فاصلة: (الضربة التي لا تميتني تقويني) - ألبير كامو - قالت لي يارا الصغيرة ذات الثماني سنوات» لدي اختبار لكني لا أعرف كيف أذاكر» سألتها لماذا لا تعرفين فقالت لأني لا أعرف. فتوقعت من إجابتها المتوترة أن في المدرسة هناك من ردد على مسمعها أنها لن تنجح في الاختبار، ربما المعلمة.. ربما زميلاتها.. ربما حدث موقف ما جعلها تختزن هذه المعلومة عن قدراتها فصدقتها. قبل أن نبدأ بالمذاكرة كنت أدرك أن على الصغيرة أن تتخلص من مشاعر الإحباط وعليها أن تعيد ثقتها بقدراتها وإلا لن تفهم شيئا مما أقوله لها من معلومات. بدأت أذكرها بإنجازاتها وتفوقها مواقف سابقة حصلت فيها على شهادات التفوق ثم بدأنا بالمذاكرة. لشدة قلق يارا أيقظتني الساعة الثالثة فجرا لتسألني :»ماما هل ذاكرت أنا للاختبار»؟ حضنتها وقلت لها «نعم وسنراجع ما ذاكرناه قبل الذهاب للمدرسة». وفي الصباح كانت قلقة قرأنا سويا الدروس ثم طلبت منها إغلاق الكتاب وأن تتخيل أنها في القاعة وأنها تشعر بالسعادة لأنها أدت الاختبار كما يجب. هذا المشهد يتكرر كثيرا في كل منزل فيه أطفال أو حتى كبار فالقلق الذي يصاحب الاختبار نحن زرعناه في عقول أبنائنا وساعدت وسائل الإعلام على تصوير موسم الامتحانات بالشبح المرعب. إنما رحمة بالصغار وعقولهم البريئة دعونا نجعلهم يستمتعون بالعلم وبالمدرسة وحياتهم فيها. وقبل أن يكون مهما لدينا نتائج اختبارات أبنائنا في عامهم الدراسي علينا ألا نهدم تقديرهم لذاتهم إذا ما خافوا أو توقعوا الفشل، فالإحباط أن تمكن منهم انسحب على حياتهم بأكملها بينما يظل الفشل تجربة من الممكن أن نجعل منها بداية النجاح.