تزف الجامعات الكندية الجمعة القادمة دفعة جديدة من الخريجين السعوديين الحاصلين على الزمالة الطبية الكندية والدكتوراه، والماجستير والبكالوريوس في الطب والهندسة والحاسب والعلوم التطبيقية، حيث تعد الجامعات الكندية من أقوى جامعات العالم في تدريس الطب والهندسة والحاسب والعلوم، لأن التعليم الجامعي الكندي حكومي بنسبة90 بالمئة جامعات حكومية، و10 بالمئة جامعات أهلية، وهذا جعل من كندا دولة متقدمة وقوية في جامعاتها؛ فالحكومة تصرف وتشرف عليها و تمولها وتلبي جميع احتياجاتها الأكاديمية، وتهيئ لها المناخ العلمي للتعليم والأبحاث، لذا عندما يتخرج (1023) مبتعثا ومبتعثة سعودية فهذا يعد مكسبا للمجال الطبي والوظيفي والمهن بالمملكة. وزير التعليم العالي د. خالد العنقري، وسفير المملكة في كندا الأستاذ نايف السديري وقيادات تعليمية من الجامعات السعودية سيحضرون حفل تخريج المبتعثين ويوم المهنة لعام 2014-2013م، وهذا تأكيد على أهمية تنوع المبتعثين وجودة التعليم الكندي, ونوعية التخصصات في مجال الطب والهندسة والعلوم التطبيقية وهذا بالضبط ما تحتاجه بلادنا. كنا بالماضي من المبادرين للابتعاث في حقل الطب بالجامعات الأوروبية والأمريكية لكنها كانت بعثات شحيحة ومتقطعة، بسبب ظروف متعددة؛ حيث ربط الابتعاث بالأوضاع الاقتصادية والتغيرات السياسية التي شهدتها منطقة الخليج من حروب متعاقبة بدأت عام (90م) ولم تنته حتى الآن. لكن الملك عبدالله - حفظه الله - تجاوز تلك العقبات ورسم لبلادنا مسارات لا تتقاطع مع الأزمات الاقتصادية والسياسية الدولية ليبنى مسار الجامعات في الداخل والخارج ويخرج من بيروقراطية ابتعاث الطلاب التي كانت تمر عبر جامعات ووزارات وهيئات وإجراءات إدارية تطيل من زمن وأمد إجراءات الابتعاث، فوجه الملك عبدالله بإنشاء برنامج للابتعاث وتغذيته بالمليارات حتى وصل المبتعثون إلى أكثر من (150) ألف مبتعث ووصلت عائلاتهم إلى ربع مليون من المرافقين. وهذه أكبر رحلة دراسة وهجرة علمية عرفتها المملكة، ويتوقع أن يقفز الرقم إلى (200) ألف مبتعث موزعين على قارات العالم. في كندا التي ستشهد حفل تخريج المبتعثين ويوم المهنة لعام 2013-2014م نعتبره يوما مبهجا للمهن الطبية بالمملكة بإضافة طاقات شابة جديدة، جاءت من جامعات كندية اشتهرت في مهن الطب وعرف عنها الجدية والانضباط، كذلك ستشهد دفعة جديدة من المهندسين وتخصصات العلوم لتكون إضافة جديدة لمهن المملكة، وهذا يصب في التنوع المعرفي والثقافي الذي خططت المملكة للوصول إليه بدءا من وزارة التعليم العالي والجامعات السعودية ووزارة الصحة والمستشفيات والقطاعات الهندسية والعلمية من أجل بناء قطاعاتنا وفقا للتطور العلمي في العالم الحضاري والصناعي الأول. نتمنى لهذا الجيل من خريجي الجامعات السعودية والعالمية التوفيق، وأن يكونوا أدوات بناء خير لبلادنا محققين أحلامهم وأحلام وطنهم.