عندما نكون جادين في تربية أبنائنا، فذلك يتطلب منا معرفة الطريقة المثلى لمواجهة هذه المهمة الصعبة، والتي تتطلب منا صبراً وجهداً وعزماً؛ للوصول بإذن الله إلى ما نطمح إليه من مستوى مميز يصل إليه أبناؤنا، ونسهل عليهم التعايش مع أنفسهم أولاً، وتعايشهم مع المجتمع بكل يسر وسهولة. إن مشكلة بعض الوالدين أنه يرغب: أن يكون أبناؤه ناجحين ومميزين، ولكن -للأسف- لا يعمل السبب لوصولهم إلى هذا المستوى. عندما تريد من أولادك أن يكونوا ناجحين، فلا بد أن تتيقن أن الوصول إلى طفل ذي شخصية مستقرة، ولديه معاني التفاؤل والنجاح، لا بد أن تتوفر لديه حاجات أساسية في بداية نموه، وهي: حاجته إلى تقدير مكانته، وتشجيعه، وتعزيز الانتماء لديه في أفراد أسرته ومجتمعه، ومحاولة تأديبه وتهذيبه، فمثلاً: عندما نتعامل مع الطفل بأسلوب الرفق واللين نحقق لديه الثقة المتبادلة مع أبويه، والاطمئنان النفسي، وعندما نترك ما بأيدينا حين يتحدث الطفل لنا، ونصغي إليه، ونحاوره فنحن نرسل إليه رسالة أنه ذو قيمة لدى والديه. قل لابنك أنك تحبه، أو انظر مباشرة إليه وابتسم في وجهه، هنا تشعره بالأمن والطمأنينة. امدح منجزات طفلك، سواء أنجز أم لم ينجز، لئلا يُصاب بخيبة أمل، وتضعف ثقته في قدراته. وجه تركيزك إلى الإنجاز، وليس إلى الولد نفسه. وهنا أريد أن أطرح سؤالاً: ما التأديب الصحيح للطفل؟ يقول علماء التربية إن التأديب يرتكز على ثلاثة أسس رئيسة، وذلك من خلال ما يلي: 1- وضع حدود وضوابط لهم في كل شيء بشكل متوازن ومعتدل. 2- الابن يقلد نموذجه، يقول الشاعر: بأبه اقتدى عدي في الكرم ومن شابه أباه فما ظلم فاحرص على أن تكون القدوة الحسنة له. 3- الإيحاء الإيجابي؛ فمثلاً: تقول لابنك تفضل يا ذكي، أحسنت يا مبدع، وهكذا. وأخيراً: ثقافة تربية الأبناء ثقافة نجاح مجتمع.