يُقال إن رجلاً أعطى خادمه (جرة) ليملأها بالماء وحذَّره قائلاً: إياك أن تكسر (الجرة)، ثم صفعه على وجهه، فقال له الناس: ما بالك تحذِّره ثم تعاقبه قبل أن تنكسر الجرة؟! فقال من كان يظن نفسه حكيماً: فعلت هذا كي يعرف عقاب (كسر الجرة) ليحرص عليها ولا تنكسر! لا أعرف حقيقة ربط (الجرة) أو القنينة بالمستقبل في كثير الأمثال، رغم أنها مصنوعة من أقدم المواد التي عرفها الإنسان، حيث تتشاءم بعض المجتمعات من (كسر الجرة) المملوءة بالماء وتعتقد أن ذلك (فال سيئ) للمستقبل، بينما يحرص آخرون في مثل هذا اليوم تحديداً - 31 ديسمبر - على (كسر الجرار) تعبيراً وتقليداً للتخلص من الأيام السوداء في (العام المنصرم)؟! التقليد الأخير هو اعتقاد (اعتقاد شيطاني) مستوحى من أفكار قديمة يقوم بها أهل القرى بعد أن يغادرهم ضيف مزعج، ويريدون أن لا يعود مرة أخرى، فيقومون إلى (جرارهم) ويكسرونها - بكل حماقة- فيخسرون، بعدما يعود الضيف من جديد! هناك أناس كثر (يفعلون ذات الحماقة) في نهاية كل عام، يدفعون قيمة (جرارهم) دون أن يكسروها ؟! انظر إلى الفضائيات العربية في هذا المساء لتعرف (أي جهل) أصاب مثقفي الأمة قبل عامتها؟! بدفع الدولارات لسماع (خزعبلات ( الدجالين)؟! ساعات ويطل علينا العام الجديد 2014 م بعد سنة (كبيسة) مليئة بالأحداث، فاتحاً ذراعيه لكل متفائل وعامل ومؤمن بالله و- بقضائه وقدره- وصادق وجاد في حياته وطموحه، رغم كل التحديات والتحذيرات التي يطلقها (دجالو العصر) من صعوبات أمنية واقتصادية تجعل المستقبل العربي (غامضاً) ومسوداً! إذا كان (ثمة تقليد) يجوز أن أقوم به مع رحيل العام؟! فحتماً سيكون (كسر التلفزيون) لعل مثل هؤلاء الضيوف لا يعودون إليه مرة أخرى؟! وعلى دروب الخير نلتقي.