صدّقوني لست هنا لأجسد لكم روح الدعابة والمرح والمزاح والفكاهة، وإنما هذا واقع ملموس، نعم كان هذا الموجز واليكم الخبر بالتفصيل، وكان هذا الاستنتاج وإليكم النتائج بالإسهاب، فعلى الرغم من أنني إنسان عادي فلست خبيراً أو حتى باحثاً وحولي فريق من الخبراء لكي يدعموا أبحاثي وتجاربي، وإنما أنا كل ما في الأمر توصلت إلى هذه المعلومة ووجدتها واقعاً ملموساً. وإليكم هذا الموقف الذي من خلاله تجسدت ملاحظتي الآنفة الذكر، فذات مرة وفي ليلة شتوية شديدة البرودة، كنت مع أصدقائي في نزهة برية وبينما نحن في خضم تجاذب أطراف الحديث فيما بيننا، حينها أخذت أكثر من التحلي والاتصاف (بالابتسامة)!!، فسألني أحدهم بقوله: لماذا تكثر من (الابتسامة)؟ على الرغم من أننا لا نرى في حقيقة الأمر دافعاً وداعياً للتحلي بتلك الصفة. فأجبتهم بقولي لست أخفيكم سرا أنني كلما أخذت أتحلى واتصف بتلك الصفة الجميلة وهذا المبدأ الجميل أعني: (الابتسامة)!!، صدقوني بأنني كل ما فعلت ذلك كلما زادت في نفسي بل وحتى في بدني الشعور بالمزيد والمزيد من الدفء. صدقوني نعم، لأن التحلي والاتصاف (بالابتسامة) له آثاره الإيجابية وله ثمراته الطيبة، ويكفي المبتسم أنه بابتسامته تلك يتمثل قول المصطفى - صلى الله عليه وسلم - حينما قال؛ (وتبسمك في وجه أخيك صدقة)، أو كما قال عليه أفضل الصلاة والسلام، الحديث صحيح وقد رواه الخمسة. نعم جربوا بأنفسكم فحينما تشعرون بالبرد الشديد أكثروا من التحلي والاتصاف (بالابتسامة) لتجدوا الحيوية والنشاط والهمة العالية، ومن ثم انتظروا النتيجة المبهجة التي ملؤها الشعور بالمزيد من الدفء! دفء البدن ودفء المشاعر الجميلة التي ملؤها المحبة والصفاء والوئام.