أعلن رئيس أركان الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس العمل على «توحيد صفوف» المقاتلين المعارضين لنظام الرئيس بشار الأسد، في وقت يشهد فيه الميدان تراجع حضور هذا الجيش مقابل تصاعد نفوذ المجموعات الإسلامية والجهاديين بعد نحو أسبوعين من سيطرة مقاتلين إسلاميين على مخازن أسلحة تابعة لمقاتليه قرب الحدود التركية. وقال إدريس في تسجيل مصوّر بُث أمس الجمعة: «إن رئاسة الأركان للقوى العسكرية والثورية تؤكد للجميع أنها تعمل على متابعة تأمين الإمداد العسكري والإغاثي للمقاتلين، وعلى درء الفتن وتوحيد الصفوف واستيعاب المقاتلين كافة على الأرض المؤمنين بأهداف ثورة الشعب السوري». وتوجه إلى القادة العسكريين والثوريين كافة، مطالبهم بالتوحد صفاً واحداً في مواجهة الظلم والطغيان، قائلاً إننا نبادر ونمد يدنا للجميع، ونعتبر المقاتلين الثوار كافة في وجه نظام بشار الأسد المجرم إخوتنا وأبناءنا. وتأتي هذه التصريحات بعد نحو أسبوعين من سيطرة «الجبهة الإسلامية» التي شُكلت حديثاً من مجموعات إسلامية بارزة على مخازن أسلحة تابعة لهيئة الأركان، على مقربة من الحدود التركية في السابع من كانون الأول/ ديسمبر. وتشكَّلت الجبهة في 22 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي في أكبر تجمع لقوى إسلامية بهدف إسقاط الرئيس الأسد وبناء دولة إسلامية. ومن أبرز هذه المجموعات لواء التوحيد وجيش الإسلام وحركة أحرار الشام. وعد تشكيل الجبهة نكسة للجيش الحر الذي كان يشكل مظلة لغالبية مقاتلي المعارضة، ولاسيما أنه أدى إلى حرمانه من مجموعتين أساسيتين، هما لواء التوحيد الناشط في محافظة حلب، وجيش الإسلام الذي يقاتل خصوصاً في ريف دمشق. وأدت سيطرة الجبهة على المخازن إلى تعليق واشنطن ولندن مساعداتهما غير الفتاكة للشمال السوري إلى المجموعات المصنفة معتدلة؛ وذلك خشية وقوعها في يد الجماعات المتطرفة. من جهة ثانية، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الطيران المروحي قصف بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدات الحاضر وماير وبيانون في محافظة حلب شمال سوريا. وذكر المرصد في بيان أمس الجمعة أن «القصف أدى إلى سقوط جرحى». وقال المرصد إن القوات النظامية قصفت مناطق في قرية «ابديتا» بجبل الزاوية بمدينة إدلب شمال سوريا؛ ما أدى لأضرار مادية. وأضاف بأن مناطق في قرية «بئر عجم» بمحافظة القنيطرة تعرضت لقصف من قِبل القوات النظامية؛ ما أدى لسقوط جرحى. وأوضح أن القوات النظامية نفَّذت حملة دهم وتفتيش للمنازل في منطقة الموازيني بالعاصمة دمشق، ولم ترد معلومات عن اعتقالات.