أعلن رئيس أركان «الجيش السوري الحر» اللواء سليم إدريس، العمل على «توحيد صفوف» المقاتلين المعارضين لنظام الرئيس بشار الأسد، في وقت شهد الميدان تراجعاً في حضور هذا الجيش مقابل تصاعد نفوذ المجموعات الإسلامية والجهاديين بعد حوالى أسبوعين من سيطرة مقاتلين إسلاميين على مخازن أسلحة تابعة لمقاتليه قرب الحدود التركية. وقال إدريس في تسجيل مصور بُث أمس: «إن رئاسة الأركان للقوى العسكرية والثورية تؤكد للجميع أنها تعمل على متابعة تأمين الإمداد العسكري والإغاثي للمقاتلين، وعلى درء الفتن وتوحيد الصفوف واستيعاب المقاتلين كافة على الأرض، المؤمنين بأهداف ثورة الشعب السوري». وتوجه إلى «القادة كافة عسكريين وثوريين، طالباً منهم التوحد صفاً واحداً في مواجهة الظلم والطغيان»، قائلاً: «إننا نبادر ونمد يدنا إلى الجميع، نعتبر المقاتلين الثوار كافة في وجه نظام بشار المجرم إخوتنا وأبناءنا». وتأتي هذه التصريحات بعد حوالى أسبوعين من سيطرة «الجبهة الإسلامية» التي شكلت حديثاً من مجموعات إسلامية بارزة، على مخازن أسلحة تابعة لهيئة الأركان على مقربة من الحدود التركية في السابع من الشهر الجاري. وتشكلت «الجبهة» في 22 الشهر الماضي في أكبر تجمع لقوى إسلامية يهدف إلى إسقاط الرئيس الأسد وبناء دولة إسلامية. ومن أبرز هذه المجموعات «لواء التوحيد» و «جيش الاسلام» وحركة «أحرار الشام» و «صقور الشام». واعتبر مراقبون تشكيل «الجبهة» نكسة ل «الجيش الحر» الذي كان يشكل مظلة لغالبية مقاتلي المعارضة، لا سيما أنه أدى إلى حرمانه من مجموعتين أساسيتين هما: «لواء التوحيد» الناشط في محافظة حلب في شمال البلاد، و «جيش الإسلام» الذي يقاتل في ريف دمشق وكان تشكل بعد توحد حوالى 50 تتظيماً مسلحاً بقيادة زهران علوش. وأدت سيطرة «الجبهة» على المخازن إلى تعليق واشنطنولندن مساعداتهما غير الفتاكة للشمال السوري، إلى المجموعات المصنفة «معتدلة» ذلك خشية وقوعها في يد الجماعات المتطرفة. وتتبع هيئة الأركان ل «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أبرز مكونات المعارضة السورية المدعومة من دول غربية عدة أبرزها الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا. وكان السفير الأميركي روبرت فورد اجتمع أول من أمس مع إدريس بعد لقائه وفداً من «المجلس الوطني السوري» المعارض. وأفاد «الحر» في بيان أن المجتمعين «أكدوا ضرورة توحيد صفوف الثوار السوريين على الأرض لما فيه مصلحة الشعب السوري، حيث أوضح رئيس هيئة الأركان للوفد الأميركي الجهود التي تقوم بها الأركان بالتنسيق مع مختلف الفصائل الثورية لتوحيد صفوفهم على الأرض وتوحيد البندقية بوجه بشار الأسد وحماية الشعب السوري». وتابع البيان: «أن إدريس تحدث عن «الصعوبات التي تواجه عمل الجيش الحر على الأرض والجهود التي تبذلها هيئة الأركان لتفعيل آليات العمل بمشاركة جميع القوى الثورية والعسكرية الفاعلة على الأرض لحماية ومصلحة الشعب السوري»، لافتاً إلى «نفي فورد كل ما نسب في الإعلام خلال الأيام الماضية للجهات الدولية، حول تغير موقفها من رأس النظام بشار الأسد، واحتمال بقائه لفترة معينة مشيراً إلى أن موقف الولاياتالمتحدة الأميركية وحلفائها هو ضرورة دعم الحل السياسي من دون وجود بشار الأسد في أي صيغة من الصيغ». وزاد: «أن السفير الأميركي أكد استمرار دعم حكومة الولاياتالمتحدة الأميركية وثقتها بهيئة الأركان ورئيسها، كما أشار إلى أن ما حصل في باب الهوى، والخلافات بين صفوف الثوار لا تخدم مصلحة الثورة السورية ولا الشعب السوري».