يقول خبراء التربية إن تلبية كل احتياجات الطفل بشكل تام في (صغره) يقتل لديه الإبداع، لذا والعهدة على الخبراء يجب أن يشعر الأطفال (بالملل) بعض الوقت، حتى يبدعوا في حياتهم!. أنا مؤمن بهذه النظرية التي تستند إلى دراسات (علمية) وبتعقل، ولكن كل ما بحثت عن الإبداع في (وجوه جيلي) ممن عانوا الحرمان بكل أنواعه، وشربوا الملل حد (الثمالة)، تراجعت قليلاً!. بالطبع لا بد في نهاية المطاف من تصديق الدراسات العلمية، خصوصاً وأن الملل لدى (الجيل الحالي) ملل مكتسب، بمعنى أن الأطفال يتعلمونه من أقرانهم، رغم توفر كل (مناخات) الترفيه والتسلية، ولكن الصغير الذي بالكاد دخل المدرسة منذ أشهر يفاجئك بأنه يشعر بالملل وعلى طريقتهم الخاصة (يا أخي والله ملل وطفش) ؟!، حتى لو أنك أكبر من أبوه يقول لك (يا أخي)!. الأطفال (الجدد) مُبرمجون بحسب علماء النفس وخبراء التربية (الغربيين) لأن وقتهم مليء بالأحداث الإلكترونية، فهم يشكلون ردة فعل لكل ما يشاهدونه ويتعاطون معه من أحداث (إلكترونية) دون أن يشاركوا في صنعها فعلياً!. لذا الشعور بالملل هو في الحقيقة علاج (نافع وإيجابي) لهم، لأنه ببساطة يعيد للطفل (عقله المسلوب) تقنياً، ويساعده على استرداد الثقة في نفسه والقدرة على التفكير داخلياً بعمق، والإبداع والاكتشاف والخيال، لا يجب أن يكون وقت الطفل كله (مشغول) بأحداث مصطنعة، أو بعوامل تسلية خارجية أو تقنية، بل يجب أن يعيش الطفل الحياة الحقيقة بكل متغيراتها ويتكيف معها ليستطيع النهوض واكتشاف مقدراته المخزونة بداخله، وطريقة حياته بعيداً عن عوالمه الافتراضية التي يقضي فيها معظم ساعات يومه، حتى لو بمجرد مشاهدة أفلام الكرتون وخيالاتها الواسعة!. لا تحرموا أطفالكم، ولكن علموهم كيف يمكن أن يعيشوا الحياة!. من (النكات المتداولة) أن كل جيل يصف من جاء بعده أنه مجرد (جيل منعم، ومترف)، ولم يعش الحياة القاسية مثل من سبقوه!. وعلى دروب الخير نلتقي.