين لم يلتحقوا بالصفوف الدراسية. وسائل الاتصال: هاتف أبو هندل، ثابت، بيجر، جوال..وفي التسعينيات اشتهرت عبارة «أحد مبيجرني»! ماكينة خياطة كانت ماكينة "السنجر" التي تخيط بها أمهات ذلك الزمان ثياب وملابس أبنائهن وبناتهن، إحدى أهم الأدوات والأجهزة التي تنافس الخدمات الجليلة التي قدمتها الأجهزة الكهربائية لربة المنزل، التي كانت تحتضن ماكنة الخياطة اليدوية، والتي تدار ب"الهندل"، قبل أن تعرف النساء الماكينة الكهربائية، وعليه كان هذا النوع من الماكينات محل إجلال وتقدير من الأم التي ربما جعلت منها مصدر دخل للأسرة، التي كانت في بعض أحوالها -خاصة في القرى والهجر- تأكل وتلبس مما تنتجه الأم من مطبخها ومغزلها، والتي صوّر رسالتها الشاعر التونسي الميداني "ابن صالح" في قصيدته "قرط أمي"، حيث كانت مهنة الخياطة والغزل هي المعين بعد الله لتلك الأم، التي تعبت كثيراً كي تصرف على ابنها اليتيم، حتى وصل إلى المرحلة الجامعية التي تتطلب رسوماً باهضة للقبول، ما دعا الأم أن تضاعف جهدها وتواصل الليل بالنهار إلى أن تبيع "قرطها المذهب" التي اشترته من نتاج مغزلها، لتترك ابنها اليتيم يتحفنا بفريدة من فرائد الشعر الحديث وهو يقول واصفاً حال أمه مع المغزل: ورنت لي ودموع العين تجري خذه يا بني إنه قرطي الأخير لك يا كنزي الكبير خذه سافر ولتكن شهماً مغامر حارب الجهل وكن للفقر قاهر.. ظهور الأدوات الكهربائية زاد من تطور المجتمع رغم قلّة الإمكانات صور الشاعر الشجي في هذه القصيدة حال أمه وهي تصارع سواد ليلها وأنين مغزلها الذي ما عاد يجدي شيئاً مع ظهور ماكينة الخياطة الكهربائية. أبو هندل ما زال الآباء يحكون لأبنائهم قصصاً وحكايات تقنية الاتصال الهاتفي الذي كان قبل ما يقارب من خمسين عاماً يعد نقلةً، بل قفزة نوعية في عالم الاتصال التقني والتواصل الاجتماعي، خاصة وقد ساهم في اختصار الزمان والمكان عبر جهاز اتصالي صغير أطلق عليه الأهالي حينها "أبو هندل"، الذي كان أول جهاز يجمعك بالأصحاب وينقل لك أخبار الأهل والأحباب، بشرط توفر الجهاز في بيت المتصل والمستقبل على حد سواء، وحينها كانت الاتصالات في "أبو هندل" لا تتم إلاّ بالاتصال على موظفي الاستعلامات الذين يتصلون بدورهم بمن تطلبه ثم يتصلون بك ليربطوك بمن طلبته، كانت عملية الاتصال والاستقبال رغم صعوبتها وطول مدتها- نقلة استثنائية أسقطت عن الناس أعباء السفر ومتاعب النقل والترحال للوقوف على أخبار الأهل والأبناء، كما ساهمت في اختصار عامل الزمان والمكان، وحينها لم يكن وضع الهاتف "أبو هندل" في المنزل كغيره من الأثاث إذ طالما تصدر هذا الضيف الجديد صدر "الدوانية"، وقدم على ما سواه من الأثاث والمقتنيات حتى إن صاحب المنزل كان يفاخر به وبسرعة استجابة "البدالة" لطلبه، وإن قدر لأحدهم في تلك الفترة أن يحصل مع "أبو هندل" على "تلفزيون" ومروحة أرضية فقد حق له أن يجمع الحسن من أطرافه والمجد في أوصافه؛ ليكون مجلسه المرشح الأول للاجتماع والسهر. إعلان قبل نحو 60 عاماً عن أنواع التلفزيونات هاتف ثابت تقدم الزمان وظهر الهاتف الثابت ذو القرص المتحرك الذي يمنحك الاتصال المباشر دون المرور بموظف الاستعلامات، وقد ساهم هذا الهاتف في تعجيل العملية الاتصالية وتسارع إيقاع الإرسال والاستقبال، ما دفع الأهالي -آنذاك- أن يسارعوا لتسجيل أسمائهم وطلب