سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة سلمه الله اطلعت على ما يُنشر في الجزيرة طيلة أيام الإجازة الربيعية عن المهرجانات المقامة، ومنها ما نشر يوم الثلاثاء 20 ربيع الأول بعنوان (مهرجان ربيع بريدة قيمة اقتصادية للأسر المنتجة)، ونشر أيضاً خبر بعنوان (أكبر عَلم يحلق في سماء عنيزة) في تاريخ 24 يناير. وبحكم وجودي الإعلامي وزياراتي المتعددة لتلك المهرجانات، وتفاعلاً مع ذلك، أقول: لكي أكون منصفاً، يجب أن نقول إن جميع مهرجانات القصيم حققت نجاحاً جيداً، ولكن يختلف مستوى النجاح من مهرجان إلى آخر، فمثلاً مهرجان ربيع بريدة كان رائعاً بكل ما تحتويه هذه الكلمة من معنى، وكان ذلك النجاح يقف خلفه رجال واصلوا العمل ليلاً ونهاراً، فكان النجاح حليفهم. والمتعارف عليه أن لكل نجاح عمل هناك مهندس يقف خلفه، ومهرجان بريدة مهندسه الرجل الخلوق جداً المدير التنفيذي للمهرجان عبدالعزيز المهوس. ومهرجان ربيع بريدة هذا العام اختلف عن المهرجانات الربيعة السابقة؛ إذ كان هذا العام التميز عنوانه، واستمتع جميع الحضور؛ وكان هناك تنوُّع وإبداع، كما شاهدت العمل الذي تقوم به اللجنة الإعلامية بقيادة النشط غالب السهلي، وإن وجدت بعض الملاحظات البسيطة التي لا تلغي نجاح المهرجان أبداً، كضعف شبكة خدمة الاتصالات؛ فهناك لا يمكن إجراء أي اتصال، كما أن معهد طيران القوات البرية كان يقوم بفعاليات أرى أنها خطرة، وهي الاستعراض عبر الطائرات في السوق الشعبي، وفي أحيان كثيرة تنزل طائرات الهليكوبتر التي تحلق في السماء إلى مستوى أقل، وهذا يشكّل خطراً. وبالفعل مهرجان ربيع بريدة انتهى، والاستمتاع ما زال عالقاً بالأذهان. أما المهرجان الذي أود التطرق إليه فهو مهرجان الغضا بعنيزة. هذا المهرجان أرى أنه حكاية أخرى، بل فن من فنون السياحة الداخلية؛ فهو جمرة غضا تحرق المهرجانات الربيعة الأخرى؛ إذ كان على مستوى عالٍ جداً، ويغمرنا الفخر نحن المجتمع القصيمي أن يكون لدينا مهرجان بمستوى غضا عنيزة. وهنا أقدم تحية تقدير إلى عبدالله الشمسان الذي قدم لنا فناً وهندسة في مهرجان الغضا، كما لا يفوتني أن أقدم خالص شكري إلى الإعلامي خالد الروقي رئيس اللجنة الإعلامية، الذي كان يدير المهرجان إعلامياً باحترافية عالية، والذي وقف خلف هذا المهرجان إعلامياً، ووضع بصمته؛ ما أدى إلى أن يكون الجميع في قلب الحدث من خلال تواصله مع الجميع؛ فهو شعلة نشاط تحترق من أجل الآخرين، وهو محبوب الجميع، ولا يختف عليه اثنانفمن القلب للقلب شكراً، لقد استعدتمونا. وفي الختام، وهو ما يحز في نفسي، أجد ذلك التميز في المهرجانات من حولنا ومحافظتي الجميلة ومسقط رأسي الأسياح في بيات شتوي وخالية تماماً من ذلك الإبداع، على الرغم من التصريحات الإعلامية بأن هناك مهرجاناً ربيعياً هذا العام، ولكن مع كل أسف كانت شعارات، ولم يُقَم مهرجان مكتفين بمشاهدة من حولنا.