(القيمة) تشكل عنصرا مهما في حياة الإنسان، فهي التي تشكل سلوكه وتجعله يعيش بين الناس وفق مبادئ ومثل تجد ترحيبا من الناس. ومن هذه القيم قيمة الحياء. لكن من المؤلم أننا أصبحنا نلمس غيابا لها عند فئة من الشباب كما أنها شبه مفقودة عند الصغار أو أنهم لا يعرفونها بدليل ما نلحظه من تسابق الصغار لمجالس الكبار في المناسبات العامة، وغياب احترام وتقدير الكبار، وكأنهم لا يعرفون من سلوكيات الأدب شيئا أو كأنهم يدفعون من قبل آبائهم بمنطق (خلك رجال). وهذا يعني ألا تفكر إلا في نفسك، وهذه هي (الجرأة الوقحة) وهي صورة للسلوك الوقح.. ولا تمثل تلك الجرأة أو الشجاعة الأدبية المرغوبة ومنها تلك التي دفعت بغلام ألا يغادر الطريق ويهرب عندما شاهد سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قادما نحوهم كما فعل بقية أقرانه. وقال في أدب لأمير المؤمنين عندما سأله لماذا لم تهرب كما أصحابك: يا أمير المؤمنين لم أفعل شيئا فأخافك، وليست الطريق ضيقة فأوسع لك. ليت الآباء يهتمون بتعليم أبنائهم كيف يحترمون الناس وينزلونهم منازلهم ليكسبوهم ويعدوهم للمستقبل وهم متسلحون بالقيم، فلقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها لكنهم أهملوهم فأصبحنا في مواجهة جيل (يخوف). ورحم الله شوقي عندما قال: صلاح أمرك للأخلاق مرجعه فقوم النفس بالأخلاق ِتستقم