تمديد الهاتف لمنازلهم، إلى أن يتقدم الزمن وتتحسن الخدمة ويتخلص المتصل من القرص الدائر الذي يتطلب أثناء الاتصال ضرورة انتظار عودة قرص الهاتف إلى مكانه مع كل رقم من أرقامه في العملية الاتصالية الواحدة؛ ليبزغ نجم هاتفٍ جديد استبدل فيه القرص الدائري بأزرة ثابتة ساهمت وبشكل كبير في تسريع العملية الاتصالية أكثر؛ لتشهد تلك المرحلة هواتف استثنائية أخرى ك"السيناو" والهاتف "السيّار"، الذي كان يشترى بغالي الأثمان. إعلان يسوق لأقدم أنواع المكيفات والمراوح الكهربائية "أحد مبيجرني"! مع بداية التسعينيات شهد العالم مولد ما اتفقوا على تسميته ب"البيجر"، حتى راح الناس يسارعون الخطى للتقديم على طلب الخدمة، كانت الطلبات على "البيجر" تنشر بقوائم الحصول على الخدمة، التي يصل "طابور" انتظارها أكثر من عامين أو أكثر، وبعد أن يحظى طالب الخدمة بالوليد الجديد يأبى إلاّ أن يبرزه من فوق جيبه الأيمن أو الأيسر ويظل طيلة اجتماعه مع الأصحاب ينتظر نغمة تغرد من جيبه؛ كي يتصل أمام الآخرين بصاحب الرقم، مردداً تلك العبارة التي طالما تغنى بها ملاّك البيجر في ذاك الزمان "أحد مبيجرني"، ومع منتصف التسعينيات استقبل العالم تقنية الهاتف الجوال الذي تسيد الكل حينها، وسحب البساط من "البيجر" وحتى الهاتف الثابت و"السيّار"؛ ليدخل العالم حضارة الهاتف اللاسلكي الذي ملأ الدنيا ضجيجاً وأشغل الناس رغم غلاء رسومه التأسيسية، وزيادة سعر الدقيقة الواحدة عن ريال ونصف الريال، الأمر الذي سمح لذلك الشاعر الفصيح أن يكبر أربعاً على "البيجر" وهو يقول: سلام على بيجر هامد تنوح على قبره اللاحد وتبكيه من حرقةٍ بالحشا بكاء اليتم على الوالد فجدد حياتك في يومها ولا تأسين على كاسد حبتك العقول بجوالها فجاء المعين بلا حاسد فأرسل "وبيجر" كما تشتهي وحقق مرادك في واحد ودع عنك من كان في مجده أنيس العجوز عصا القاعد مروحة ومكيف الأفران الحديثة ودعت استخدام الحطب في الطبخ تأخر المكيف كثيراً، فلم يلحق بركب الأجهزة الكهربائية التي سبقته كالمذياع والهاتف، إلاّ أنه حين حضر في الثمانينيات الهجرية كان محل ترحيب واهتمام بالغ من أناس يعيشون المناخ الصحراوي والقاري في بعض الأقاليم، ناهيك عن كون المكيف الصحراوي جاء بلا "فريون" يحمل قطر الندى وبل الصدى ومع انتشاره وظهور مكيفات "الفريون" أصبح النوم في سطح المنزل في حل من أمر تقاعده لدى كثير من الأسر، كما أصبحت "الكوة" وملاقيف الهواء وبطن الحوي غير ذات أهمية لدى المهندس المعماري، الذي شاهد بعينه الانتشار السريع للمكيف في المساجد والمنازل والمرافق الحكومية، إلاّ أنه يدرك جيداً وإن تقدم الزمان عن مثل هذه التقنيات المعمارية، لا ينفي الحاجة الماسة إلى المروحة الكهربائية التي سوف تحتل مكانها في سقف المنزل، والتي فرح بها أبناء السبعينيات والثمانينيات الهجرية أيما فرح، خاصة الأرضية التي أصبحت جليسهم وسميرهم في المجالس والدواوين، ينظمون بها الأشعار، ويجالسونها بالليل والنهار، ويعلقون على "حمد" الذي اشتراها "بحر ماله" وسألهم عن جدواها فقالوا له انها جميلة لولا أنها تبحث عنك منذ خرجت من مجلسنا. حرارة التنور أصعب ما يواجه ربات المنازل غسالة ومدفأة جاءت غسالة الملابس في الثمانينيات الهجرية كنصير لربة المنزل، كما هي للعزاب الذين تحملوا ثقل حديدها وكبر حجمها، بل شعرت السيدات