إن شرف الإنسان وقيمته ومكانته قائم بحسن أخلاقه وسمو مداركه أكثر منه بتعدّد علومه وكثرة ثقافته واهتماماته المادية وإن دماثة الخلق وعلو الهمة والتضحية والحب والإيثار وصنع الخير وغير ذلك من الصفات التي تقابل بجميل الثناء فهي تزيد صاحبها توهجاً وإخلاصاً وإن لحسن الخلق فضائل متعددة ومناقب ومزايا ومفاخر عظيمة؛ فهو أصل الفضائل والمكارم دليل على المشاعر الكريمة الرحيمة المملوءة بالخير والإشراق والسمو النفسي والروحي والأخلاق الكريمة التي يجب أن تسود بين الأفراد وهي التي دعت إليها تعاليم الإسلام. فالقرآن الكريم والسنّة النبوية يفيضان بالحث على مكارم الأخلاق والدعوة إلى ذلك ويدعوان إلى الفضائل والمثل السامية والآداب الرفيعة وينهيان عن المساوئ وتجنب الرذائل وسيئ الصفات. ويروى عن عبدالله بن عمرو بن العاص قوله: «أربع خلال إن أعطيتهن فلا يضرك ما عدل به عنك من الدنيا حسن الخلق وعفاف طعمة وصدق حديث وحفظ أمانة» وفي الحديث «أول ما يوضع في الميزان حسن الخلق» وقيل إن حسن الخلق وحسن الجوار يعمران الديار ويزيدان في الأعمار. وقال عبدالله بن عمرو بن العاص ثلاثة من قريش أحسنها أخلاقًا وأصبحها وجوهاً وأشدها حياءً إن حدثوك لم يكذبوك وإن حدثتهم بحق أو باطل لم يكذبوك: أبوبكر الصديق وأبوعبيدة بن الجراح وعثمان بن عفان رضي الله عنهم، فلنحرص على حسن الخلق قولاً وعملاً وسلوكاً ومنهجاً وأن نبتعد عن كل ما يتنافى مع ذلك ولقد قيل: صلاح أمرك للأخلاق مرجعه فقوّم النفس بالأخلاق تستقم فالأخلاق الفاضلة ترفع شأن صاحبها وتعلي شأنه وتكسبه هيبة ومودة وهي من الآداب التي ينبغي أن يتحلّى بها الإنسان ولنحرص على مكارم الأخلاق فالأمم بأخلاقها وروحها وطموحها تحقق أسمى الغايات.