رداً على تصاريحات هيئة جسر الملك فهد، وما أكثرها وما أكثر «الوعود» لإصلاح الخلل «المزمن»، مما يعانيه المسافر إلى البحرين أو العائد منها من انتظار ساعات طويلة مُملة محبطة، وحتى الآن لا علاج لهذه المشكلة «الدائمة» والمعاناة المستمرة للعابرين لهذا الجسر «التُّحفة»..! أعود إلى «زُبدة» ولب الموضوع، والحديث عن هذا المعلَم الحُلم والذي تحوَّل إلى «كابوس» للمسافرين إلى البحرين أو العائدين منها..! لقد عبرت هذا الجسر قبل سنوات، وقيض لي أن أعبره في شهر نوفمبر الماضي لحضور حفل زواج هناك لأحد الأصدقاء في البحرين، لكني وجدت «الوضع» الحالي في الجسر أسوأ مما كان عليه في الماضي! كنا قبل سنوات نمكث في الجسر «ساعتين» أو تزيد قليلاً وكنا نتذمر، أما اليوم فعلى «المسافرين» البقاء أكثر من أربع إلى ست ساعات لكي تنتهي إجراءات سفرهم والأمر كذلك في العودة! إنها معاناة كبيرة يتعرض لها العُزاب والعوائل جراء (التعقيدات) والإجراءات الطويلة من رجال المرور والجوازات والجمارك! أجزم أن السفر إلى أوروبا، وهي التي تبعد آلاف الكيلومترات عن المملكة في رحلة جوية مريحة «أرحم» مليون مرة من رحلة (برية بحرية) إلى البحرين لا تبعد عن حدودنا إلا 25 كيلاً، يقطعها «الراجل» على قدميه في أربع ساعات بينما ينتظر صاحب السيارة التي تسابق «الريح» أكثر منها فوق هذا الجسر. إنني رأيت بأم عيني «طوابير» تمتد إلى أكثر من كيلومتر، ورأيت أرتالاً من السيارات وحشداً من البشر ينتظرون «الفرج» وتسهيل مرورهم وعدم انتظارهم ساعات طويلة، لكنهم «يصدمون» بالإجراءات وعدم «المبالاة» من العاملين في هذا الجسر من مرور وجوازات وجمارك، وبخاصة من الجانب السعودي في رحلة الذهاب والعودة من وإلى البحرين!! لقد شاهدت بطئاً شديداً من العاملين في كبائن الجوازات لإنهاء الإجراءات، رغم أن معظم المسافرين يستخدمون بطاقة الأحوال لا «الجواز»، ومع ذلك لم تشفع لهم هذه البطاقة بسهولة المرور، بينما وجدت في الجانب الآخر من الجسر «مرونة وسهولة» وإجراءات سريعة من رجال الجوازات والجمارك البحرينيين لا تستغرق إلا دقائق، ولا أبالغ إذا قلت إنها لا تتجاوز ثواني معدودة! أسأل نفسي، وغيري يسأل إذا كانت إجراءات الجوازات والجمارك واحدة، ولا يفصل عن الجانبين إلا «50 متراً»، فكيف تكون سريعة ومرنة في الجانب البحريني، حيث لا طوابير ولا تكدس للسيارات، بينما العكس هو الصحيح من الجانب السعودي، حيث الخمول والرتابة وتأخير الناس بلا داع والإصرار على بقائهم في (رطوبة) البحر ساعات طويلة!! كنت أعتقد أن «إصلاحاً» سيحدث في هذا الجسر، وأن «تحديثاً» سيطاله ولكن للأسف زادت المعاناة عن السابق وكأن الذين يعملون فيه أو الإدارة المشرفة عليه لا تسمع نداءات الناس والمشاكل التي يتعرضون لها ولم تفكر مجرد تفكير في حل هذه المعضلة المزمنة والمعاناة الدائمة والهدف الذي أُنشئ من أجله هذا الجسر! شخصياً، وما تعرضت له في هذا الجسر من انتظار زاد على أربع ساعات، حيث دخلته بسيارتي الساعة 12.30 ظهراً في أحد أيام الشهر الميلادي الماضي، ولم أدخل إلى البحرين إلا الساعة 4.30 عصراً، فإني أنصح المسافرين إلى البحرين سواء للعمل أو السياحة أو الزيارة وبخاصة «أهل الرياض» أن يختاروا «الطائرة» بدل السفر عن طريق البر بالسيارة لأسباب عديدة منها: أولاً: ما ذكرته آنفاً من الإجراءات والتعقيدات والانتظار الطويل الذي سوف يواجههم في الجسر والملل والرطوبة التي سوف تخنقهم! ثانياً: أربع ساعات من الرياض إلى الخبر ومثلها أو تزيد إلى البحرين من خلال الجسر، وهذا معناه ضياع يوم كامل من حياتهم..! ثالثاً: رحلة الطائرة من الرياض إلى البحرين لا تستغرق أكثر من 60 دقيقة أو أقل من ساعة، وإن كنتم تعتقدون أنكم سوف توفرون قيمة تذاكر الطائرة من خلال السفر بالسيارة، فإن الفرق ستدفعونه للسيد «ساهر» الذي تتربص كاميراته بكم طوال الطريق من الرياض إلى الخبر وستدفعون ضعف قيمة التذاكر.. أحد الأصدقاء دفع 3000 ريال في سفره من الرياض إلى الدمام عبر «البر» بسبب أن سرعته تزيد كيلو واحداً أو اثنين عن السرعة المقررة 120كم في الساعة، وهي السرعة التي تسير بها معظم السيارات في شوارع المدن وبخاصة السريعة منها!. إني أنتظر ردة فعل من المسؤولين والعاملين من رجالات الجوازات أو الجمارك أو المرور بإصلاح الوضع في جسر الملك فهد سريعاً وإلغاء (البيروقراطية) حتى تتم (الاستفادة) منه وكي لا يكون جسراً وجوده مثل عدمه.. والله المستعان.