حينها أنها اختصرت لهن عملية دعك الثياب وتنظيفها، وشاركتهن في عملية عصر الماء من الملابس، وتركت لهن مهمة تجفيف الملابس المغسولة عن طريق تعليقها على الحبل بالهواء الطلق، ومع بداية عصر الثمانينيات الميلادية أصبح تنشيف الملابس من مهام الغسالة "الأتوماتيكية" الحديثة الصنع آنذاك، وهذا النوع من الغسالات عرف بتسلمه زمام عملية تنظيف وتنشيف الملابس ذاتياً دون أي تدخل من ربة البيت، التي يتوقف دورها مع هذا النوع من الغسالات على وضع الملابس داخل الغسالة وانتشالها منها بعد فراغ عملية الغسيل والتنشيف. ربما تشابه حال المدفأة مع الفرن حيث مرت بمراحل الحطب ومن ثم "القاز"، وبعدها مدفأة الغاز، ثم إلى المدفأة الكهربائية التي انتشرت أواخر التسعينيات الهجرية، والتي لقيت قبولاً وانتشاراً واسعاً، خاصة أنها تزامنت مع الطفرة الاقتصادية في البلاد، وتوسع المنازل التي ربما تتطلب أكثر من مدفأة توزع على بعض الغرف والصالات. ماكينة الخياطة الكهربائية تحولت إلى مصدر دخل إضافي للأسرة سوق الفيديو كان "التلفاز" الذي بدأ بث برامجة الرسمية في شهر شوال من عام 1385ه مقصوراً -من حيث امتلاكه- في البداية على الأسر الغنية من سكان المدن، ومع مرور السنوات أصبحت الأسرة في بلادنا تحلق في فضاء البرامج التلفزيونية، لا سيما بعد توحيد البث بين محطتي جدة والرياض وكذلك الدمام، ناهيك عن التوسع القطري للتغطية، وكذلك لعدد المحطات ومكاتب التلفزيون في مدن ومناطق المملكة، والتي عرفت من خلالها القرى جهاز التلفاز وبرامجه التلفزيونية من بداية الثمانينيات الميلادية إلى منتصفها، حيث انتشر التلفاز في معظم المنازل والدور، وكان "التلفزيون" الملون قد دخل إلى الخدمة عام 1398ه، متزامناً مع جهاز "الفيديو" الذي بلغ ذروته في بداية الثمانينيات بأحجامه الكبيرة، بل حلت سوق الفيديو الخليجية حينها كأعلى نسبة شراء في العالم، حتى أن سهرات شباب ذلك الزمان لم تكن لتخلوا من مشاهدة أفلام "روكي" و"أميتاب" و"السيارة السوداء" و"الرجل الصاعقة". عالم جديد كان "المحماس" و"مكواة الحجر" و"الإبريق الصياح" الذي انتشر مع بداية الثمانينيات الهجرية وأصبح علامة بارزة من علامات تجهيز "معاميل" "البن" والشاي، كل هذه الأدوات أصبحت من حديث الماضي واستبدلت بالمحمصة وطاحونة القهوة، كما استبدلت "مكواة الحجر" ب"المكواة الكهربائية" وإبريق الصياح بالغلاية الحديثة، كما أكمل جهاز الفيديو سنّه التقاعدي مع انتشار أجهزة ال"DVD"، بل لقد كبر الناس عليه أربعاً منذ أن عرفوا برنامج "يوتيوب"، كما أصبح الاتصال اللاسلكي البديل الأمثل للهواتف السلكية، لا سيما وأنها تأتي عبر الهواتف المتنقلة التي لا تخلو هي أيضاً من برامجها الذكية حيث الجمع بين الهاتف و"الأنترنت" عبر أجهزة "الآيفون" و"الجالكسي"، ناهيك عن أجهزة التكييف الحديثة ممثلة بالتكييف المركزي ووحدات "السبيلت" التي تدار عبر المؤشر اللاسلكي، كما أصبحت ربة المنزل تتنقل في المطبخ بين أجهزة ال "مايكرويف" وغسالة الصحون وبرادة المياة، التي توفر الماء البارد والساخن على حد سواء، في حين يلهو الأبناء بأجهزة ال"آي باد"، ويتسمر الأب أمام أجهاز "LCD" والبلازما، لمشاهدة أخبار العالم من خلال شاشة مستطيلة تنقل له البرامج المتعددة والمختلفة، من خلال فضاء مفتوح منوع في برامجه متعدد في قنواته.