مثلما أشرتُ الأسبوع الماضي عبر هذه المقالة إلى أن بطولة الدوري ستقترب كثيراً من فريق النصر إن تجاوز عقبة الأهلي الكبيرة؛ إذ إن لقاءاته القادمة، وإلى ما قبل مواجهته المرتقبة مع منافسة اللدود (الهلال)، ستكون سهلة نسبياً؛ ما سيمكنه من إضافة جميع نقاط لقاءاته، فيما ستكون مواجهات الهلال أكثر قوة؛ ما قد يوسع الفارق بينهما. وقد باتت الأمور أكثر تعقيداً بالنسبة لفريق الهلال بالرغم من فوزه الكبير في لقاء السبت الماضي على فريق الاتفاق؛ إذ ينتظره قريباً مواجهات قوية أمام الاتحاد والأهلي والشباب؛ ما يزيد من احتمالية زيادة الفارق النقطي بين الغريمين، وهذا بالطبع - إن حدث - سيخفف الضغط على فريق النصر في لقائه مع الهلال في الجولة الثالثة والعشرين. وبغض النظر عن تحقيق الهلال بطولة هذا الدوري من عدمه، وإن كانت الفرصة ما زالت مواتية رغم تضاؤل الأمل بعد كل فوز نصراوي جديد، إلا أن ثمة أمراً يجب ألا يُغفل، ويجب أن يحسب لهذا النادي العملاق ومسيريه، وعلى مدى سنوات طويلة مضت ولا يزال، هو أن هذا النادي الزعيم محلياً وآسيوياً لا يزال هو القاسم المشترك الأعظم في المنافسة على معظم البطولات المحلية؛ إذ هو الطرف الثابت، والبقية متحركون؛ ففي الموسم الحالي هو المنافس الشرس لمتصدر الدوري الحالي، وفي الموسم الماضي كان المنافس الأبرز والأقوى لفريق الفتح الذي انتزع بطولة الدوري، وهكذا حتى في معظم المواسم السابقة. ومما يميزه أيضاً أنه لا يكتفي بالمنافسة فقط، فإن خسر الدوري فلا بد له من تحقيق بطولة أخرى تروي عطش جماهيره التي لم ولن تُروى من البطولات رغم تجاوزها حاجز الخمسين، حتى بات الرقم الصعب في البطولات المحلية والخارجية، وهذا حال الزعيم.. ولهذا لُقّب بالزعيم، ومع ذلك لا يزال عشاقه وجماهيره يريدون المزيد، ولا يرضون بأن يخرج فريقهم خالي الوفاض من أي موسم كروي. وعلى الرغم من هذا الحضور المشرف والدائم للهلال في ساحات البطولات إلا أن لسان حال المشجّع الهلالي يردد وبتواضع جم: «نعم زعيم.. بس لا تخاصمني..!». وماذا بعد اعتراف أحمد عيد؟!! حينما يمنح رئيس اتحاد كرة القدم أحمد عيد ما بين 6.5 و7 درجات من 10 كنسبة نجاح للتحكيم المحلي، فإن هذا دون أدنى شك يُعتبر اعترافاً بفشلهم، وأن الأمر أصبح يتطلب تدخلاً فورياً لتحسين هذا الوضع المزري الذي بات عليه مستوى التحكيم، بل أصبح انتشال التحكيم من هذه الحال المتردية مطلباً ضرورياً وملحًّا للغاية؛ فالحكم بمنزلة القاضي، لا يُقبل منه الخطأ أو الفشل أو الإخفاق؛ لأن ذلك سيخل بميزان العدالة فيقع الظلم، وهنا مربط الفرس، فالظلم ظلمات والعياذ بالله. وفي الوقت الذي أحيّي فيه هذا الاعتراف وهذه الشفافية من أحمد عيد؛ إذ لم نعهد مثل هذا الوضوح وهذه الصراحة من قبل، فإننا ننتظر من أبي رضا تحركاً فورياً وعاجلاً، يكفل تدارك هذا الوضع المتردي لمستوى التحكيم الذي هو جزء مهم للغاية من منظومة كرة القدم، فإن أخفق وتردَّى فالعواقب سلبية للغاية، وستعيق أية خطط أو تطلعات نحو التطوير