لا شك ان لغة الضاد باقية كبقاء الأرض والسماء فالله سبحانه وتعالى قال في كتابه المقدس: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (9) سورة الحجر. وكون القرآن الكريم نزل باللغة العربية والحفاظ على النص المقدس بذكر الله هو حفاظ على اللغة العربية الذي نزل بها ونحن الآن نمر باليوم العالمي للغة العربية فإننا وبلاشك حين نحتفي بها كلغة ليس لكي نحافظ عليها فالله سبحانه تكفل بها، وان احتفالنا بها هو من باب الاحتفاء والافتخار كون لغتنا العربية هي لغة القرآن، فهي جامعة الأمة وآصرة الملة وليس من باب المبالغة حين نقول ان لغة الضاد هي أفضل اللغات على مر العصور؛ لكونها تزدان باختزال المعاني بين كلماتها ودقة البيان والثراء بالمفردات والتركيب والمفاهيم وسلاسة أحرفها، فالتشكيل بها له نغم فهو أشبه بنوتة للفظ وضبط للصوت مما يجعل إلقاءها إيقاعاً يهيم بمسامع السامعين ليغدو نقشا باقيا في ذواكرنا كقصيدة أنشودة المطر والشكل بالتشكيل يكون مغايراً عن لغات العالم فهو ألهم الخطاطين ليبدعوا لوحاتهم بتناغم نوتة موسيقية. الخطاطون ومخطوطاتهم أتوا من الزمن الموغل في الأرض، يصعدون بنا إلى السماء بخطوطهم عموديًا، ثم يهبطون بنا أفقيًا، يتركوننا هناك بالحد الفاصل بين الأرض والسماء، هناك خلف الأفق يتركوننا مذهولين منبهرين بلوحاتهم وأفكارهم، يجسدون الأرض على شكل حرف، ويقدسون السماء بروح آية، وكأنهم بأبطال رواية لم تكتب بعد، وأستشهد بمقولة الفنان العالمي بيكاسو حين قال: (إن أعظم ما أردت تحقيقه كفنان وجدت بأن الخط العربي قد سبقني إليه منذ زمن، وهنا لا أود أن أتوقف عن جماليات الخط العربي وأقسامه المتعددة وتكرار حروفه بفنه اللا متناهي). ولكنني سوف اطرق بكلماتي بسؤال يطرق به أبواب جمعية الخطاطين السعوديين أين انتم من هذا الاحتفاء بملهمك الحرف؟ ألستم انتم أبناء الحرف قبل ان تكونوا أبناء الجمعية؟ أين وفاؤكم لمعشوقتكم لغة الضاد؟ أليس لها حق عليكم لتردوا شيئا من العرفان؟ لكون إلهامكم يختزل بين مفرداتها، ام أنكم بحال من السُبات وان المسألة لديكم رأسمالية بحتة، وليس إيمانا بهذا الفن. لا أود أن أقول هنا للأسف إنكم خذلتمونا. ولكنني قلتها..!