ونحو النجاح، بل إن ذلك من معوقات النجاح وسبب بالغ الأثر في الفشل. إن من أسوأ ما أراه في لجان التحكيم، سواء الحالية أو السابقة، هو دفاعها المستميت عن الحكام؛ ولهذا السبب يأتي الإخفاق، وسيستمر طالما الحكم يعلم أن وراءه من يدافع عنه، ويجعل أخطاءه جزءاً من اللعبة حتى وإن كانت أخطاء جسيمة، بالغة الأثر. ولو أدرك أي حكم أنه سيحاسَب، ولن تغفر له زلاته وأخطاؤه، لكان أكثر حرصاً على النجاح وعدم التردد باتخاذ القرار المناسب. لقد نصح الكثيرون من حكام دوليين سابقين وإعلاميين ومسؤولي أندية.. لقد نصحوا رئيس لجنة الحكام عمر المهنا بأن يوسع دائرة الاستعانة بالحكام الأجانب؛ ليخفف الضغط عن حكامه؛ لعل ذلك يسهم في تحسين حال التحكيم، لكنه لم يصغ لهذه النصائح، ويبدو أنه يستمع جيداً ويأخذ بآراء من هم حوله باللجنة الرئيسية، وربما آخرين غيرهم، وقد يكون لبعض هؤلاء مآرب أخرى (!!!) تتنافى مع الصالح العام. وطالما الأمر كذلك بالنسبة لرئيس لجنة الحكام الرئيسية، وطالما أيضاً أن رئيس اتحاد كرة القدم اعترف بنفسه بوجود خلل كبير في مستوى التحكيم، إذاً فعلى رئيس الاتحاد أن يتدخل بصفته المسؤول الأول عن نشاط كرة القدم، وألا يقبل بهذا (الحال المايل)، ومن المؤكد أنه حريص جداً على التصحيح وتعديل مسار التحكيم، ولو كنتُ مكانه لما ترددت في تشكيل لجنة حكام رئيسية جديدة، يرأسها خبير دولي غير سعودي، كما فعلت بعض الدول، ومن بينها دولة قطر الشقيقة.. وقد آتت أكلها هذه الخطوة، وشهدت تطويراً حقيقياً لمستوى التحكيم، وأبرزت العديد من الحكام المتميزين، ويكفي أن مثل هذه الخطوة لن تجعل لجنة الحكام محسوبة لا على هذا النادي، ولا على ذاك..! واأسفاه على التعليم مع أبو طبيع!! منذ أن سمحت وزارة التربية والتعليم بوضع اسم ذلك اللاعب في أحد مناهجها التعليمية في وقت سابق والتعصب المقيت يدق أطنابه داخل مدارسها. وهل نتوقع غير ذلك (إذا كان رب البيت للدف ضارباً..؟!). لذا لا غرابة، ولن نلوم أيضاً مدير تلك المدرسة، حينما استضاف الأسبوع الماضي من يشاركه الميول والفكر.. (المحاضر الجهبذ).. أحد رموز هذا التعصب، وهو المطرود من سلك التحكيم؛ ليلقي محاضرة عن التعصب. والمصيبة أنه جاء لينهى عن خلقٍ وقد أتى بمثله في المحاضرة نفسها؛ لأن (أبو طبيع ما يخلي طبعه)..! فواأسفاه على التعليم إن استمرت هذه الحال..!!! على عَجَل o مدينة جدة غرقت في السيول، ونادي الاتحاد غرق في الديون، فمن المتسبب..؟!! o حينما ينسحب نادٍ كالاتحاد من مباراة للكرة الطائرة، وهو النادي العريق والمنافس بهذه اللعبة، فلا شك أن الأمور في العميد قد بلغت من السوء ما لا يُحتمل..! o غاب الياسو عن دفاع فريق العروبة، وحضر بدلاً منه فواز فلاتة، وظل الدفاع العرباوي صامداً قوياً بفضل من الله ثم بفضل المدافع المتألق علي الخيبري الذي لم ينل حقه الإعلامي. o التعصب الرياضي ليس المقصود به حبك وعشقك لناديك، كلا.. التعصب يكون حينما تسيء للآخرين، أو أن تقلل من شأنهم بطريقة خاطئة ومرفوضة.